سورية: ارتفاع ضحايا جريمة جنديرس والائتلاف يستنكر ويتوعّد

21 مارس 2023
قُتل خمسة مدنيين أثناء احتفالهم بعيد النوروز في ناحية جنديرس (عدنان الإمام/ العربي الجديد)
+ الخط -

ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا جراء إطلاق النار من عناصر مسلحين على مدنيين يحتفلون بعيد النوروز في جنديرس بريف حلب شمالي سورية أمس الإثنين إلى خمسة قتلى، فيما شرع ذوو الضحايا بدفن أبنائهم بحماية من "هيئة تحرير الشام".

وقال محمد سلمو من بلدة جنديرس لـ"العربي الجديد"، إنّ ذوي الضحايا في منطقة جنديرس شرعوا في دفن أبنائهم وسط حماية من مقاتلين تابعين لـ"هيئة تحرير الشام" الذين قدموا مع ذوي الضحايا من إدلب، بعد لجوء هؤلاء إلى قائد الهيئة أبو محمد الجولاني ومناشدته التدخل لحمايتهم من الجناة.

ويتهم ذوو الضحايا عناصر من فصيل "جيش الشرقية" المنضوي في "الجيش الوطني السوري" بارتكاب الجريمة، التي أدت إلى مقتل 3 على الفور واثنين لاحقاً متأثرين بالجروح الخطيرة التي أصيبوا بها.

وتزامناً مع دفن الضحايا، خرج أهالٍ وناشطون في منطقة عفرين بمظاهرة حاشدة مطالبين بطرد فصائل الجيش الوطني من المنطقة، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق المدنيين وخاصة بحق المكون الكردي الذي كان يشكل غالبية سكان المنطقة.

وقال محمد نوري، من أهالي المنطقة، إنّ المدنيين يعانون من عناصر الفصائل غير المنضبطين، وهناك فصائل بأكملها غير منضبطة على حسب تعبيره، مضيفاً أنّ الانتهاكات من قتل وخطف وسرقة لا تحدث بحق مكون دون آخر، إنما تشمل الجميع.

وأضاف في حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ لكل مكون من مكونات الشعب السوري أكان عربياً أم كردياً أم تركمانياً الحق في ممارسة ما يعتقده، خاصة أنّه لا يسيء ولا يتعدى على حقوق الآخرين، لكن العصبية القبلية والعائلية والفصائلية هي التي تحمي المجرمين.

وشدّد نوري على أنّه "مثلما لا نقبل الانتهاكات بحق العرب من فصائل قسد، أيضاً لا نقبل الانتهاكات من الفصائل العربية بحق الإخوة الكرد وغيرهم".

في هذا السياق، قال أحمد حسن، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي، في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ الجريمة النكراء التي حدثت في ظلّ عيد النوروز كانت أبشع من الزلزال المدمر الذي حدث أخيراً، وهذه الجريمة كانت بفعل أناس يزعمون أنهم حماة المكان، نحن اليوم نطالب بمحاسبة المجرمين وإخراج كافة الفصائل العسكرية من أحياء المدنيين، ونطالب اليوم بتدخل دولي لحماية المنطقة وعدم بقاء أي فصيل.

وأشار إلى أنّ الجريمة حدثت على يد أفراد عناصر من "جيش الشرقية"، في حين نفى فصيل "أحرار الشرقية" الذي كان أحد المتهمين علاقته بالجريمة.

الائتلاف يستنكر

من جانبه، استنكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان صحافي "الجريمة النكراء"، مؤكداً أنه "وجّه الحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني للتحقيق ومتابعة تفاصيل الجريمة على أعلى المستويات للقبض على المجرمين ومحاكمتهم".

وجاء في البيان: "الحادثة التي حصلت في جنديرس هي حادثة استثنائية، والاحتفال بعيد النوروز يتم في كل عام في مناطق أهلنا الكرد ضمن المناطق المحررة دون أي قيود أو عقبات، فضلاً عن التهنئة المتبادلة في هذا اليوم بين مكونات الشعب السوري، والمشاركة في الاحتفالات".

وأضاف البيان أنّ "المكون الكردي هو من المكونات الأساسية للشعب السوري، ويدعم الائتلاف أن يحصل على كامل حقوقه ويمارس حريته، ونرفض أي سلوك عدواني من أي جهة بسبب اختلاف الدين والعرق والقومية، إذ إنّ من أهداف الثورة السورية التي يناضل الشعب من أجلها منذ 12 عاماً تحقيق العدالة والحرية لمكونات الشعب السوري بعد إسقاط نظام الأسد".

وتقدم الائتلاف الوطني بـ"أحرّ التعازي لذوي الضحايا الأبرياء"، وتعهد "بملاحقة الجناة ومحاكمتهم محاكمة عادلة لينالوا جزاء جريمتهم المستنكرة".

وكانت عدة مظاهرات قد خرجت ليلة أمس في ريف حلب للمطالبة بمعاقبة الضالعين في مقتل المدنيين بمنطقة جنديرس، فيما التقى بعض الأهالي قائد "هيئة تحرير الشام"، وتوعد الأخير بمحاسبة الجناة. كما طالب ناشطون على مواقع التواصل بمحاسبة الفاعلين، مستنكرين الجريمة.

وفي غضون مظاهرات أمس، دخلت مجموعة من الأشخاص بسيارات إلى مدينة إدلب طالبين لقاء قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، وهو ما رآه آخرون محاولة من الأخير للتدخل في شؤون المنطقة.

ونشر إعلام تابع لهيئة تحرير الشام صوراً ومقاطع فيديو تظهر التقاء بعض السكان بالجولاني، قائلين إنهم من ذوي الضحايا.

وفي السياق، كتب الناشط عمر حاج قدور على حسابه بـ"فيسبوك": "كمية الظلم والقهر والخوف يلي شفتن عند أهالي الضحايا الأكراد يلي قتلوهن عناصر ما يسمى (جيش الشرقية) أثناء احتفالهم بعيد النوروز لا يمكن أنّ يتخيلها العقل".

فيما كتب ناشط آخر: "خلال عملي في جنديرس وريفها من كارثة الزلزال وحتى اليوم، تعرفنا وعشنا ودخلنا بيوت أهلنا الأكراد، رأينا كرمهم، وعشنا معهم كل تفاصيل الكارثة، ساندونا وكنا معهم جنباً إلى جنب لنخفف عن بعضنا آثار الكارثة، عندهم الكثير من القصص الموجعة، وظلم كثير بحقهم، وهم مهمشون جداً. الجريمة التي حصلت في جنديرس بشعة".

يُذكر أنّ "جيش الشرقية" هو أحد مكونات تجمع فصائل "التحرير والبناء" الذي يقوده الرائد حسين حمادي (أبو علي شرقية)، ونائبه أحمد الهايس (أبو حاتم شقرا).

وينتشر مقاتلو الفصيل المتهم بالجريمة في معظم مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري في حلب والرقة والحسكة.

المساهمون