"سي أن أن": إسرائيل استخدمت ذخائر أميركية في مجزرة رفح

29 مايو 2024
المشهد في مخيم النازحين غداة مجزرة رفح 27 مايو 2024 (علي جاد الله/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تحليل "سي أن أن" كشف استخدام إسرائيل لذخائر أميركية الصنع في غارة على مخيم للنازحين برفح، أسفرت عن مقتل 45 وإصابة أكثر من 200، معظمهم نساء وأطفال.
- خبراء أكدوا أن الذخائر المستخدمة هي "GBU-39" من بوينغ الأميركية، مصممة لتقليل الأضرار الجانبية لكن استخدامها في مناطق مكتظة يشكل مخاطر كبيرة.
- ردود فعل دولية وتحقيقات جارية لتحديد ملابسات الحادثة، مع تصريحات متضاربة من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين حول مصدر الأسلحة وظروف الغارة.

إسرائيل استخدمت ذخائر أميركية الصنع خلال غارتها على مخيم النازحين

بحسب خبراء أسلحة القنبلة المستخدمة هي GBU-39 (SDB) أميركية الصنع

متحدثة البنتاغون: لا أعرف نوع الذخيرة المستخدمة في تلك الغارة

خلص تحليل أجرته شبكة سي أن أن الأميركية لبعض الفيديوهات التي وثقت مجزرة رفح جنوبي قطاع غزة، التي ارتُكبت، الأحد الماضي، وتسببت باستشهاد 45 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، إلى أنّ إسرائيل استخدمت ذخائر أميركية الصنع خلال غارتها المميتة على مخيم للنازحين في رفح.

وأظهرت لقطات حصلت عليها "سي أن أن" مساحات واسعة من المخيم في رفح تشتعل فيها النيران، حيث يحاول عشرات الرجال والنساء والأطفال بشكل محموم العثور على مكان للاحتماء من الهجوم الذي نفذ ليلاً. وشوهدت الجثث المحترقة في مجزرة رفح، بما في ذلك جثث الأطفال، أثناء انتشالهم من قبل رجال الإنقاذ من تحت الأنقاض.

وقالت الشبكة إنها راجعت مقاطع فيديو لتحديد الموقع الجغرافي تظهر خياماً مشتعلة بالنيران في أعقاب الغارة على مخيم النازحين داخلياً المعروف باسم "مخيم السلام الكويتي 1"، مضيفة أنه في مقطع فيديو جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي طابق التفاصيل بما في ذلك لافتة مدخل المخيم وبلاط الأرضية، يظهر ذيل قنبلة أميركية الصنع ذات قطر صغير من طراز "GBU-39 (SDB)"، وفقاً لأربعة خبراء في الأسلحة المتفجرة راجعوا الفيديو للشبكة.

وقال خبير الأسلحة المتفجرة وضابط المدفعية السابق في الجيش البريطاني، كريس كوب سميث، لـ"سي أن أن"، أمس الثلاثاء، إنّ "قنبلة GBU-39، التي تصنعها شركة بوينغ، هي ذخيرة عالية الدقة مصممة لمهاجمة أهداف ذات أهمية استراتيجية، وتؤدي إلى أضرار جانبية منخفضة". ومع ذلك، قال كوب سميث إن "استخدام أي ذخيرة، حتى بهذا الحجم، سيشكّل مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان".

بدوره، أوضح ريفور بول، وهو عضو كبير سابق في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأميركي والذي حدد أيضاً الشظية على أنها من قنبلة "GBU-39"، كيف توصل إلى استنتاجه. وقال: "جزء الرأس الحربي للذخيرة متميز، وقسم التوجيه والجناح فريد للغاية مقارنة بالذخائر الأخرى. غالباً ما تكون أجزاء التوجيه والجناح من الذخائر هي البقايا المتبقية حتى بعد انفجار الذخيرة. رأيت قسم التشغيل الخلفي وعرفت على الفور أنه أحد متغيرات SDB/GBU-39".

