يستعد مقاتلون محليون في درعا البلد لشن حملة ضد عناصر تنظيم "داعش" في منطقتهم، وذلك بعد التفجير الذي وقع، الليلة قبل الماضية، في منزل أحد قادة الجيش الحر السابقين بالمدينة، وأودى بحياة عدة أشخاص وجرح آخرين.
وأذاعت مكبرات الصوت في مدينة درعا البلد، أمس السبت، خبر فرض حظر للتجوال في المدينة حتى إشعار آخر، وذلك على خليفة تفجير انتحاري استهدف القيادي السابق في المعارضة غسان أبازيد، فيما اندلعت اشتباكات متقطعة في مدينة درعا البلد، بين مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، وعناصر من "داعش".
وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن المقاتلين أغلقوا الطرق الرئيسية والفرعية، وثبّتوا بعض النقاط في المدينة استعدادا لشن حملة تمشيط سوف تمتد الى حي "طريق السد" المجاور لدرعا البلد، حيث يعتقد أن معظم العناصر المفترضين من التنظيم، ويقدر عددهم بالعشرات، يتمركزون هناك.
وأوضح المصدر أنه على غرار ما حصل في مدينة جاسم شمالي المحافظة، فإن المقاتلين المحليين سيتولون القيام بالحملة وحدهم، من دون السماح لقوات النظام بالتدخل.
وحول كيفية تسلل عناصر "داعش" إلى المناطق السكنية في محافظة درعا ذكر المصدر أن أجهزة أمن النظام تسهّل دخولهم، عبر تزويدهم ببطاقات هوية لأشخاص متوفين، واتضح من خلال بعض الأسرى الذين اعتقلوا في جاسم أنهم يحملون بطاقات هوية صحيحة، لكن بأسماء غير أسمائهم الحقيقية.
وكانت "اللجنة الأمنية" التابعة للنظام السوري قد طالبت، في يوليو/تموز الماضي، وجهاء درعا البلد بضرورة ترحيل من وصفتهم بالغرباء المطلوبين للنظام من المدينة، فيما شهدت المحافظة في الأسابيع الأخيرة حملات ضد عناصر التنظيم، بدءا من طفس ثم جاسم وصولا إلى اليادودة، قبل أن تصل إلى درعا البلد اليوم.
اجتماع اللجنة الأمنية مع أهالي جاسم
في غضون ذلك، اجتمع عدد من أهالي ووجهاء مدينة جاسم أمس السبت، مع أعضاء اللجنة الأمنية التابعة للنظام في المركز الثقافي بمدينة درعا، والذي يعتبر مقراً رئيسياً لقوات النظام.
وذكر موقع "درعا 24"، نقلاً عن مصدر مقرب من وجهاء مدينة جاسم، أن رئيس فرع الأمن العسكري العميد لؤي العلي، ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء مفيد حسن، اجتمعا مع وجهاء من مدينة جاسم ووعدوهم بتخفيف انتشار قواتهم التي تتمركز على أطراف مدينة جاسم، بعد عرضهم المساعدة لمواجهة "داعش". وأكد المصدر أن الوجهاء رفضوا العرض، وأن أبناء المدينة لا يحتاجون للمساندة من قوات النظام.
وطالب الوجهاء بتخفيف الانتشار العسكري على أطراف المدينة، وإطلاق سراح المعتقلين من أبناء مدينة جاسم، وتحسين الوضع الخدمي.
وأضاف المصدر أنّ اللجنة الأمنية حاولت نسب ما جرى في جاسم إلى قوات النظام، الأمر الذي رفضه أبناء المدينة، خلال مداخلاتهم مؤكدين أنّ مدينة جاسم قدمت عدداً من الشهداء من أبنائها خلال محاربة التنظيم.
وأوضح أن تكاليف العملية العسكرية والخسائر البشرية التي نتجت عنها تكفّل بها أبناء المدينة، الذين قرروا جمع مبلغ 500 مليون ليرة لتعويض ذوي الضحايا، ومتابعة علاج جرحى العملية.
قتيل لقوات النظام شمالي سورية
وفي شمالي البلاد، قتل عنصر من قوات النظام خلال الاشتباكات التي اندلعت بين قوات النظام، وفصائل غرفة عمليات "الفتح المبين، على محور كبانة بجبل الأكراد، وسط تبادل للقصف بين الجانبين تزامناً، مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في سماء المنطقة.
كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرى الفطّيرة وسفوهن وفليفل وشنان بريف إدلب، وطال القصف قريتي القرقور والزيارة بسهل الغاب غرب حماة. كما تعرّضت قرية كفرنوران بريف حلب الغربي لقصف مدفعي مماثل.