شهد مدرج المركز الثقافي في مدينة السويداء، جنوب سورية، أمس الاثنين، اجتماعاً أمنياً موسعاً حضره وفد من ضباط أمن القصر الجمهوري والأمن الوطني وجميع قادة الفروع الأمنية والشرطة وقيادات من حزب البعث وقائد الفرقة 15 (إحدى فرق الجيش) المتمركزة في الجنوب السوري، بالإضافة لعدد من الوجهاء ورجال الدين من أبناء المحافظة.
وجاء الاجتماع، الذي استمر لساعات وانتهى في الخامسة مساءً، بناءً على طلب وتوصيات من بعض مشايخ ووجهاء السويداء الذين زاروا دمشق وقابلوا وزير الدفاع وبعض المسؤولين الأمنيين، وطالبوا بضبط الأوضاع في السويداء ووضع حد للعصابات.
وقال أحد المشاركين في الاجتماع، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماع لم يختلف عن اجتماعات سابقة، حيث تبادل الأهالي والأجهزة الأمنية الاتهامات َكالعادة. ويتهم الأهالي الأجهزة الأمنية بالتعامل مع العصابات وحمايتها واستخدامها لتحقيق أهداف أمنية، في حين ترى الأجهزة الأمنية أن الأهالي يشكلون غطاءً عائلياً لهذه العصابات.
وخلص الاجتماع الذي لم يتطرق لقضايا التجنيد والتسوية إلى الإتفاق على وضع خطة حاسمة لمحاسبة العصابات ووقف حالة الفلتان الأمني.
وجاء هذا الاجتماع بعد انفلات أمني متزايد شهدته المحافظة في الآونة الأخيرة تمثل، في الأيام القليلة الماضية، بأعمال خطف واشتباكات مسلحة وقطع طرقات أدت إلى خلق حالة من الرعب لدى الأهالي ونتجت عنها عدة إصابات بين المواطنين، حيث سارع عدد من الوجهاء ورجال الدين وحركة رجال الكرامة إلى وأد فتنة كادت أن تقع بين عدد من العائلات الكبيرة، في غياب تام لأي تدخل أمني بين الجهات المختلفة.
وقال الناشط المدني ساري الحمد، لـ"العربي الجديد"، إن الوضع الأمني في السويداء لم يشهد أي تغيير منذ استلام اللواء حسام لوقا، رئيس إدارة المخابرات العامة، خلفاً للواء كفاح الملحم، رئيس شعبة المخابرات. بل على العكس حصلت عدة اجتماعات في السويداء بين المسؤولين الأمنيين، وعلى رأسهم لوقا وممثلون عن الأهالي في أيار/مايو 2021 بعد يوم واحد من زيارة رئيس مجلس الوزراء برفقة 13 وزيراً لتحسين الواقع الاقتصادي والأمني في أيلول/سبتمبر 2022.
وغالباً ما يكرر مسؤولو النظام التهم نفسها ومطالبة الوجهاء والأهالي برفع الغطاء عن العصابات والمخلين بالأمن العام وتحميلهم مسؤولية الفلتان الأمني. وأضاف الحمد: "في حين ما نراه بكل وضوح ويعرفه معظم الأهالي أن هذا الفلتان وما ينتج عنه يُدار بتخطيط من الأفرع الأمنية والفصائل التابعة لها، ويخدم بكل أشكاله السلطات المحلية في المحافظة".
وقبل انعقاد هذا الاجتماع بأيام شنت دوريات عسكرية وأمنية حملة مداهمة واعتقالات طاولت خيم عشائر البدو بين بلدتي ناحتة وصمّا المتداخلتين، وسط انتشار عسكري كبير وتعزيزات عسكرية وصلت إلى مناطق في درعا والسويداء، توحي بالتحضير لحملات عسكرية في الجنوب السوري، وترافق هذا مع حملة تمشيط لمناطق حدودية مع الأردن وفي بادية السويداء قامت بها وحدات عسكرية بحجة البحث عن جيوب ومخلفات لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وبالتزامن مع هذا الاجتماع الأمني وحملات المداهمات والتمشيط، أعلن الجيش الأردني، أمس الاثنين، عن إحباط محاولة تسلل وتهريب لكميات من المواد المخدرة عبر الحدود الجنوبية السورية، وأسفرت عن مقتل أحد المهربين وفرار آخرين وضبط 133000 حبة كبتاغون وسلاح كلاشنكوف.