انطلقت تظاهرة حاشدة في مدينة السويداء جنوبي سورية، اليوم الإثنين، واتجهت نحو مطرانية الروم الأرثوذكس لتقديم التهاني والتبريكات بمناسبة أعياد الميلاد. ووصل المتظاهرون إلى مبنى المحافظة مرددين هتافات تطالب بسقوط النظام والتغيير السياسي، مع تأكيد رفضهم للمشاريع التقسيمية.
ومن دوار الزنبقة انطلقت التظاهرة، وحمل المتظاهرون لافتات تعبيرية عن روح السلام والتعايش السلمي بين جميع فئات الشعب السوري. وتوقفوا عن التظاهر بالهتافات أثناء دخولهم ساحة الكنيسة احتراماً لقدسيتها، ودخل وفد يحمل إكليلاً من الزهور لتهنئة رعاة الكنيسة، مؤكدين على وحدة ومصير الشعب السوري.
وقال الناشط أيمن نوفل في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن "محافظتهم تجمع بين الناس بأسس من العادات والتقاليد المبنية على قيم المحبة والسلام، واحترام العقائد والطقوس الدينية لجميع أفراد المجتمع". وأكد أن "التعايش يسود حياتهم اليومية دون أي تمييز أو حقد"، مشيراً إلى أن "السلطات الحاكمة تعمل بجد للتفرقة بين المكونات، لكن يبقى التلاحم واضحاً".
وفي مناسبة عيد الميلاد المجيد، أعرب نوفل عن تهانيه ومعايدته لإخوته وشركائه في الانتفاضة الشعبية. وشدد على احترام قدسية المكان وجميع دور العبادة، مظهراً التضامن والاحترام في هذا الوقت المبارك.
إحدى المحتفلات في الكنيسة شاركت تجربتها قائلة إن "حضور الحراك الشعبي في الكنيسة اليوم كان جميلًا، حيث نجح المشاركون في وصول رسائلهم المستوحاة من تعاليم المسيح واحترامهم لقدسية المكان إلى قلوب الجميع".
وأضافت أن "وجوه المشاركين مألوفة والبعض منهم أصدقائي، وأشعر أنني جزء منهم، على الرغم من أنني لم أشاركهم في حراكهم ولنفس الأسباب التي تمنع معظم الشباب والشابات في المحافظة، وهي الخوف من منع السفر أو منع الحصول على جواز السفر أو الملاحقات الأمنية في حال لم يحقق هذا الحراك الشعبي أهدافه أو جزءا منها، في التجارب مع السلطات الحاكمة على مر السنوات السابقة لا توحي بالأمان".
وعقب ذلك سار المتظاهرون في عدة شوارع باتجاه ساحة الكرامة في السويداء، حيث هتفوا بوحدة الشعب السوري ورفضوا جميع مشاريع الانفصال.
وكانت تظاهرة اليوم ملفتة بغياب أي مكون يدعو إلى الانفصال أو يروج لشعارات اللامركزية والإدارة الذاتية، وهو تغيير كبير عما كان عليه الحال في الجمعة الفائتة، حيث كان حضورهم يثير الاستفزاز لجمهور الساحة.
يأتي هذا في سياق تطور حركة الاحتجاج في السويداء، حيث بدأ الحراك الشعبي في اتخاذ سلوك جديد من خلال مسيرات التظاهر عبر شوارع المدينة، بهدف التصعيد والتأثير على السلطات الأمنية والمؤسسات الحكومية، وذلك من خلال المرور أمامها. كما يسعى الحراك لتشجيع باقي شرائح المجتمع والأفراد الذين لم ينضموا إلى الحراك حتى الآن.