لا يملك زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر أي محطة فضائية أو صحيفة رسمية تصدر عن تياره الديني وحراكه السياسي والحزبي، على خلاف باقي القوى السياسية الأخرى في العراق كما أنه لا يموّل أي جهات إعلامية أو صفحات وهمية، كتلك التي تسمى "الجيوش الإلكترونية".
لكن واقعياً فإن الصدر هو المحرك الأساسي لكل المحطات الفضائية والإعلام المحلي بسبب مواقفه التي يُعلنها عبر ثلاث حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتبر أنصاره ما يصدر عنها بمثابة تبليغ أو توجيهات رسمية تصدر عن مقتدى الصدر نفسه.
وينشر الزعيم الديني مقتدى الصدر (49 عاماً) مواقفه وبياناته، عبر حسابه الشخصي في "تويتر"، الذي يحمل اسمه، ويملك صفحتين رديفتين تتوليان فعليا إصدار التوجيهات والتفصيلات المهمة والمواقف العامة للتيار، ولعبتا دوراً بارزاً في الانتخابات والاحتجاجات والأحداث الاجتماعية والمناسبات الدينية المختلفة، وهما صفحتا "وزير القائد"، و"صالح محمد العراقي"، اللتين تمثلان المنصات الإعلامية الأساسية للصدريين في العراق، على منصتي "فيسبوك"، و"تويتر".
وأثار الحسابان نقاشات السياسيين في اللقاءات والمقابلات، وبرغم الكلام الكثير الذي أثير بشأن هذه الصفحات، إلا أنّ أسماء الذين يديرونها تبقى مجهولة، وسط تأكيدات أنّ الصدر يُشرف بشكلٍ مباشر على كل التدوينات والتغريدات وحتى الردود بالتعليقات على المتابعين.
وفي وقت سابق أشار بهاء الأعرجي، وهو سياسي كان من أكثر المؤثرين في "التيار الصدري" لكنه طُرد من التيار بسبب خلافات مع الصدر بشأن تورط الأعرجي بشبهات فساد مالي، إلى أن "أربعة أشخاص هم الذين يديرون صفحة صالح محمد العراقي وصفحة وزير القائد، اثنان منهم في بغداد واثنان في محافظة النجف". وبرغم تعليقه هذا إلا أنّه لم يفصح عن إسمائهم، ربما لأنه لا يريد الاصطدام مع زعيم "التيار الصدري".
وقال عضو مجلس النواب العراقي كاظم الصيادي، في تصريح متلفز، الأسبوع الماضي، إنّ "الكشف عن الاسم الحقيقي لمدير صفحة وزير القائد يعني "طركاعة سودة" (تعني باللهجة العراقية الدارجة: مصيبة كبرى)، لذلك لا نستطيع الحديث عن اسمه".
شخصيات مقربة من الصدر تدير الصفحتين وبإشراف مباشر منه
وأقرّ القيادي البارز في "التيار الصدري" حاكم الزاملي، في مقابلة مع قناة "السومرية" المحلية، بأنّ "صفحتي "وزير القائد" و"صالح محمد العراقي"، تداران من قبل شخصيات مقربة من مقتدى الصدر، ومع ذلك لم يقرّ بأي أسماء تدير هاتين الصفحتين.
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) August 25, 2022
وأكدت عدة مصادر مقربة من زعيم "التيار الصدري"، أحدها في النجف لـ"العربي الجديد"، أنّ حساب "وزير القائد" يديره النائب المستقيل من البرلمان العراقي عن الكتلة الصدرية حسن العذاري، إلى جانب شخصية أخرى، في حين أنّ صفحة "صالح محمد العراقي" يديرها الشيخ توفيق الغانمي، وهو أحد طلبة المرجع الراحل محمد صادق الصدر (والد مقتدى الصدر)، إلى جانب علي الصدر، وهو ابن أخ مقتدى الصدر.
وأكد أحد المصادر أنّ الصدر يُشرف شخصياً على كل التدوينات والمنشورات والتعليقات التي تصدر عن هذه الصفحات، كاشفاً أنّ "خلية الإعلام الصدرية" جاءت بأمر من مقتدى الصدر، "في سبيل مواجهة الإعلام الولائي (الممول من إيران)، وكذلك لصناعة حالة إعلامية جديدة لا تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة".
وأكد مصدر آخر أنّ صفحة "صالح محمد العراقي"، كانت صفحة يديرها مقتدى الصدر لوحده، لكنها حين اشتهرت بين صفوف "التيار الصدري"، تركها لعلي الصدر، الذي يلقبه بـ"الشعبوثي".
ويتابع صفحة "وزير القائد" على "فيسبوك" نحو مليون ومائة ألف شخص، في حين تحظى صفحة "صالح محمد العراقي" على "تويتر" بحوالى 850 ألف مشترك، كما يتابع حساب مقتدى الصدر على "تويتر" نحو مليوني شخص، وهذه الحسابات هي الموجه الرئيس للتيار في كل تحركاته وتوجهاته السياسية.