شكري عن أزمة سد النهضة: لن نتهاون في حق الشعب المصري في الحياة

11 فبراير 2023
حملة دبلوماسية تخوضها القاهرة في قضية سد النهضة(Getty)
+ الخط -

حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم السبت، مما وصفه بـ"تحدي الأمن المائي الجسيم" الذي تواجهه منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، ويأتي -حسب قوله- "مقترناً برغبة بعض دول منابع الأنهار في الاستئثار بالمورد المائي والسيطرة عليه"، متهماً إثيوبيا بالمماطلة في التوصل إلى إطار قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة".

وجاءت تصريحات سامح شكري وزير الخارجية، خلال افتتاح المؤتمر السنوي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، حيث ألقى كلمة حول موضوع المؤتمر المرتبط بتداعيات الأزمة الروسية/ الأوكرانية على الشرق الأوسط ومصر، وشملت قضية المياه وأزمة سد النهضة.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية المصري في إطار حملة دبلوماسية تخوضها القاهرة لحشد التأييد الدولي لموقفها في قضية سد النهضة، في ظل إصرار إثيوبيا على إتمام عملية الملء الرابع لسد النهضة، الذي تبنيه على نهر النيل الأزرق "المورد الرئيس لمياه النيل إلى مصر".

وتواجه الآمال المصرية في الحصول على دعم دولي حاسم في قضية سد النهضة، عقبات سياسية وقانونية، أساسها الدعم الدولي الواضح لحكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد سواء من جهة الولايات المتحدة الأميركية والغرب، أو من جهة الصين وروسيا والإمارات، وذلك بالإضافة إلى القيود التي فرضها إعلان المبادئ بشأن سد النهضة والذي وقعته كل من مصر وإثيوبيا والسودان، في الخرطوم في 23 مارس/آذار 2015، على مطالب الوساطة التي قد تتقدم بها إحدى الدول الثلاث، من أجل التدخل لحل الأزمة.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد أبو زيد، إن كلمة وزير الخارجية اليوم شددت على "تحدي الأمن المائي الجسيم الذي تواجهه منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، والتي تقع بعض دولها في أكثر مناطق العالم جفافاً وتصحراً، حيث يأتي هذا التحدي مقترناً برغبة بعض دول منابع الأنهار في الاستئثار بالمورد المائي والسيطرة عليه دون اكتراث بمقدرات دول أخرى مشاطئة".

وأشار إلى "مماطلة إثيوبيا في التوصل إلى إطار قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة"، ومنوهاً بـ"تمسك مصر بضبط النفس ومراعاة حقوق الشعب الإثيوبي في التنمية"، مستدركاً: "إلا أن هذا الأمر لم ولن يكون أبداً في مقابل التهاون في حق الشعب المصري في الحياة والوجود، الأمر الذي يجعل التوصل دون تأخير أو مماطلة إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي ضرورة لا غنى عنها".

وأضاف المتحدث أن شكري أشار خلال كلمته أيضاً إلى "الأزمات والتحديات التي شهدها عام 2022 وآخرها الأزمة الروسية الأوكرانية"، مستعرضاً "أبرز محددات الموقف المصري إزاء تلك الأزمة، وما بذلته مصر من جهود حثيثة للتفاعل على المستوى الثنائي والمتعدد لاحتواء التداعيات الاقتصادية السلبية الناتجة عن الأزمة الأوكرانية على الاقتصاد المصري".

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الكلمة "تطرقت أيضاً إلى وجهة النظر المصرية الداعية إلى الدفاع عن منظومة العمل الجماعي متعدد الأطراف، والتحذير من مغبة التحرك والعمل الدولي خارجها من خلال السعي لإرساء قواعد جديدة خارج هذه المنظومة"، مشدداً على "الحاجة إلى مراجعة وتطوير مفهوم الأمن الدولي بصورة تتغلب بها قيم الحوار والتعاون والتفهم لاحتياجات الآخر على منطق القوة والتجاهل، مع مراعاة حقوق الآخرين السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، وبما يحول دون تحول النزاعات الناشئة إلى صراعات ممتدة".

كما أوضح السفير أبو زيد أن وزير الخارجية "شدد أيضاً على أهمية الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية"، متناولاً "أبرز التحديات التي تشهدها دول الجوار الإقليمي لمصر في كل من ليبيا والسودان وفلسطين، بالإضافة إلى ما تفرضه تحديات التغير المناخي من تداعيات إنسانية واقتصادية واجتماعية باتت تمثل أعباء إضافية على كاهل الدول والحكومات والشعوب".