استشهد شاب فلسطيني، مساء الأحد، خلال وجوده بالقرب من جدار الفصل العنصري المقام على أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، وذلك بعد ساعات من استشهاد الفلسطينية غادة إبراهيم علي سباتين (47 عاماً)، ظهر الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد إصابتها بجروح عقب إطلاق النار عليها عند حاجز عسكري في بلدة حوسان غربي بيت لحم (جنوبي الضفة الغربية).
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان صحافي، استشهاد مواطن برصاص الاحتلال الحي في بلدة الخضر ببيت لحم.
من جانبه، أكد الناشط أحمد صلاح، من الخضر، في تصريح صحافي، أن الشهيد هو الشاب محمد علي غنيم (21 عاماً) من بلدة الخضر، بعد إطلاق النار عليه قرب جدار الفصل العنصري المقام على أراضي الخضر.
وفي وقت سابق، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد غادة إبراهيم علي سباتين، التي وصلت مصابة برصاصة في الفخذ أطلقها عليها جنود الاحتلال، مشيرة إلى أنها وصلت إلى مستشفى بيت جالا وهي تعاني من قطع في شريان الساق، إضافة إلى خسارتها كمية كبيرة من الدم.
وأوضح الناشط طه حمامرة من حوسان، لـ"العربي الجديد، أن الشهيدة أُصيبت بالفخذ من مسافة قريبة، ما أدى لقطع الشريان الرئيسي فنزفت كميات كبيرة من الدم، ونقلتها سيارة خاصة إلى المستشفى، وهناك أعلن عن استشهادها. وأشار حمامرة إلى أن الشهيدة كانت متزوجة في الأردن ولديها ستة أطفال، وبعد وفاة زوجها، قدمت إلى حوسان كي تعيش لدى أهلها.
وأكد حمامرة أن ما جرى هو عملية إعدام، مشيرا إلى أن الحاجز العسكري موجود داخل البلدة والجميع يمر منه، وهو ما يشكل خطورة على حياة الأهالي، بحسب مزاجية جنود الاحتلال.
في الأثناء، أكدت مصادر محلية وشهود عيان أن الشهيدة غادة سباتين كانت تعاني من ضعف النظر والرؤية بعينها اليمنى بشكل كامل، والعين اليسرى تعاني ضعفًا بالنظر فيها بنسبة كبيرة، وكانت عند الحاجز كغيرها من المواطنين، وحينما نادى عليها جنود الاحتلال تعثرت وأطلق عليها جنود الاحتلال الرصاص.
وتابعت المصادر ذاتها أن جنود الاحتلال أصيبوا بحالة من الذعر، ومنعوا علاجها، لكن الأهالي خلصوا السيدة منهم وكانت مستيقظة، ونقلوها بسيارة خاصة إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، ولاحقًا أعلن عن استشهادها بعدما نزفت كميات كبيرة من الدماء.
على صعيد منفصل، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وأدوا طقوساً تلمودية، واستمعوا لشروحات مزيفة عن أسطورة الهيكل المزعوم، بينما تولت شرطة الاحتلال منع المصلين من الاقتراب من المنطقة الشرقية التي يؤدي فيها المستوطنون طقوسهم التلمودية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا من بلدة بيت أمر شمالي الخليل، والفتى سعيد عزام ازغير من البلدة القديمة في الخليل. كما اعتقلت شابًا من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وكذلك اعتقلت شابًا وسلمت آخر بلاغاً لتسليم نفسه، عقب دهم منزليهما في البلدة القديمة بالقدس.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، سلسلة اقتحامات في عدة مناطق بالضفة الغربية، تخللتها مواجهات وإطلاق نار باتجاه الاحتلال وإصابة واعتقال عدة فلسطينيين، وكذا ملاحقة قوات الاحتلال عمالاً فلسطينيين في أثناء توجههم إلى عملهم في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
ولليوم الثالث على التوالي، يواصل الاحتلال فرض إجراءات عقابية بحق أهالي محافظة جنين، مسقط رأس منفذ عملية ديزنغوف في تل أبيب، التي أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة نحو تسعة آخرين.
تشييع جثمان الشهيدة غادة بساتين
شيع عشرات الفلسطينيين، مساء اليوم الأحد، جثمان الشهيدة غادة بساتين في مسقط رأسها في بلدة حوسان غرب بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، بعد ساعات من استشهادها.
ووفق الناشط حمامرة، فقد انطلق موكب التشييع بسيارات من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي، ثم وصل الجثمان إلى البلدة، وألقت عائلتها نظرة الوداع عليها، ثم نُقل إلى مسجد البلدة للصلاة عليه، وبعدها ذهب المشيعون نحو مقبرة حوسان حيث ووري جثمان الشهيدة الثرى هناك.
واندلعت مواجهات، مساء اليوم الأحد، بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة حوسان عقب تشييع جثمان الشهيدة سباتين، وفق ما أكده الناشط طه حمامرة لـ"العربي الجديد".
الاتحاد الأوروبي يطالب بتقديم الجناة للعدالة
من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي، مساء اليوم الأحد، عن صدمته من استشهاد سيدة فلسطينية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية في بلدة حوسان غرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.
وقال الاتحاد، في بيان صحافي: "مصدومون من مقتل سيدة فلسطينية على يد قوات الأمن الإسرائيلية بالقرب من بيت لحم. خالص تعازينا لأسرتها. إن مثل هذا الاستخدام المفرط للقوة المميتة ضد مدني أعزل هو أمر غير مقبول. يجب التحقيق في هذا الحادث على وجه السرعة وتقديم الجناة إلى العدالة".
وكانت قوات الاحتلال المتمركزة في منطقة المطينة، على المدخل الشرقي لقرية حوسان غرب بيت لحم، قد فتحت النار، اليوم، صوب السيدة غادة إبراهيم سباتين (47 عاما) وهي أم لستة أطفال، ما أدى إلى إصابتها في الفخذ وتركت تنزف، ونقلت إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، حيث أعلن عن استشهادها متأثرة باصابتها.
قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيين في الضفة الغربية
على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، الأسير المحرر أحمد شتات من مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، أثناء عودته إلى منزله ومروره على حاجز عسكري بالقرب من بلدة عناتا شمال شرق القدس، كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد داود من بلدة حارس غرب سلفيت، شمالي الضفة، أثناء وجوده في أرض قريبة من مستوطنة "بركان الصناعية" المقامة على أراضي بلدات بروقين وسرطة وحارس غرب سلفيت، علمًا أن الشاب داود يعاني من اضطرابات نفسية منذ مدة ويتلقى العلاج.
وأبعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، ثلاثة مقدسيين عن المسجد الأقصى المبارك، هم: إيهاب أبو سنينة، ونعمان وزوز، وجهاد شلبي، لمدة عشرة أيام.
كما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، الرصاص على مركبة فلسطينية على معبر الظاهرية جنوب الخليل، جنوبي الضفة، بزعم فرار المركبة التي كانت تقل عمالاً وعدم انصياع سائقها للوقوف والتفتيش، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، في تصريح صحافي، بأن عشرات المستوطنين انتشروا على مفارق الطرق المؤدية لمدينة نابلس شمالي الضفة، مشيراً إلى أن المستوطنين قطعوا الطريق أمام مركبات الفلسطينيين.