واصل الجيش التركي، اليوم الأربعاء، عمليات القصف الجوي والبري على مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والنظام السوري في شمالي سورية، بعد تصعيد، يوم أمس الثلاثاء، أدى إلى مقتل وجرح 20 عنصراً من النظام و"قسد" في مناطق ومواقع متفرقة بحلب والحسكة، ليصل عدد المواقع المستهدفة في العراق وسورية منذ الأحد الماضي إلى 500، بحسب وزارة الدفاع التركية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ القصف الجوي التركي تركّز اليوم على منشآت النفط والغاز التي تسيطر عليها "قسد" وتتمركز بداخلها، مضيفة أنّ الطيران التركي قصف حقل العودي النفطي بناحية القحطانية، ومحطة دجلة للنفط بناحية الجوادية ومحطة الغاز في قرية السويدية بناحية المالكية ومحطة علي آغا للنفط بناحية اليعربية في ريف محافظة الحسكة الشمالي، وأدى القصف عموماً إلى وقوع أضرار مادية.
وفي الشأن، قالت وكالة أنباء هاوار المقربة من "قسد" إنّ قصفاً من طائرة تركية، أدى إلى إصابة مدنيين بجروح في قرية زيدية التابعة لناحية زركان شمالي الحسكة، مضيفة أنّ مهندسين اثنين أصيبا في قصف جوي تركي طاول محطة دجلة للنفط التي تتمركز فيها أيضاً "قسد".
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، أنّ طائرة تركية قصفت معسكراً لـ"قسد" في قرية أرزانة شمالي محافظة الحسكة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين عناصر المليشيا. وتحدثت المصادر عن وقوع انفجارات صباح اليوم في مطار منغ العسكري ومحيطه بريف حلب الشمالي، جراء قصف مدفعي تركي استهدف مواقع لـ"قسد".
قصف تركي يطاول قاعدة روسية في شمال شرق سورية
واستهدفت مسيّرة تركية، اليوم الأربعاء، مقراً لـ"قوات سورية الديمقراطية" في قاعدة روسية تقع في شمال شرق سورية، وفق ما أفاد متحدث كردي وكالة فرانس برس.
وقال المتحدث باسم "قسد" فرهاد شامي، إنّ القصف التركي طاول قاعدة روسية تقع شمال تل تمر في محافظة الحسكة، ما أسفر عن مقتل عنصر من قوات سورية الديمقراطية وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
استهدف القصف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مكتباً لـ"قسد" داخل القاعدة الروسية. وأسفر كذلك عن إصابة جندي روسي بجروح، الأمر الذي لم يؤكده أو ينفه المتحدّث الكردي.
تتواجد القوات الروسية في بعض المواقع في مناطق نفوذ القوات الكردية في شمال شرق سورية منذ العام 2019، حيث تسيّر دوريات وتعمل كقوة فصل بين القوات التركية والكردية. وكان الكرملين حذّر تركيا الثلاثاء من "زعزعة الاستقرار" في المنطقة.
قصف 500 هدف في العراق وسورية
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأربعاء، أنّ القوات الجوية والمدفعية التركية، قصفت نحو 500 هدف للمقاتلين الأكراد في شمال العراق وسورية منذ الأحد.
وقال الوزير، وفق ما نقلته عنه وكالة الأناضول الرسمية: "تم ضرب 471 هدفاً وتحييد 254 إرهابياً حتى الآن"، في إطار عملية ضد مواقع المقاتلين الأكراد.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، أنّ هذه الضربات أسفرت عن وقوع نحو أربعين قتيلاً.
وكانت تركيا قد أصدرت بياناً، يوم الأحد الماضي، أعلنت فيه أنها شنت ضربات جوية في سورية والعراق تحت مسمى "المخلب-السيف"، وقالت إنها مواقع للتنظيمات الإرهابية، وأضافت أنها تأتي في سياق الدفاع عن النفس.
وتلت العملية ضربات جوية وبرية متلاحقة في سورية تزامناً مع استنفار كامل لدى فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا تحسباً لعملية عسكرية برية قد تشنها تركيا ضد "قسد". وبدأ التصعيد التركي أخيراً على خلفية اتهام "حزب العمال الكردستاني" بالوقوف وراء تفجير شارع الاستقلال في مدينة إسطنبول.
وكانت تركيا قد شنت عمليتين عسكريتين ضد "وحدات حماية الشعب" في عفرين تحت مسمى "غصن الزيتون"، وفي تل أبيض ورأس العين تحت مسمى "نبع السلام" وأدت العمليتان إلى طرد المليشيا من تلك المناطق.
خسائر بشرية في إدلب
وفي الشمال السوري أيضاً، لكن في إدلب، قتل شخص وجرح آخران، اليوم الأربعاء، جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على بلدة آفس شرقي إدلب.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ قصفاً مدفعياً من قوات النظام السوري على قرية آفس شرقي إدلب، أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح، مضيفاً أنّ القصف أدى إلى أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وطاول قصف من النظام أيضاً مناطق زراعية في محاور قرى العنكاوي والقاهرة وقليدين بريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن أضرار مادية فقط.