تحولت المديريات الغربية لمحافظة حجة، شمالي غرب اليمن، إلى جبهة استنزاف رئيسية لجماعة الحوثيين (أنصار الله) مع دخول المعارك المحتدمة شهرها الثاني، دون تحقيق أي نتائج عسكرية ملموسة على الأرض.
وعلى مدار شهر كامل، شهدت مديريتا حرض وعبس أعنف المواجهات بين الجيش اليمني المسنود من التحالف الذي تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة إيرانيا، إذ باتت مديريات حرض وعبس المتاخمتين لمنطقة جازان جنوبي السعودية، ساحة الحرب الرئيسية بين الأطراف اليمنية، مع انحسار المعارك في مأرب النفطية.
ودفع الحوثيون بآلاف المقاتلين إلى حرض وعبس لإحباط عملية عسكرية للقوات الحكومية في الخامس من فبراير/شباط الماضي، قبل أن تشن الجماعة هجوما مضادا في مسعى منها لتأمين مكاسبها واستعادة السيطرة على كافة مديريات حجة.
وعجزت الجماعة، عن تحقيق أي اختراقات جوهرية على الأرض، ووفقا لمصادر عسكرية حكومية لـ "العربي الجديد"، فإن مكاسب الحوثيين خلال الفترة الماضية في مديرية حرض، لا تمكن مقارنتها بحجم الخسائر البشرية والمادية.
وخلافا للدور الذي لعبه الطيران الحربي للتحالف في اصطياد الأرتال والتعزيزات الحوثية القادمة من محافظات حجة وعمران وصعدة، ساهمت التضاريس الصعبة والقتال داخل مناطق سكنية مهجورة في كبح تقدم المقاتلين الحوثيين رغم المحاولات اليومية، وفقا للمصادر.
وأشارت المصادر، إلى أن محافظة حجة، شهدت اليوم السبت، حرب شوارع من مسافة صفرية بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين شرقي مدينة حرض ومحيط منطقة البداح في مديرية عبس، وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 30 عنصرا حوثيا على الأقل.
وتحدث الجيش اليمني، في بيان رسمي، عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وتدمير معدات وآليات عسكرية للحوثيين، إثر إحباط قواته هجوما واسعا للحوثيين في بلدة بني حسن بمديرية عبس، دون الكشف عن حجم الخسائر في صفوف القوات الحكومية.
مصرع وإصابة العشرات من عناصر المليشيات الحوثية الإيرانية وتدمير معدات وأطقم قتالية تابعة لها، بنيران أبطال الجيش وغارات لطيران تحالف دعم الشرعية في مواقع متفرقة بمديرية عبس.
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) March 5, 2022
وشيع الحوثيون، خلال الساعات الماضية أكثر من 40 عسكريا، وحسب إحصاء مصادر إعلامية حكومية، فقد بلغت خسائر الجماعة في شهر فبراير الماضي 780 قتيلا، غالبيتهم يحملون رتبا رفيعة.
ورغم النزيف البشري الواسع، إلا أن جماعة الحوثيين تواصل الدفع بمئات المقاتلين إلى الخطوط الأمامية في حجة، إذ ذكرت مصادر حكومية اليوم السبت، أن تعزيزات كبيرة للحوثيين وصلت تباعا إلى مستبأ وشمال مديرية حرض.
وطيلة الأسابيع الماضية، لعب التحالف دورا رئيسيا في مضاعفة الخسائر البشرية للحوثيين، وذلك من خلال معدل يومي شبه ثابت للغارات الجوية على أهداف ثابتة ومتحركة للجماعة في جبهات غربي حجة.
وفي وقت سابق اليوم السبت، أعلن التحالف تنفيذ 17 عملية استهداف ضد المليشيات الحوثية، قال إنها أسفرت عن تدمير 11 آلية عسكرية فضلا عن خسائر بشرية، وفقا لوكالة "واس" السعودية".
#عاجل
— واس العام (@SPAregions) March 5, 2022
التحالف: (17) عملية استهداف ضد المليشيا في حجة ومأرب خلال الساعات الـ 24 الماضية.#واس_عام
وخلافا لاحتدام المعارك في حجة، تشهد جبهات محافظة مأرب النفطية، والتي ظلت ساحة معركة رئيسية خلال العام الماضي، انحسارا لافتا للأعمال القتالية منذ مطلع العام الجاري، إذ تنحصر المواجهات في تبادل للقصف المدفعي فقط.
وأعلن الجيش اليمني، مساء السبت، أن سلاح المدفعية التابع له، استهدف مواقع وتجمعات مليشيا الحوثي في جبهة الفليحة جنوب مأرب وألحق بها خسائر في العتاد والأرواح، دون الكشف عن رقم محدد.
وتنفذ جماعة الحوثيين، حملة تعبئة وتجنيد غير مسبوقة على مستوى كافة القرى والمناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي اليمن تحت مسمى "حملة إعصار اليمن للتحشيد والاستنفار"، وهو ما يشير إلى أن الجماعة تخطط لتنفيذ هجمات واسعة ضد القوات الحكومية، وخصوصا في الجبهات التي انحسرت فيها المعارك جنوبي مأرب النفطية.