يحضر المستشار الألماني أولاف شولتز، خلال ثمانية أيام، ثلاث قمم تتعلق بمستقبل أوروبا وأوكرانيا ودور ألمانيا في العالم، إذ يشارك شولتز، حتى نهاية الشهر الجاري، في قمة مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وقمة لمجموعة السبع بضيافته في بافاريا، وبعدها قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدريد.
شولتز الذي لم يكن لديه الوقت الكافي لإثبات دوره في السياسة العالمية منذ أن تسلم منصبه كمستشار، يواجه انتقادات بأنه يضع ألمانيا في قالب المتلقي أكثر من المبادر، في مرحلة تواجه فيها برلين أزمات في مجالات الطاقة والتقصير في تقديم الدعم العسكري والمالي لدول البلطيق وغرب البلقان وأوكرانيا.
ورغم أن هناك من يعتبر أن شولتز يعمل بدقة ومنهجية وبطريقة منظمة، برزت مطالبات سياسية لإجراء مراجعات للسياسة الخارجية والأمنية الألمانية مع استمرارالحرب ضد أوكرانيا، إذ دعا الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينغبايل، الزعيم المشارك لحزب المستشار شولتز، إلى التخلي الألماني عن ضبط النفس المستمر منذ عقود.
وفي خضم ذلك أيضا، اعتبرت السياسية عن حزب الخضر مارييلوز بييك، في مقابلة مع شبكة "تي أونلاين"، ليل أمس الأربعاء، أن "مصداقية ألمانيا تضررت بشدة، وما لم تره المستشارية أو لا تريد رؤيته حتى الآن أن التوازن السياسي يتغير داخل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وهناك محور آخذ في الظهور يتكون من بولندا ودول البلطيق والدول الإسكندنافية وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة، وهذه الدول تريد حقا وضع حد لسياسات روسيا التوسعية".
أما الخبير في شؤون أوروبا الشرقية، رالف فوكس، فرأى في حديثه مع شبكة "تي أونلاين"، أن الخوف في ألمانيا من تصعيد الصراع في أوكرانيا أكبر مما هو عليه في البلدان التي ستتأثر بشكل مباشر مثل بولندا ودول البلطيق.
ووجه شولتز الأربعاء من البوندستاغ كلمات واضحة وشبه عسكرية، شدد فيها على أن ألمانيا ستدافع عن كل متر مربع من أراضي الناتو، مشيراً إلى أن العلاقة بين ألمانيا وروسيا تقترب من عصر جليدي بسبب حرب أوكرانيا. وأضاف: "بوتين ينتهك كل المبادئ؛ يستخدم العنف ويخترق السيادة المستقلة للدول".
وكان شولتز قال الأسبوع الماضي إن "من الضروري للغاية" استمرار الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف أن "من الضروري" أن يتحدث بعض القادة مباشرة مع بوتين، وسط جهود لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
وأجرى شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عدة محادثات هاتفية مع بوتين، بشكل منفصل وجماعي، منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا أواخر شباط/ فبراير الماضي. وقد أثارت هذه الاتصالات انتقادات، صدر بعضها عن الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي قال مؤخرًا إن هؤلاء القادة "لا يحققون شيئا ولا يخدمون سوى إضفاء الشرعية على الزعيم الروسي".
والخميس الماضي، تعهد شولتز خلال زيارة إلى كييف، بدعم ترشيح أوكرانيا للانضمام في نهاية المطاف إلى الاتحاد الأوروبي.