أبلغ قائد فصيل "مشايخ الكرامة"، ليث البلعوس، العامل في محافظة السويداء، جنوبي سورية، يوم الأحد، وفداً روسياً برفض أي وجود إيراني في السويداء، وهدّد باستهداف أي شخص يتبع لإيران و"حزب الله" اللبناني في السويداء، وقال إنه "سيكون هدفاً مشروعاً لقواتنا".
وجاءت تصريحات البلعوس، وهو ابن مؤسس "حركة رجال الكرامة"، الشيخ وحيد البلعوس الذي اغتيل عام 2015، خلال لقائه بوفد من الشرطة العسكرية الروسية في بلدة المزرعة، غربي مدينة السويداء، حيث أصدر بياناً باسم أهالي محافظة السويداء، طالب فيه بإخراج المجموعات المسلحة التابعة لـ"حزب الله" وإيران من المحافظة.
وذكر الصحافي ليث أبي نادر، لـ"العربي الجديد"، أن البيان أكد أن دم السوري على السوري حرام، وندّد بالتمييز الطائفي ضمن صفوف جيش النظام، خاصة بحق أبناء السويداء، وإجبارهم على دفع الرشاوى والإتاوات للضباط. كما أعلن رفض أبناء السويداء التورط في دماء إخوانهم من السوريين، ومن هذا المنطلق فإنهم يعلنون عدم إرسال أبنائهم للخدمة في الجيش، وحصر خدمتهم ضمن المحافظة فقط، ومن أجل حماية أهاليهم فقط.
وأضاف أن البيان اتهم جيش النظام بتسهيل هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي على المحافظة في وقت سابق، والوقوف في دور المتفرج. وأشار إلى أن الوثائق التي عثر عليها في مقرات المخابرات العسكرية في قريتي "عتيل" و"سليم"، تثبت تورط الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها فرع الأمن العسكري وفرع أمن الدولة في السويداء، في دماء أبناء الطائفة الدرزية، بدءاً من عمليات الخطف والسلب والنهب وفرض الإتاوات على المدنيين وتجارة المخدرات ونشرها بين أبناء السويداء، بالإضافة إلى إدارة بيوت للدعارة.
ونتيجة لذلك اعتبر البيان، هذه الأجهزة بمثابة عدو للطائفة، وأن بقاءها في السويداء بات مرفوضاً بالنسبة للأهالي، وفقاً للصحافي.
كما طالب البيان بإطلاق سراح المعتقلين من أبناء السويداء من سجون النظام دون استثناء أي أحد منهم، وبوقف الاعتقال التعسفي بحق أبناء المحافظة، باستثناء المتورطين في تجارة المخدرات وأعمال السلب والنهب وغيرها من الأعمال الإجرامية، كما رفض سياسة التهجير الممنهج الذي تمارسه قوات النظام بحق أبناء السويداء، عبر حرمانهم من أبسط الخدمات.
وطالب البيان بالسماح بوصول المساعدات الدولية إلى السويداء، وفتح ممرات آمنة للمحافظة، بعيداً عن يد السلطة التي تقوم بسرقة المساعدات ومنع وصولها، وتمارس حصاراً اقتصادياً مقصوداً وممنهجاً على أبناء المحافظة.
كما أكد على ممارسة العمل السياسي السلمي في السويداء، حتى لو كان معارضاً للنظام، واعتبر أي اعتداء على أي نشاط سياسي أو إنساني يخدم أهالي السويداء بأنه يستوجب الردّ.
وأكد البيان في نهاية مطالبه على وحدة الأراضي السورية، ورفض كل الإشاعات التي تروجها الأجهزة الأمنية عن نية أبناء السويداء الانفصال عن سورية.
وقضت الحركة الأسبوع الماضي على مليشيا بقيادة راجي فلحوط، المدعوم من جهاز الأمن العسكري، وهو من أقسى الأجهزة الأمنية في التعامل مع السوريين. وعُدت العملية خطوة كبيرة باتجاه اجتثاث كل المجموعات الخارجة على القانون، التي يعتمد عليها النظام في ضبط الشارع في محافظة السويداء، التي يشكل الدروز غالبية سكانها، وهو ما أعطاها خصوصية في سورية منذ عام 2011.