دارت مواجهات بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري على محور العنكاوي في ريف حماة الشمالي الغربي، فيما اعتقلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، أربعة معلمين في أثناء عملهم في مدرسة بالرقة، بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.
وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، مشترطة عدم ذكر اسمها، إن قوات المعارضة رصدت محاولة تسلل من قوات النظام على محور قرية العنكاوي، اندلعت على أثره اشتباكات وجرى قصف متبادل، مضيفة أن قوات النظام عادت إلى مواقعها بعد فشلها في محاولة التسلل.
وكانت قوات النظام قد حاولت التسلل في محور العنكاوي بسهل الغاب عدة مرات، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل. وتأتي تلك المحاولات بهدف زرع ألغام أو تنفيذ هجمات مباغتة ضد مواقع المعارضة في محاور التماس. كذلك تأتي بالتزامن مع استمرار النظام في خرق وقف إطلاق النار جنوبي إدلب المتاخم لريف حماة.
وفي جنوب البلاد، أُصيب عنصر من قوات النظام بجروح خطيرة جراء استهدافه بعبوة ناسفة على طريق قرية أم باطنة في ريف القنيطرة.
وقال الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم، بعدما وضعها مجهولون أمام مسجد بلال في مدينة الصنمين بريف درعا، ما أوقع أضراراً مادية.
وفي الجنوب أيضاً، قالت مصادر "العربي الجديد" إنّ ضابطا من "الفرقة الرابعة" بقوات النظام قتل جراء هجوم نفذه مسلحون مجهولون أثناء سيره على الطريق الواصل بين بلدتي المزيريب واليادودة، غرب مدينة درعا. وكان مجهولون قد هاجموا، أمس، عنصرا من النظام على طريق بلدة نهج في ريف درعا الغربي.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" سمحت بمرور دفعة جديدة من النفط إلى النظام السوري بعد أكثر من شهر على توقف توريد النفط للنظام، مضيفة أن أكثر من مائة ناقلة دخلت إلى مناطق النظام من ناحية الطبقة بعد قدومها محملة بالنفط من محافظة الحسكة.
وكانت عمليات توريد النفط للنظام قد توقفت على خلفية التوتر بين الطرفين في العديد من المناطق شمالي البلاد وشرقيّها، لكنها استؤنفَت لاحقاً إثر وساطات روسية.
وفي شأن متصل، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن عنصرين من "قسد" قتلا بهجوم من مسلحين مجهولين على دورية للمليشيات بالقرب من قرية صباح الخير في أثناء سيرها على طريق الحسكة الرقة.
وقالت المصادر إن "قسد" داهمت مدرسة في شمال مدينة الرقة واعتقلت أربعة من المدرسين العاملين فيها وقادتهم إلى مكتب "التجنيد الذاتي" التابع لها في الرقة، بهدف تجنيدهم إجبارياً في صفوفها. وأضافت المصادر أن "قسد" بدأت حملة مداهمات واسعة بهدف التجنيد الإجباري، واعتقلت أكثر من 200 شخص خلال اليومين الماضيين.
وشملت الاعتقالات مناطق عديدة، أبرزها الرقة والطبقة وناحية الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، إضافة إلى ناحية منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، وهي مناطق ذات غالبية عربية.
وخرجت أمس مظاهرات في العديد من المناطق بمحافظة دير الزور تنديداً بممارسات "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وبخاصة حملات التجنيد الإجباري وتجنيد المعلمين والموظفين، فضلاً عن سوء الخدمات التي تقدمها الإدارات المدنية التابعة للمليشيات.
عربة روسية تصدم مدنيين في الحسكة
وفي غضون ذلك، صدمت مدرعة عسكرية روسية سيارة يستقلها مدنيون على طريق قرية شيرك في ناحية الدرباسية بريف الحسكة الشمالي، الأمر الذي أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في السيارة وإلى حالة من الهلع بين ركابها الثلاثة.
وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن المدرعة الروسية صدمت السيارة المدنية ولم تتوقف للاطلاع على الأضرار التي سببتها، ما يشير إلى استهتار هذه القوات بأرواح الناس في المنطقة، مضيفة أن المدرعة الروسية كانت تقل ضابطا متوجها إلى المعبر من أجل إجراء محادثات مع نظرائه الأتراك.
وقالت مصادر "العربي الجديد" إن القوات الروسية بعد انتهائها من اللقاء في معبر الدرباسية أجرت دورية بشكل منفرد في مناطق سيطرة "قسد" وتجولت في نواحي الدرباسية وأبو راسين. ومن المتوقع أن تجري دورية مشتركة مع القوات التركية نهاية الأسبوع الجاري.
وفي إدلب، جددت قوات النظام السوري قصفها المدفعي على قرية الفطيرة، جنوبي المحافظة، في خرق جديد لوقف إطلاق النار بالمنطقة موقعة أضرارا مادية في ممتلكات المدنيين.
وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام أطلقت مئات القذائف على قرى وبلدات الفطيرة وسفوهن وكنصفرة والرويحة وبينين وفليفل والبارة ومحيط قرية النيرب في جنوب وشرق إدلب، تزامن ذلك مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع فوق منطقة جبل الزاوية ومحيطه.
وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن فصائل المعارضة قصفت مواقع لقوات النظام السوري في قرية تل مرديخ بريف إدلب الجنوبي الشرقي، موقعة قتلى وجرحى في صفوفه، وذلك ردا على خرق الهدنة في جنوب إدلب. وأضافت المصادر ذاتها أن بعض القذائف أطلقتها الفصائل باتجاه مدينة سراقب التي تتمركز فيها قوات روسية ومليشيات إيرانية.