استمع إلى الملخص
- الصاروخ، الذي استهدف ميناء إيلات دون إحداث أضرار، يشير إلى قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات بعيدة المدى ويثير تساؤلات حول التعاون العسكري بين الحوثيين وإيران.
- الولايات المتحدة وبريطانيا ردتا بشن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع الحوثيين باليمن، مما يعكس توسع نطاق الصراع ويزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة بسبب صعوبة اعتراض الأسلحة فائقة السرعة.
كشفت جماعة أنصار الله (الحوثيين) عن صاروخ بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب أطلقت عليه اسم صاروخ فلسطين. وقد صرح زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، بأن هذا الصاروخ يمثل نقلة نوعية في ترسانة الجماعة من الأسلحة، مشيراً إلى أنه "تمت صناعته بمراعاة متطلبات المرحلة الرابعة على المستوى التقني وعلى مستوى المدى".
وأكد الحوثي، في كلمة له حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية، أن صاروخ فلسطين "سيكون له تأثير كبير على الأعداء"، مشيراً إلى أنه "يتميز بتقنية عالية، خاصة في مواجهة محاولات الاعتراض التي تتعاون فيها عدة دول".
وكانت جماعة أنصار الله قد أعلنت استهدافها ميناء إيلات (أم الرشراش)، في إشارة لاسم المدينة في فلسطين التاريخية قبل قيام دولة الاحتلال الاسرائيلي. وأظهرت اللقطات التي نشرها الحوثيون إطلاق صاروخ فلسطين من منصة إطلاق متحركة، مصحوبا بأعمدة من الدخان الأبيض، وهو ما يشير إلى استخدام الوقود الصلب.
الكوفية الفلسطينية
وقال الحوثيون إن صاروخ فلسطين يحمل رأساً مطلياً على شكل الكوفية الفلسطينية، مؤكدين أنه محلي الصنع. ولم يسفر الهجوم الذي أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في الاحتلال الإسرائيلي عن أضرار أو إصابات.
مشاهد من عملية إطلاق صاروخ "فلسطين الباليستي" على هدف عسكري للعدو الإسرائيلي في أم الرشراش والذي تم الكشف عنه لأول مرة pic.twitter.com/dMX898qGd4
— اخترنا لكم (@MediaBank21) June 5, 2024
ويشبه صاروخ فلسطين في بعض جوانبه صاروخاً عرضته إيران في وقت سابق ووصفته بأنه يحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت. وكشفت إيران عن صاروخ "فاتح" العام الماضي، وقالت إنه يمكن أن تصل سرعته إلى 15 ماخ، أو 15 ضعف سرعة الصوت. كما وصفت مدى الصاروخ بأنه يصل إلى 1400 كيلومتر (870 ميلاً). وهذا أقل قليلاً من المسافة إلى إيلات من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، ولكن يمكن تطوير الصاروخ لتعزيز مداه.
صاروخ فلسطين إيراني؟
وفي مارس/آذار، نقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية الرسمية عن مصدر مجهول قوله إن الحوثيين يمتلكون صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت. وكتب فابيان هينز، خبير الصواريخ وزميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "في حين أننا لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين ما هي النسخة الدقيقة التي يتوافق معها "فلسطين"، يمكننا أن نقول بقدر كبير من اليقين إنه صاروخ متطور وموجه بدقة (الحرس الثوري) يعمل بالوقود الصلب قدمته إيران".
ورداً على سؤال بشأن التشابه بين صاروخ فلسطين وصواريخها، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لوكالة "أسوشييتد برس" إن طهران "لم تنخرط في أي أنشطة مخالفة" لقرارات الأمم المتحدة. وأضافت أن "القوة العسكرية في اليمن تنامت منذ بدء الحرب. وهي حقيقة متجذرة في القدرة الداخلية لجماعة أنصار الله وبسالتها".
ويمكن للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تطير بسرعات أعلى من 5 ماخ، أن تشكل تحديات حاسمة لأنظمة الدفاع الصاروخي بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة.
صعوبة الاعتراض
وتطير الصواريخ الباليستية على مسار يمكن من خلاله للأنظمة المضادة للصواريخ مثل باتريوت الأميركية الصنع توقع مسارها واعتراضها. وكلما كان مسار طيران الصاروخ غير منتظم، مثل الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت مع القدرة على تغيير الاتجاهات، كلما أصبح اعتراضه أكثر صعوبة. ويعتقد أن الصين تسعى للحصول على هذا النوع من الأسلحة، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية. بينما تؤكد روسيا أنها استخدمتها بالفعل.
ويبقى من غير الواضح مدى نجاح مناورات الصاروخ "فلسطين" وبأي سرعة يسير.
و"تضامنا مع غزة" في مواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
ورداً على هذه الهجمات، بدأت واشنطن ولندن منذ مطلع العام الجاري، شن غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلانها أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصل إليه أسلحتها.
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)