"سي أن أن": واشنطن ترى إمكانية حدوث توغل بري إسرائيلي محدود في لبنان

29 سبتمبر 2024
دورية لجنود إسرائيليين قرب الحدود مع لبنان، 25 يناير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

مسؤولان أميركيان: إسرائيل لم تتخذ قراراً بشأن تنفيذ توغل بري

التقييم الأميركي استند لتعبئة القوات الإسرائيلية وتطهير المناطق

"رد حزب الله شبه مؤكد وسيرفع احتمالات الحرب واسعة النطاق"

"إيران ستدخل في الصراع إذا رأت أنها على وشك خسارة حزب الله"

نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الأحد، عن مسوؤل كبير في الإدارة الأميركية ومسؤول آخر قولهما إن الولايات المتحدة ترى إمكانية حدوث توغل بري محدود في لبنان، بينما تقوم إسرائيل بنقل قواتها إلى حدودها الشمالية، لكن المسؤولين أكدوا أنه لا يبدو أن إسرائيل قد اتخذت قراراً بشأن تنفيذ توغل بري.

وقال أحد المسؤولين إن التقييم الأميركي استند إلى تعبئة القوات الإسرائيلية وتطهير المناطق في ما يمكن أن يكون استعدادا لشن توغل بري. وفي وقت سابق من يوم أمس السبت، قال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر إن "الجيش يستعد لاحتمال التوغل البري، ولكن يجرى النظر في هذا الخيار فقط. هدف إسرائيل المعلن هو إعادة أكثر من 60 ألف ساكن إلى منازلهم في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان".

وواصل جيش الاحتلال خلال الأيام الأخيرة حشد مزيد من الدبابات والقوات البرية على الشريط الحدودي تزامناً مع تهديدات متكرّرة من قادته بشن عملية برية في لبنان. وأعلن بيان لجيش الاحتلال، أول من أمس الجمعة، أنه استكمل تجنيد لواءي احتياط للمشاركة في عملية برية محتملة في لبنان.

والأربعاء الفائت، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إن إسرائيل تستعد لاحتمال دخول قوات برية إلى لبنان. وقبل وقت قصير من أنباء اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل تأمل عدم القيام بتوغل بري في لبنان. وقال المسؤول: "نفضل عدم القيام بتوغل بري".

إسرائيل قد تتوغل براً في لبنان من خلال الجولان السوري

وفي ظل احتدام المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، وبروز احتمال حصول توغل إسرائيلي بري في جنوب لبنان، أثيرت توقعات وتحليلات باحتمال لجوء إسرائيل إلى محاولة الالتفاف على قوات الحزب من جبهة الجولان السوري المحتل، تجنباً للاصطدام مع البنية التحتية التي بناها الحزب خلال السنوات الماضية في جنوب لبنان. وحتى مع استبعاد هذا الاحتمال، فإن جبهة الجولان قد تنزلق إلى الحرب في حال تطورت المواجهة بين حزب الله والاحتلال إلى حرب مفتوحة، الأمر الذي سيشكل ضغطاً على النظام السوري للانخراط في الحرب على الرغم من تجنبه ذلك حتى الآن، والتزامه منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي موقف "الحياد".

وذكرت بعض التحليلات والقراءات أن العملية البرية الإسرائيلية المحتملة من الجولان ستستهدف الوصول إلى حاصبيا وراشيا والبقاع الغربي، وهي مناطق ليست محسوبة على حزب الله وتضم طوائف متعددة. وكانت هذه المنطقة، وتحديداً منطقة السلطان يعقوب، شهدت معركة في حرب 1982 ضد القوات الإسرائيلية التي تكبدت حينذاك خسائر كبيرة، وسحبت الفصائل الفلسطينية جثث جنود إسرائيليين عُرضت في شوارع مخيم اليرموك قرب دمشق، ما دفع وزير الأمن الإسرائيلي وقتها آرييل شارون لتوعد مخيم اليرموك بالانتقام والخراب.

"رد حزب الله شبه مؤكد وسيرفع احتمالات الحرب واسعة النطاق"

وقالت "سي أن أن" إنه "في أعقاب اغتيال نصر الله والهجوم على أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي، من المرجح أن يقوم قادة حزب الله المتبقين بتقييم كيفية اللقاء والتواصل والرد. ولا تزال بعض العوامل التي ستؤثر على هذا الرد - مثل مدى تأثير الضربات الإسرائيلية على ذخائر الحزب - غير معروفة. لكن المحللين يقولون إن النكسات التي واجهها الحزب من غير المرجح أن تتركه ضعيفا تماما".

وقالت حنين غدار، وهي زميلة بارزة في معهد واشنطن ومؤلفة كتاب "حزب الله لاند"، للشبكة الأميركية: "لقد تلقى حزب الله أكبر ضربة لبنيته التحتية العسكرية منذ إنشائه". وأضافت أن الحزب، مع ذلك، لا يزال يحتفظ بقادة ماهرين، فضلا عن العديد من أقوى أصوله، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة والصواريخ طويلة المدى التي يمكن أن تلحق أضرارا كبيرة بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية.

و"من شبه المؤكد أن حزب الله سوف يرد" على اغتيال نصر الله، وفقاً لجوناثان بانيكوف، وهو مسؤول استخباراتي كبير سابق متخصص في المنطقة، مضيفا لـ"سي أن أن: "من المرجح أن يكون الرد كبيراً بما يكفي بحيث ترتفع احتمالات أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق".

ما هي احتمالات تدخل إيران إذا توسع نطاق الحرب؟

بدت إيران حذرة من الدخول في صراع مباشر مع إسرائيل، على الرغم من أن حرب الظل طويلة الأمد بينهما قد تم دفعها إلى العلن في الأشهر الأخيرة، ويقول المراقبون إن الانتقام الإيراني المباشر يمكن أن يجر الولايات المتحدة إلى مزيد من الصراع.

وقال مسؤول أميركي كبير إن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران ستتدخل في الصراع إذا رأت أنها على وشك "خسارة" حزب الله. وقد أدت التأثيرات المجمعة للعمليات الإسرائيلية ضد حزب الله إلى إخراج مئات المقاتلين من ساحة المعركة، وفقًا لذلك المسؤول وشخص آخر مطلع على المعلومات الاستخبارية.

وفي إشارة إلى الصراعات المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، وإسرائيل وحزب الله، وإسرائيل وإيران، قال مفاوض وزارة الخارجية الأميركية السابق في الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر لـ"سي أن أن": "لن تنتهي أي من حروب الاستنزاف هذه في أي وقت قريب".

المساهمون