قصفت قوات النظام بقذائف المدفعية والصواريخ، مساء الأحد، مناطق سكنية في محيط مدينة إدلب، شمال غربي سورية، فيما عاد التوتر بين قياديي "حركة أحرار الشام" بعد إعلان القائد السابق حسن صوفان نفسه قائداً للحركة، ورفض ذلك من القائد الحالي جابر علي باشا.
وقال مصدر من الدفاع المدني، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام والمليشيات التابعة لها قصفت بقذائف المدفعية والصواريخ بلدة كفريا شمال مدينة إدلب، ما أدى إلى إصابة امرأة بجراح.
وأضاف المصدر أنّ القصف طاول بلدتي كنصفرة والرامي وقريتي كفرشلايا وكفرعويد في منطقة جبل الزاوية، جنوبي إدلب، واقتصرت الخسائر على الماديات.
وتزامن القصف، الذي ردّت فصائل المعارضة على مصادره، مع تحليق طائرات استطلاع روسية وأخرى إيرانية وتابعة للنظام في أجواء المنطقة.
وخلّف القصف الذي استهدف سيارة عسكرية لقوات النظام على محور قرية الترنبة، بريف إدلب، قتلى وجرحى في صفوف تلك القوات، بحسب غرفة عمليات "الفتح المبين"، من دون أن تذكر عددهم.
كما تمكنت الفصائل من إعطاب سيارة عسكرية وقتل وإصابة من فيها من عناصر قوات النظام، جراء استهدافها بالقناصات الحرارية على محور الفطيرة جنوبي إدلب.
ومنذ عدة أيام بدأت قوات النظام قصفاً مدفعياً وصاروخياً على المناطق السكنية في إدلب، بالرغم من استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصّلت إليه كل من روسيا وتركيا في مارس/ آذار الفائت.
ويرى مراقبون أن عودة القصف ترجع لخلافات روسية - تركية حول ملف إدلب، وبخاصة بعد قصف روسيا مقراً لـ"فيلق الشام" المقرب من أنقرة، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 100 عنصر.
عودة التوتر
في غضون ذلك، عاد التوتر بين قياديي "أحرار الشام "إلى الواجهة، وذلك بعد ساعات من إعلان قائد الحركة جابر علي باشا القبول بمبادرة الصلح التي أطلقها شرعيون ووجهاء في الحركة، تحثّ على التحاكم للشرع وحل الخلافات، وإعلان القائد السابق المدعوم من هيئة تحرير الشام حسن صوفان نفسه قائداً للحركة.
ويطمح صوفان للسيطرة على قيادة الحركة بدعم من الهيئة، وكان طالب في وقت سابق بإعادة "أبو المنذر" الذي تمّت إقالته من منصب القائد العسكري أخيراً، ودعا إلى إقالة القائد العام للحركة جابر علي باشا.
ويرى ناشطون أن الهيئة تناصر طرفاً على حساب الآخر، كي تضعف الحركة، وتنفرد بما يتبقى من مقاتليها في إدلب، وتعمل على إنهائهم كما أنهت عشرات الفصائل من قبل.
ودعت "الجبهة الوطنية للتحرير"، التي تضم فصائل المعارضة في الشمال الغربي من سورية، في وقت سابق، قيادة "أحرار الشام" إلى "التعالي على الخلافات وتغليب لغة الحوار"، محذرة من خطورة الانقسام والتنازع.
وتأسست الحركة في ريف حماة وسط سورية أواخر عام 2011، من قبل مجموعة من السلفيين أطلق النظام سراحهم من سجن صيدنايا، أبرزهم حسان عبود (أبو عبد الله الحموي) الذي قتل في هجوم غامض هو و45 قيادياً عام 2014 شمالي إدلب.
وفي بدايات العام 2015، حدثت نقلة فكرية كبيرة في الحركة حين بدّلت شعارها من "مشروع أمة"، إلى "ثورة شعب"، في محاولة للابتعاد عن الفكر المتشدد والاقتراب أكثر إلى الاعتدال.