استمع إلى الملخص
- العمليات العسكرية تشمل قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً، مع توغل الدبابات وتفجير المنازل، مما يعوق حركة السكان وسيارات الإسعاف، ويزيد من معاناة المدنيين المحاصرين.
- رغم التحذيرات الفلسطينية، تفتقر العملية إلى إدانة دولية أو عربية، مما يسمح لإسرائيل بالمضي قدماً في خطتها دون اعتبار لاحتياجات السكان.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططها في شمال قطاع غزة لليوم التاسع، مع توسيعها عمليات تفجير المنازل والبنية التحتية واستهداف كل متحرك في المنطقة مع إطباق كامل للحصار على مناطق الشمال كافة واستهداف طائراتها المسيّرة كل متحرك في المنطقة.
ويبدو أنّ إسرائيل ماضية في تنفيذ "خطة الجنرالات" لتفريغ شماليّ قطاع غزة من السكان، وتستفيد من غياب المواقف الدولية والعربية الرافضة لمثل هذه الخطة التي تُنفَّذ دون تسرّع وبتدمير كل مقومات الحياة والمآوي في الشمال، لتسهيل عملية تهجير نحو 400 ألف فلسطيني إلى الجنوب.
والعملية في مخيم جباليا ومحيطها، بلدات بيت لاهيا وبيت حانون والمناطق الغربية من المحافظة الشمالية، هي الثالثة منذ بدء الحرب البرية في نهاية أكتوبر 2023، وهي الثانية هذه السنة، حيث نفذت قوات الاحتلال عملية أقل قوة ومركزة وسط مخيم جباليا في مايو/أيار المنصرم.
وخلال ساعات الليل نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية بالتزامن مع القصف المدفعي الذي استهدف منازل المواطنين في تمهيد ناري لتتقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر للوصول إلى مزيد من المناطق والسيطرة عليها وتنفيذ عمليات اعتقال وإجبار السكان على النزوح.
وبالتزامن، تُحاصَر المنطقة الشمالية بشكل تام ويُمنَع إدخال المواد الأساسية للسكان، بما يسمح لهم بالبقاء على الحياة من طعام ومياه، وبين الحين والآخر تطلق الطائرات المروحية النار على أي تجمّع للمواطنين داخل مناطق العمليات العسكرية.
وتقوم الدبابات الإسرائيلية بالتوغل والتراجع في مناطق مختلفة من المناطق الغربية لمحافظة الشمال، وتقيم المزيد من السواتر الترابية، فيما تقوم قوات الهندسة في جيش الاحتلال بتفخيخ منازل المواطنين وتفجيرها وتحدث أصواتاً مروعة للمواطنين.
وتتركز عمليات التفجير، وفق شهود عيان تحدثوا مع "العربي الجديد"، في المناطق الغربية من محافظة الشمال، وخصوصاً في مناطق السلاطين والعطاطرة وبئر النعجة والصفطاوي والتوام، وهي مناطق ليست متاخمة للحدود الشمالية مع الأراضي المحتلة، ما يعني أنّ الاحتلال يوسع بشكل كبير المناطق العازلة.
ولا تسمح العملية العسكرية الواسعة في شمال غزة للسكان بالتحرك، كذلك لا تسمح لسيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني بالتحرك، نتيجة وجود قوات الجيش الإسرائيلي ومنع الطائرات المُسيرة كل متحرك من الحركة داخل أو بالقرب من مناطق العمليات العسكرية، وفق الشهود.
وبينما يتواصل العدوان والعمل على خطة التهجير لمن تبقى في شمال القطاع، لا تجد العملية الإسرائيلية أي إدانة ولا تحركات لوقفها، رغم تحذير الفلسطينيين من هذه المخططات، وتمضي إسرائيل في تنفيذ خطتها حتى دون اهتمام باحتياجات السكان المحاصرين، وتمعن في استهدافهم لتدفيعهم ثمن صمودهم عاماً كاملاً في المحافظة الشمالية.