سورية: انتهاكات جديدة لفرقة السلطان سليمان شاه في عفرين رغم عقوبات العقوبات الأميركية

17 سبتمبر 2024
أفراد من فرقة السلطان سليمان شاه في عفرين، 22 نوفمبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتجدد تجاوزات فرقة "السلطان سليمان شاه" في عفرين مع بدء موسم قطف الزيتون، مما أدى إلى احتجاجات نسائية قوبلت بالعنف، وأكد الائتلاف الوطني السوري رفضه لهذه الانتهاكات.
- فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على فرقة "سليمان شاه" وفرقة "الحمزة" لارتكابهما انتهاكات حقوق الإنسان، وتعتبر هذه الفصائل مرتبطة بالجانب التركي.
- دعا المحامي أحمد الشحادي والحقوقي عبد الناصر حوشان إلى اللجوء للقضاء لمواجهة انتهاكات الفصائل المسلحة، مؤكدين أهمية رفع الدعاوى القضائية والإعلامية.

تتجدد تجاوزات فرقة "السلطان سليمان شاه" المعروفة بـ"العمشات"، كل عام بحق سكان منطقة عفرين شمال غربيّ حلب السورية مع بدء موسم قطف الزيتون، الذي تشتهر به هذه المنطقة ذات الغالبية الكردية من السكان، والتي فرضت تركيا نفوذها عليها مطلع عام 2018.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان الاثنين إنه "يتابع ما نشر من معلومات بخصوص الأحداث التي تحصل في قرية ياخور بمنطقة المعبطلي، للتوصل إلى حقيقة ما جرى من أحداث مؤسفة". وأكد رفضه لـ"أي شكل من أشكال الانتهاكات لحقوق الناس وكرامتهم في سورية"، مضيفاً أن الثورة السورية "قد قامت من أجل تحقيق قيم العدالة وضمان حقوق المواطنين وحرياتهم واحترام كرامتهم".

وكانت مصادر محلية قد أكدت الأحد أن "فرقة السلطان سليمان شاه"، المعروفة شعبياً بـ"العمشات"، قد فضّت بالرصاص الحي مظاهرة نسائية في قرية ياخور بريف عفرين خرجت احتجاجاً على فرض الفصيل إتاوة قيمتها 8 دولارات، على كل شجرة زيتون تعود للمغتربين في القرية، مقابل السماح بقطف الموسم من قبل ذويهم. وأكدت المصادر، التي لم تكشف عن هويتها، أن عدة نسوة أصبن في أثناء فضّ المظاهرة، مشيرة إلى أن عناصر هذا الفصيل اعتدوا على أخريات بالضرب بالعصي والهراوات.

من جانبها، قالت الفرقة إن ما جرى كان خلافاً بين عائلتين في القرية المذكورة، غير أن الوقائع تكذب هذا الزعم، ولا سيما أنه بات معروفاً أن الفصيل يفرض في كل عام إتاوات على أصحاب مزارع الزيتون، الذي تشتهر به منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية من السكان.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت منتصف العام الفائت عقوبات على فرقة "سليمان شاه" وفرقة "الحمزة"، لضلوعهما في "ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" ضد السوريين و"مشاركتهما بشكل مباشر أو غير مباشر في تلك الانتهاكات". وطاولت العقوبات محمد حسين الجاسم الملقب بـ(أبو عمشة) قائد "سليمان شاه"، ووليد حسين الجاسم، وهو الأخ الأصغر لأبو عمشة، الذي يشغل أيضاً دوراً قيادياً في الفصيل، وسيف بولاد أبو بكر، وهو قائد فرقة الحمزة، إضافة إلى شركة (Al-Safir Oto) لتجارة السيارات التي يشارك أبو عمشة في ملكيتها. والفصيلان المذكوران من أكثر فصائل الجيش الوطني السوري المعارض ارتباطاً وقرباً من الجانب التركي الذي يفرض نفوذه على منطقة عفرين منذ مطلع عام 2018.

وبرز اسم محمد الجاسم في عام 2018 عندما شكّل هذا الفصيل، وانخرط في العملية العسكرية التركية ضد وحدات "حماية الشعب" الكردية التي كانت تسيطر على عفرين قبل هزيمتها وخروجها من المنطقة في عام 2018. ومارس هذا الفصيل شتى أنواع الانتهاكات بحق سكان بلدات وقرى في ريف عفرين وضع يده عليها بدعم تركي منذ ذاك العام.

وتعليقاً على ما يجري في منطقة عفرين من انتهاكات، رأى المحامي والناشط السياسي المقيم في الشمال السوري أحمد الشحادي، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "لا حلّ إلا بالحكومة وفرض القوانين"، مضيفاً: "لا يجوز فرض ضرائب على الناس في عفرين وغيرها من مناطق الشمال السوري من قبل أي فصيل أو تشكيل عسكري بشكل غير قانوني وبعيداً عن الحكومة السورية المؤقتة". وتابع: "كذلك لا يجوز اعتقال أي شخص أو مصادرة الأراضي بشكل تعسفي من دون أمر قضائي". الجهاز القضائي في الشمال "ليس عاجزاً والاحتماء به على علاته أفضل من الصمت".

حوشان: الجهاز القضائي في الشمال "ليس عاجزا والاحتماء به على علاته أفضل من الصمت"

 من جانبه، دعا عضو "تجمّع المحامين الأحرار" والناشط الحقوقي عبد الناصر حوشان، في حديث مع "العربي الجديد"، الضحايا والمتضررين من انتهاكات فصيل سليمان شاه أو سواه من الفصائل إلى اللجوء إلى القضاء، مشيراً إلى أن الجهاز القضائي في الشمال "ليس عاجزاً، والاحتماء به على علاته أفضل من الصمت"، مضيفاً: "على أصحاب الحق اللجوء إلى القضاء والإعلام. عدم رفع الدعاوي يتسبب بتمادي المعتدين".

وتتبع مدينة عفرين العديد من البلدات الكبيرة، أبرزها الشيخ حديد، بلبل، جنديرس، راجو، معبطلي، وشران. كذلك، تتبع لهذه البلدات مئات القرى المتناثرة في جغرافيا تبلغ مساحتها أقل من 4 آلاف كيلومتر مربع، لتغطي نحو 2 في المائة من مساحة سورية. وقبل عام 2011، كانت تضم نحو 500 ألف سوري. وتُعَدّ عفرين التابعة من الناحية الإدارية لمحافظة حلب، من التجمّعات السكانية للأكراد السوريين، إلا أنها بعيدة عن التجمعات الكردية الأخرى ضمن سورية في منطقتي عين العرب والقامشلي الواقعتين شرق نهر الفرات.

وتحاذي منطقة عفرين من الغرب محافظة إدلب، ومن الجنوب والشرق ريف حلب، ومن الشمال الأراضي التركية. وما يميّز عفرين عن بقية المناطق، مزارع الزيتون، وتضم ملايين الأشجار التي يقدرها البعض بنحو 22 مليون شجرة كانت تنتج نحو 270 ألف طن من الزيتون. وتعادل مزارع الزيتون في عفرين نحو 20 في المائة من مزارع الزيتون في عموم سورية.