وخلص بول أيضاً إلى أنه "على الرغم من وجود نوع مختلف من قنبلة GBU-39 المعروفة باسم الذخيرة المميتة المركزة (FLM) والتي تحتوي على حمولة متفجرة أكبر ولكنها مصممة لإحداث أضرار جانبية أقل، لم يكن هذا هو البديل المستخدم في هذه الحالة".

وتابع: "يحتوي FLM على رأس حربي مركّب من ألياف الكربون ومملوء بمسحوق التنغستن. أظهرت صور اختبار FLM أجساماً مغلفة بغبار التنغستن، وهو غير موجود (في فيديو من المشهد)". كما تطابقت الأرقام التسلسلية الموجودة على بقايا الذخائر مع تلك الخاصة بشركة مصنعة لأجزاء GBU-39 ومقرها كاليفورنيا، مما يشير إلى المزيد من الأدلة على أن القنابل صنعت في الولايات المتحدة.

وقد حدد خبيران إضافيان في الأسلحة المتفجرة، وهما ريتشارد وير، الباحث الكبير في الأزمات والصراعات في منظمة هيومن رايتس ووتش، وكريس لينكولن جونز، ضابط المدفعية السابق في الجيش البريطاني والخبير في الأسلحة والاستهداف، الشظية على أنها جزء من قنبلة "GBU" أميركية الصنع.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارة يجريها إلى مولدوفا، اليوم الأربعاء، إنه ليس بوسعه التحقق مما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت أسلحة مقدمة من واشنطن في أحدث هجماتها المميتة في رفح. 

ورداً على طلب للتعليق على الذخائر المستخدمة في مجزرة رفح في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، قالت نائبة السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، سابرينا سينغ، للصحافيين: "لا أعرف نوع الذخيرة المستخدمة في تلك الغارة الجوية. يجب أن أحيلك إلى الإسرائيليين للتحدث عن ذلك".

وأفادت "سي أن أن"، بأنّ تحديدها للذخيرة يتوافق مع ادعاء المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحافي حول مجزرة رفح، أمس الثلاثاء. وقال هاغاري للصحافيين إن "الغارة –التي زعم أنها استهدفت كبار قادة حركة حماس– استخدمت ذخيرتين برؤوس حربية صغيرة تحتوي على 17 كيلوغراماً من المتفجرات"، مضيفاً أنّ هذه القنابل كانت "أصغر الذخائر التي يمكن أن تستخدمها طائراتنا". ويمتلك الرأس الحربي التقليدي حمولة متفجرة تبلغ 17 كيلوغراماً.

وزعم هاغاري أنّ النيران المميتة التي اندلعت بعد الغارة لم تكن ناجمة فقط عن الأسلحة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي، مضيفاً: "لم يكن من الممكن لذخائرنا وحدها أن تشعل حريقاً بهذا الحجم". وأكد أنّ جيشه يحقق في "ما قد يكون السبب وراء اشتعال مثل هذا الحريق الكبير".

وأضاف أن إسرائيل تحقق فيما إذا كانت الغارة "أطلقت عن غير قصد أسلحة مخزنة محتملة في مجمع مجاور". وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنّ الغارة الجوية القاتلة التي أدت إلى مجزرة رفح "كانت خطأ مأساوياً"، لكنه أكد أنّ إسرائيل تعهدت بمواصلة عمليتها في رفح على الرغم من الغضب الدولي والتحذير الأميركي.

وشوهدت الدبابات الإسرائيلية تتقدم أكثر في رفح، أمس الثلاثاء، للمرة الأولى في الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ سبعة أشهر، مما يشير إلى مرحلة جديدة تمضي بها إسرائيل في هجومها المدمر. ومع ذلك، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يغير سياسته تجاه إسرائيل، مما يشير إلى أنّ الضربة القاتلة التي سببت مجزرة رفح "لم تتجاوز بعد الخط الأحمر" الذي من شأنه أن يفرض تغييرات في الدعم الأميركي.

المساهمون