سورية: عائلة إسلام علوش تنتقد استمرار اعتقاله في فرنسا

07 ديسمبر 2021
إسلام علوش في صورة سابقة نشرتها عائلته (تويتر)
+ الخط -

أكدت عائلة الناطق السابق باسم "جيش الإسلام" مجدي نعمة (المعروف باسم إسلام علوش)، أنه "لا يزال معتقلاً لدى الحكومة الفرنسية منذ نحو عامين وحتى الآن في ظل حرمان عائلته من حق زيارته في السجن"، مُشيرةً إلى أنها "تود مشاركة كل المهتمين بحقوق الإنسان عموماً والرأي العام السوري خصوصاً مجموعة من النقاط والتساؤلات".

وأضافت العائلة على حسابها بموقع "تويتر" مساء الثلاثاء أن "مجدي لا يزال قيد التحقيق ولم تتم إحالته إلى القضاء حتى اللحظة"، لافتةً إلى أن "قاضية التحقيق المنحازة كلياً إلى جهة الادعاء قد رفضت عدة مرات الإفراج عن مقاطع فيديو عملية اعتقال مجدي والتي تؤكد وحشية أجهزة الأمن الفرنسية واعتداءها وتعذيبها لمجدي خلال اعتقاله دون سبب أو مبرر".

ونوهت العائلة في سلسلة تغريدات إلى أن قاضية التحقيق قد منعت مجدي من الاتصال بهم "لأكثر من شهرين لأننا نشرنا بعض التفاصيل التي تؤكد عدم موضوعية قاضية التحقيق وانحيازها للادعاء"، مضيفةً: "الآن لا نستطيع أن ننشر تفاصيل المهزلة التي تجري لأن قاضية التحقيق قد هددته بمنعه من الاتصال مجدداً".

وتابعت العائلة: "في ظل بقاء مجدي رهن الاعتقال لمدة قاربت العامين في ظروف بالغة الصعوبة وبعد وصول المجرم رفعت الأسد إلى دمشق على الرغم من الحكم الصادر بحقه عن القضاء الفرنسي، بات كل شيء واضحاً ولا حاجة لتأكيد المؤكد، فالقضاء الفرنسي بات متخصصاً في ملاحقة الثوار والمقاتلين من أجل الحرية".

وكان رفعت الأسد، عمّ رئيس النظام بشار الأسد قد وصل، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى دمشق، بعد أن أمضى أكثر من 30 عاماً في أوروبا، وذلك هرباً من قرار السجن الذي صدر بحقه أخيراً في فرنسا، في قضية أصول جُمعت بالاحتيال تقدر قيمتها بتسعين مليون يورو، بين شقق وقصور ومزارع للخيول.

رفض طلبات الزيارة

وأشارت عائلة إسلام علوش إلى أن "قاضية التحقيق رفضت طلب الزيارة الذي تقدم به صديق العائلة ووالد خطيبة مجدي، كما رفضت قاضية التحقيق الاعتراض الذي تقدم به محامي مجدي على قرارها في منع صديق العائلة من زيارة مجدي رغم استيفاء كل الشروط اللازمة للزيارة"، معتقدين أن "هذا الرفض جاء بتحريض من جهة الادعاء".

وأردفت العائلة: "قاضية التحقيق عللت قرارها في منع صديق العائلة من زيارة مجدي بأن والد خطيبة مجدي كان قد نشر على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات تتضامن مع مجدي ونقداً لاذعاً للحكومة والقضاء الفرنسيين"، موجهين تساؤلات بـ "من زود القاضية بمنشورات صديق العائلة؟ وهل بات تأييد الظلم شرطاً لمنح مجدي حقه في الزيارة؟".

وأشارت العائلة إلى أن "جهة الادعاء والتي تدعي أنها تعمل لأجل العدالة من أجل السوريين وترفع شعارات حقوق الإنسان تريد إقناعنا بأن القضاء الذي سمح لرفعت الأسد الفرار من فرنسا ويرفض طلب زيارة لمتهم فقط لأن صاحب طلب الزيارة يدافع عن براءة المتهم تريد إقناعنا بأنه قضاء يمكن الوثوق به".

وأكدت أنه "في الوقت الذي رفضت فيه قاضية التحقيق طلب زيارة مجدي، كانت جهة الادعاء تزور تركيا بشكل دوري محاولةً استثمار حاجة شباب سوريين من أبناء الغوطة وظروفهم الصعبة وإقناعهم بتقديم شهادتهم ضد مجدي مقابل حصولهم على تأشيرة دخول إلى فرنسا والحصول على عمل".

وأضافت أن "أحد ناشطي الغوطة الشرقية كانت جهة الادعاء قد اجتمعت به في تركيا وعرضت عليه تأشيرات دخول ووثائق سفر فرنسية أيضا، كما تعهدت بتأمين عمل له مقابل أن يوافق على السفر إلى فرنسا ويقدم شهادته ضد مجدي. فهل هذه هي الطريق الصحيحة إلى العدالة التي تتشدق بها جهة الادعاء؟".

وتابعت العائلة "متأكدون من براءة مجدي، وفي الوقت ذاته متأكدون من سوء نوايا جهة الادعاء ومن يقف خلفها"، مؤكدةً أن "جهة الادعاء لم تبذل أي جهد للتثبت من التعذيب والعنف الذي وقع بحق مجدي، بل كانت ممارساتها.. كيدية ضد مجدي، وتحاول من خلال استعراضات فارغة التدليس على الرأي العام".

وطالبت العائلة "الرأي العام وجمهور الثورة السورية وكل الحريصين على العدالة بالوقوف إلى جانب مجدي، والوقوف في وجه هذه المنظمات التي تدعي زوراً سعيها للعدالة وتمارس في سبيل تحقيق غايات شخصية تدليساً وعبثاً خطيراً بالملف الحقوقي للثورة والشعب السوري".

"تعذيب" خلال الاعتقال

وعلم "العربي الجديد"، من مصادر خاصة أن استجواب نعمة في فرنسا تخلله استدعاء شاهدين ضده بالتنسيق مع "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير"، ومديره مازن درويش، ادعوا بأن نعمة شارك بتعذيبهم، الأول في العام 2014 والثاني في العام 2016 ضمن سجون فصيل "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية.

وكان نعمة قد غادر سورية قبل ذلك بحسب عائلته ومقربين منه، الذين أشاروا إلى أنه توجه إلى تركيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013.

وأضافت المصادر أن درويش شارك بتقديم دليل ضد نعمة، عبارة عن صورة يحمل فيها الأخير سلاحاً، تبين أنها التقطت له خلال أحد الأعراس في الغوطة الشرقية، وليس فيها ما يثبت قيامه بأي جرم أو انتهاك.

وكانت عائلة نعمة قد نشرت في مارس/ آذار الماضي صورة تظهر تعرضه للتعذيب خلال عملية اعتقاله من قبل الشرطة الفرنسية، مؤكدة أن الصورة التقطت بعد أربعة أيام من تعذيبه خلال عملية الاعتقال، وفق قولها.

وكان مجدي قد تفوق في جامعة إسطنبول التركية، وسافر إلى فرنسا في نهاية 2019، بعد حصوله على منحة دراسية لإجراء بحث حول الحراك المسلح في سورية، وهي الورقة البحثية التي كان يفترض أن يساهم من خلالها في مؤتمر في الدوحة عن الجماعات المسلحة.