اعتقلت قوات النظام السوري شخصاً جرى الإفراج عنه مؤخراً، بناء على مرسوم العفو الأخير الصادر عن رئيس النظام بشار الأسد، بعد ثلاثة أيام من إطلاق سراحه، فيما قتل معتقل تحت التعذيب في سجن صيدنايا، في ظل حديث مستمر عن إفراج النظام عن مجموعات من المعتقلين في العديد من المحافظات.
وقال موقع "صوت العاصمة" إنه وثق اعتقال استخبارات النظام، نهاية الأسبوع الفائت، أحد أبناء حي جوبر الدمشقي المفرج عنهم حديثاً بموجب العفو الصادر نهاية الشهر الفائت، بعد ثلاثة أيام على إطلاق سراحه.
وأضاف أن دوريات تابعة لفرع "الأمن السياسي" نفذت عملية دهم اعتقلت خلالها أحد أبناء حي جوبر القاطنين في بلدة "عين ترما" بالغوطة الشرقية، وكان قد أطلق سراحه يوم الثاني من مايو/ أيار الحالي.
وبين الموقع أن الشاب الذي جرى اعادة اعتقاله بالغ من العمر 36 عاماً من عائلة "الحوراني"، سبق أن أطلق سراحه من سجن صيدنايا العسكري بعد أربع سنوات من اعتقال، ونقل عن ذوي المعتقل أن فرع الأمن أبلغهم بأن "نجلهم مطلوب للفرع ببرقية مراجعة، مدعين أنهم سيطلقون سراحه على الفور". مؤكداً أن "الحوراني" ما زال قيد الاعتقال ودون أي معلومات مؤكدة عن مصيره.
ومن المفترض أن مرسوم العفو، وما صدر لاحقاً عن وزارة عدل النظام، يوجب إلغاء كافة أنواع البلاغات والإجراءات المستندة إلى الجرائم المنصوص عليها في قانون الإرهاب، والصادرة بحق جميع المواطنين السوريين في الداخل والخارج، ما لم يتسبب فعلهم بموت إنسان.
وكانت رابطة رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا قد وثّقت إفراج النظام عن 117 معتقلاً من سجن صيدنايا منذ صدور العفو نهاية إبريل/ نيسان الماضي.
إلى ذلك، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن النظام السوري أفرج مساء أمس عن 7 أشخاص من المعتقلين جرى نقلهم إلى مدينة القامشلي وعبر مطارها الخاضع للنظام وروسيا. وتحدثت وسائل إعلام تابعة للنظام عن إطلاق سراح مجموعات في العديد من المحافظات.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق مقتل شاب من أبناء مدينة القامشلي تحت التعذيب في سجن صيدنايا المعروف بـ"المسلخ البشري"، بعد اعتقال دام نحو 9 أعوام.
والشاب الذي تحدث عنه المرصد السوري يدعى "شيار عبد القادر بيجو"، وفق ما أكد عمّ لـ"العربي الجديد"، وهو من سكان حي الكورنيش بمدينة القامشلي ومنشق عن قوات النظام. موضحاً أن العائلة أقامت العزاء منذ يومين للشاب في مدينة القامشلي.
وأضاف المصدر أن العزاء أقيم بناء على ما وصل للعائلة من المعتقلين المفرج عنهم، لكن لم يصل إليها إثبات رسمي من قبل النظام على وفاته. مبيناً أن والدته زارته في سجن صيدنايا قبل شهر من نهاية عام 2021. لافتاً إلى أن الشاب متزوج ولديه ثلاثة أطفال.
وقال عمّ الشاب إنه اعتقل في نهاية 2012، ومتزوج من محافظة درعا التي لجأ إليها بعد انشقاقه عن جيش النظام.
وأوضح المرصد أن المعتقل كان يعاني أوضاعاً صحية صعبة، قبل أن يخرج أحد المعتقلين ممن أفرج عنهم بموجب العفو الرئاسي ويبلغ ذويه بوفاته نتيجة تعرضه للتعذيب ومرضه داخل المعتقل.
وذكر المرصد أنه وثق مقتل 66 شخصاً تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ مطلع عام 2022، مؤكّداً أن من بينهم ضابطاً منشقاً عن قوات النظام، و38 من أبناء الغوطة الشرقية سلم النظام السوري أوراقهم الثبوتية لذويهم في شهر فبراير/ شباط الماضي.