سيول تستدعي سفير روسيا بعد توقيع معاهدة مع كوريا الشمالية

21 يونيو 2024
بوتين وكيم خلال توقيع معاهدة بين بلديهما، 19 يونيو 2024 (كريستينا كورميليتسينا/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- استدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية سفير روسيا للاحتجاج على معاهدة دفاع مشترك بين روسيا وكوريا الشمالية، مما أثار قلق سيول ورفض السفير الروسي للتهديدات الموجهة ضد بلاده.
- وزير الخارجية الكوري الجنوبي ونظيره الأميركي أدانا المعاهدة، معتبرينها تهديدًا للسلام والاستقرار، وناقشا سبل الرد واتفقا على مراقبة الوضع، مؤكدين أن التعاون العسكري مع كوريا الشمالية ينتهك قرارات مجلس الأمن.
- الجيش الكوري الجنوبي أطلق طلقات تحذيرية ردًا على توغل جنود كوريين شماليين، مما يعكس التوتر المتصاعد بين الكوريتين في ظل المعاهدة الدفاعية بين روسيا وكوريا الشمالية والوضع الأمني المتوتر في شبه الجزيرة.

استدعت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية، اليوم الجمعة، سفير روسيا لديها للاحتجاج على معاهدة دفاع مشترك وقعتها بلاده مع كوريا الشمالية خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغ يانغ هذا الأسبوع، وفق إعلانها. وقال سفير روسيا لدى كوريا الجنوبية إنه أبلغ وزارة الخارجية في سيول بأنّ تهديد موسكو وابتزازها بسبب تقارب علاقاتها المتزايد مع كوريا الشمالية "أمر غير مقبول".

وفي السياق، قالت وزارة الخارجية في بيان، اليوم، إن وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو تاي-يول ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن أدانا المعاهدة الجديدة بين روسيا وكوريا الشمالية، ووصفاها بأنها تهديد خطير للسلام والاستقرار بالمنطقة.

وقالت الوزارة إن الجانبين ناقشا في مكالمة هاتفية، أمس الخميس، سبل الرد على المعاهدة، واتفقا على مراقبة الوضع عن كثب. وقال بلينكن إن الولايات المتحدة تدعم ردود كوريا الجنوبية على المعاهدة التي قالت فيها موسكو وبيونغ يانغ إن كل دولة ستقدم مساعدة عسكرية فورية إذا واجهت أي منهما عدواناً مسلحاً. ونقل البيان عن تشو القول إن أي تعاون للمساعدة في تعزيز القدرات العسكرية لكوريا الشمالية يُعدّ انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ونقلت الوزارة عن بلينكن قوله إن الولايات المتحدة ستدرس سبلاً مختلفة للرد على التهديد الذي تشكله روسيا وكوريا الشمالية على السلام والاستقرار الدوليين. وأكد مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي تشانغ هو-جين، أمس، أن سيول ستراجع إمكانية توريد الأسلحة إلى أوكرانيا رداً على المعاهدة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن المعاهدة الجديدة الموقعة بين روسيا وكوريا الشمالية تنص على "المساعدة المتبادلة" في حال تعرّض أي من البلدين "للعدوان". ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله إن "معاهدة الشراكة الشاملة الموقعة تنص، من بين أمور أخرى، على المساعدة المتبادلة في حال العدوان على أحد طرفي هذه المعاهدة". وأجرى بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون محادثات في بيونغ يانغ، يوم الأربعاء، قبل الإعلان عن توقيع اتفاق شراكة استراتيجية شاملة.

طلقات تحذيرية بعد عبور جنود من كوريا الشمالية الحدود

إلى ذلك، أعلن الجيش الكوري الجنوبي، اليوم الجمعة، أنه أطلق طلقات تحذيرية بعد عبور جنود كوريين شماليين الحدود لفترة وجيزة الخميس، في ثالث توغل من نوعه في يونيو/ حزيران. وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إنّ "العديد من الجنود الكوريين الشماليين الذين كانوا يعملون داخل المنطقة منزوعة السلاح على خط الجبهة المركزي قد عبروا خط ترسيم الحدود العسكري. وبعد تحذيرات وطلقات تحذيرية من جيشنا، انسحب الجنود الكوريون الشماليون إلى الشمال". وأضافت أن الواقعة حصلت الخميس حوالى الساعة 11:00 (02:00 بتوقيت غرينتش).

وتفصل بين الكوريتين منطقة منزوعة السلاح يبلغ عرضها أربعة كيلومترات، فيما يقع الخط الفاصل في منتصفها. والجانبان الكوري الشمالي والكوري الجنوبي من المنطقة منزوعة السلاح محصنان بشدة، لكن الخط الفاصل نفسه، الواقع في منتصف هذه المنطقة المليئة بالألغام، ليس مرسماً إلا بإشارات بسيطة. وتمر العلاقات بين الكوريتين في الوقت الحاضر بواحدة من أكثر الفترات توتراً منذ سنوات. وبقي البلدان في حالة حرب نظريا منذ نزاع 1950-1953 الذي انتهى بهدنة وليس بمعاهدة سلام.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)