سورية: تجدد القصف بمحيط إدلب ومحكمة للنظام تستدعي معارضين بالسويداء

30 اغسطس 2022
قوات النظام تجدد قصفها المدفعي والصاروخي على إدلب(لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

قتل ثلاثة أشخاص، بينهم عنصران من المعارضة السورية المسلحة، فجر اليوم الثلاثاء، جراء هجومين في درعا وريف حلب، فيما جددت قوات النظام صباحاً قصفها المدفعي والصاروخي على محاور في محيط إدلب (شمال غرب) قابلها قصف من فصائل المعارضة على مواقعه في ريف حماة.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن مجهولين هاجموا عنصرين من "الجيش الوطني السوري" في مدينة عفرين بالرصاص، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، فيما تشير أصابع الاتهام إلى خلايا تابعة لـ"وحدات حماية الشعب" التي تقود "قسد".

ووقعت سابقاً هجمات مماثلة على عناصر "الجيش الوطني السوري" في عفرين وأعلنت عبر الإنترنت مجموعة تسمي نفسها "قوات تحرير عفرين" وقوفها وراء تلك الهجمات. كذلك أعلنت وقوفها وراء هجمات على الجيش التركي. وأشارت المصادر إلى هدوء شبه تام على خطوط التماس بين مناطق "قسد" والنفوذ التركي، منذ ظهر أمس الاثنين. 

وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام السوري جددت، منذ صباح اليوم، قصفها المدفعي والصاروخي على محاور دارة عزة بريف حلب الغربي، ومحاور بينين ودير سنبل بريف إدلب الجنوبي ومحاور رويحة والعنكاوي خربة الناقوس في ريف حماة الشمالي الغربي القريب من إدلب.

وأشار الناشط إلى أن فصائل المعارضة قصفت مواقع للنظام في محور رويحة لم تتبين نتائجها، مشيراً إلى أن قصف النظام لم يوقع خسائر بشرية.

وتحدثت مصادر محلية عن تعرّض نقطة عسكرية لـ"قسد" قرب محطة المياه في قرية الرز بريف دير الزور الشرقي، حيث وقعت اشتباكات أدت إلى أضرار مادية في النقطة، فيما فرّ المهاجمون إلى جهة مجهولة.

وتعرضت "قسد" في قرية الرز سابقاً لهجمات عدة يرجح أنها من خلايا تنظيم "داعش"، أوقعت خسائر بشرية في صفوفها.

وفي الجنوب، قال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين هاجموا بالرصاص المدعو عصام محمد الزعبي المعروف بعصام الشمخة خلال اقتحام منزله في بلدة الطيبة شرقي درعا، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة قضى على إثرها بعد نقله إلى مستشفى بصرى الشام.

ونقل الناشط عن أهالٍ من بلدة الطيبة أن الزعبي مدني، وليس منتمياً إلى أي فصيل عسكري، لكنه متهم بالتعامل مع النظام السوري، وسوء معاملة السكان المحيطين به. وأشار إلى أن الهجوم عليه قد يكون ناجماً عن عملية انتقام شخصي، محملاً النظام مسؤولية الفلتان الأمني في درعا.

وشهدت درعا، خلال السنوات الثلاث الأخيرات، المئات من الهجمات المماثلة التي أدت إلى وقوع مئات القتلى والجرحى، بينهم قياديون بارزون سابقاً في فصائل المعارضة المسلحة، إضافة إلى قياديين ومسؤولين مدنيين وعسكريين تابعين للنظام السوري الذي أخضع عموم درعا لتسوية ومصالحة بدعم روسي.

مداهمات في السويداء

وفي مناطق متفرقة من محافظة السويداء، نفذت حركة "رجال الكرامة" مداهمات بحثاً عن مطلوبين بتهمة ممارسة انتهاكات بحق السكان.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ فصيل "رجال الكرامة" نفذ عمليات مداهمة في بلدة قنوات ومناطق أخرى من المحافظة خلال الساعات الماضية، وألقى القبض على مجموعة من الأشخاص متّهمين بالانتماء لمجموعات تمارس انتهاكات بحق السكان.

وذكرت المصادر أنّ الفصيل يلاحق منتمين لفصيل "قوات الفهد" الذي كان يقوده المدعو سليم حميد، مؤكدة أن فصيل "رجال الكرامة" دهم منزل حميد الذي جرى اعتقاله سابقاً من قبل فصيل "لواء الجبل" وجرى إطلاق سراحه في اتفاق رفضه "رجال الكرامة" وفصائل أخرى.

ونفى فصيل "حركة رجال الكرامة"، في بيان، أمس الإثنين، علاقته بما يشاع عن وجود اتفاق بين فصائل محلية والنظام على إطلاق سراح متزعمي "عصابات إرهابية" في بلدة قنوات، وشدد على أن هذا القرار اتخذ بشكل منفرد من قادة أحد الفصائل، "ولم تقبل المرجعيات الدينية والاجتماعية في قنوات أن تكون جزءاً من الاتفاق".

وقال الفصيل: "تقدمت حركة رجال الكرامة بعدّة مبادرات، أعلنت فيها جاهزيتها لاستلام متزعمي تلك المجموعات الإرهابية، ومحاسبتهم اجتماعياً. وتضمنت المبادرات التي طرحتها الحركة آلية لإعادة حقوق المتضررين من تلك المجموعات، عبر تسليم المجرمين للقضاء، مع ضمانات بأن ينالوا جزاءً عادلاً على الجرائم التي ارتكبوها".

وبعد صدور البيان الأخير بساعات، بدأ الفصيل بالانتشار في بلدة قنوات ومحيطها، وداهم العديد من المواقع.

محكمة للنظام تستدعي معارضين وقادة فصائل

من جانب آخر، قالت شبكة السويداء 24 إنّ دائرة التحقيق في محكمة السويداء حرّكت دعوى الحق العام ضد 17 شخصاً، بينهم ناشطون معارضون وقادة فصائل مسلّحة وأعضاء عصابات، على خلفية مشاركتهم في احتجاجات طالبت بتحسين الظروف المعيشية.

وأوضحت الشبكة أن الدعوى تتعلق بالاحتجاجات السلمية التي شهدتها محافظة السويداء في شهر فبراير/شباط الماضي، وأرسلت دائرة التحقيق مذكرات تبليغ لهم تطلب حضورهم في موعد محدَّد إلى محكمة السويداء للنظر في الدعوى، و"إلا تجري بحقك المعاملة القانونية".

وبحسب الشبكة، فقد شملت الدعوى قادة فصائل مسلّحة، بينهم الشيخ سليمان عبد الباقي، ومرهج الجرماني، وفداء العنداري، وسليم حميد.

وكانت السويداء قد شهدت تظاهرات ضد النظام السوري على خلفية الفلتان الأمني المستمر والوضع الاقتصادي السيئ، وشهدت أيضاً في الأسابيع الماضية اشتباكات مسلّحة بين فصائل محلية وأخرى مرتبطة بأمن النظام السوري.

المساهمون