وجّه أكثر من مائة شخصية عربية وإسلامية، اليوم الثلاثاء، نداءً إلى "قادة فصائل العمل الوطني وعموم الشعب الفلسطيني"، دعوا فيه إلى التقاط الفرصة التاريخية التي وفرها "طوفان الأقصى" من أجل التوصل إلى استراتيجية وطنية جديدة ترقى إلى مستوى "الكارثة والبطولة" في قطاع غزة.
وقال البيان الصادر عن تلك الشخصيات إنّه يجب "العمل صفاً واحداً في مواجهة ما يُحاك من خطط ومؤامرات تهدف إلى تحويل النصر إلى هزيمة، والفرصة إلى تهديد".
وحدد البيان ثلاث مهام تتصدر "أجندة العمل الوطني الفلسطيني والقومي العربي والأممي والإنساني"، تبدأ بـ"وقف حرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال مدعوماً من دوائر استعمارية معروفة، تتمركز في غزة، وتطاول الضفة والقدس أيضاً، مروراً برفع الحصار، وفتح المعابر، وإدخال الإغاثة والمساعدات من دون قيد أو شرط، وسحب قوات الاحتلال الغازية، وليس انتهاءً بإسناد المقاومة الفلسطينية في إتمام صفقة شاملة لتبادل الأسرى والمحتجزين، تنتهي بتبييض السجون الإسرائيلية من آلاف الأسرى الفلسطينيين".
ودعا البيان إلى "رص الصفوف الفلسطينية والعربية والدولية، لمواجهة مؤامرة التهجير القسري، التي تحاول إسرائيل فرضها على الشعب الفلسطيني، بتحويل مدنه وبلداته إلى أماكن غير صالحة للعيش، وهي المؤامرة التي لم يُخف قادة إسرائيل إصرارهم على تنفيذها، بأشكال وأدوات مختلفة، ترجمة لحلمهم بإقامة دولة يهودية "نقيّة" من النهر إلى البحر، بعد طرد سكان البلاد الأصليين".
ونبّه الموقعون على البيان إلى المخاطر الشديدة الكامنة في مؤامرة "تخليق" قيادة تُفرض على الشعب الفلسطيني من دون إرادته، ودعوا قادة الفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية إلى "المبادرة لتشكيل مرجعية وطنية فلسطينية شاملة، مؤقتة وانتقالية، تضم جميع القوى والفصائل والشخصيات الوطنية داخل الوطن المحتل وخارجه، وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس، وجميع فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطينية الأخرى، تقوم على قاعدة الشراكة التامة، بلا إقصاء أو تهميش أو استبعاد، تتولى قيادة دفة الاتصالات والمفاوضات، في كل ما يتعلق بشأن غزة وأهلها ومقاومتها وفلسطين وقضيتها، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ومن أجل إحيائها وتفعيل مؤسساتها، لتصبح قادرة على تجسيد دورها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، قولاً وفعلاً، وتخليصها من حالة الركود والتهميش التي تعيشها".
كما دعا الموقعون على البيان إلى تحرير السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير من "قيود أوسلو الثقيلة التي ركلها الاحتلال بأقدامه، وداستها جنازير دباباته في غزة والضفة، وتعزيز خيار المقاومة بأشكالها كافية، بعد أن أثبت هذا العدو أنه لا يفهم سوى لغة القوة، والعمل لإعادة بناء المنظومة السياسية على أساس المزج الخلاق والمبدع بين مختلف أشكال المقاومة، والمقاومة المسلحة في طليعتها، طالما أنها حق مشروع لشعب رازح تحت نير الاحتلال والاستيطان والعنصرية".
وحث البيان القيادات الفلسطينية على "المسارعة في تشكيل حكومة كفاءات تكنوقراطية، تتولى إعادة توحيد المؤسسات في غزة والضفة الغربية، وتسريع إدخال الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق القطاع، وفتح مسار سريع لإعادة إعمار القطاع، بوصفها مهمة لا تحتمل الإبطاء والتسويف لمواجهة مشاريع التهجير، توطئة لتمهيد الطريق لإجراء انتخابات عامة في أقرب فرصة".
ودعا الموقعون "القادة العرب والمسلمين، وقادة الدول الصديقة، للعمل على تأمين شبكة أمان لشعب فلسطين وقضيته ومقاومته الباسلة، والمبادرة إلى الاعتراف بفصائلها بوصفها مكونات أساسية في حركة التحرر الوطني الفلسطينية، ومواجهة محاولات "الشيطنة" و"الدعشنة" التي تشنها إسرائيل على حركتي حماس والجهاد بخاصة، وفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني بعامة".
ومن بين الموقعين على البيان رئيس رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري، ورئيس الوزراء المغربي السابق سعد الدين العثماني، ونائب رئيس وزراء الكويت سابقاً إسماعيل الشطي، ورئيس الديوان الملكي الأردني سابقاً جواد العناني، وإياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق، وأبو جرة السلطاني الوزير الجزائري السابق ورئيس سابق لحركة مجتمع السلم.