سورية: "تحرير الشام" تعتقل العشرات من عناصر "حراس الدين"

19 أكتوبر 2020
اعتبرت الحملة رسالة لواشنطن بهدف إعادة النظر في إدراجها على قائمة الإرهاب(فرانس برس)
+ الخط -

اعتقلت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) ليلة الأحد -الاثنين أكثر من 20 عنصراً من المنتمين لتنظيم "حراس الدين" المبايع لتنظيم "القاعدة" في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، في مواصلة للحملة التي تشنّها ضد التنظيم منذ عدة أشهر، فيما اعتبر رسالة للولايات المتحدة الأميركية بهدف إعادة النظر في إدراجها على قائمة التنظيمات الإرهابية.

وقال الناشط مصطفى محمد إن يوم أمس الأحد "شهد استنفاراً من قبل قوات الأمن التابعة لهيئة تحرير الشام في مدينة إدلب، وذلك بعد اعتقال القياديين في حراس الدين أبو عبد الدرعاوي وأبو أحمد الدرعاوي، إذ نشرت الهيئة نقاط تفتيش اعتقلت عليها أكثر من خمسة عناصر تابعين للتنظيم".

وأوضح محمد أن "مجموعة تابعة لحراس الدين هاجمت ليلاً مقراً لهيئة تحرير الشام في مدينة إدلب، ودارت اشتباكات بين الفصيلين استمرّت نحو ساعة، تبعها حملة اعتقالات شنّتها الهيئة على منازل يقطنها عناصر من التنظيم قرب المدينة".

وأضاف أن الحملات "طاولت منازل على أطراف بلدتي كفريا والفوعة شمال مدينة إدلب، واعتقل خلالها عناصر الهيئة أكثر من 20 عنصراً من حراس الدين، كما صادروا أسلحة وذخائر متنوعة وعبوات متفجّرة وأحزمة ناسفة".

وجاءت هذه الاعتقالات بعد غارات نفّذتها طائرات مسيّرة أميركية استهدفت قياديين في التنظيم، إذ تبنى الجيش الأميركي مساء الجمعة عملية قتل قياديين في "حراس الدين" في محافظة إدلب، عبر قصف نفّذته طائرة مسيّرة.

وقال الرائد بيث ريوردان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية إن الضربة تعد الأولى بطائرة من دون طيار، ينفذها الجيش الأميركي في سورية منذ منتصف سبتمبر / أيلول الماضي.

وقتلت الغارة المدعو أبو ذر المصري الذي شغل منصب الشرعي العام في التنظيم سابقاً، وأصبح بعد ذلك عضواً بمجلس الشورى، إضافة إلى أبو يوسف المغربي الذي شغل منصب الأمني العام في التنظيم.

وكانت هيئة تحرير الشام أطلقت في يونيو / حزيران الماضي عملية عسكرية ضد التنظيم في ريف إدلب الغربي تمكنت خلالها من السيطرة على عدد من المقار العسكرية والأسلحة.

أسباب داخلية وخارجية

وقال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عباس شريفة لـ"العربي الجديد" إن أهداف تحرير الشام تتلخص بهدفين الأول داخلي يتعلق بـ"خوف هيئة تحرير الشام من عودة حراس الدين لهيكلة نفسه وتجنيد المزيد من الشباب وإغراء الكثير من المقاتلين الممتعضين من سياسة تحرير الشام، وخوفها من التحاقهم بالتنظيم لما يشكله خطابه من عامل جذب وبخاصة أنه يرفض الهدنة والالتزام بتسويات أستانة ويطالب بفتح المعارك، الأمر الذي تمنعه تحرير الشام".

وأضاف شريفة أن السبب الثاني هو "التناغم مع الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ومحاولة تحرير الشام أن تقدم نفسها للمجتمع الدولي فصيلا محليا يقوم بمحاربة الفصائل المتشددة، ويحصر عملياته داخل الحدود السورية، وهو ما قد يدفع المجتمع الدولي لإعادة النظر في تصنيف الهيئة على قوائم الإرهاب، الأمر الذي قد يمهد لها الطريق نحو لعب دور سياسي في المستقبل".

باحث: الهيئة مستمرة بحملتها حتى القضاء على كافة التنظيمات المتشددة في إدلب

 

وأكد الباحث أن الهيئة مستمرة بحملتها حتى القضاء على كافة التنظيمات المتشددة في إدلب، واستبعد في الوقت نفسه قيام الهيئة بحملة مشابهة ضد المتشددين في صفوفها، إذ إن المتشددين انشقوا عنها وانضموا لـ"حراس الدين" و"جند الأقصى" و"تنسيقية الجهاد"، ومن تبقى منهم ضمن "تحرير الشام" فهم ضمن الاحتواء الأمني والاقتصادي.

واعتبر أن التشدّد وحده ليس سبباً كافياً يجعل الهيئة تهاجم الأشخاص والتنظيمات من أجله، إنما الخروج عن الطاعة والتمرد والانشقاق ومحاولة بناء مشروع منافس، أو وجود صفقة خارجية مع الدول لقاء مكاسب سياسية يمكن أن تحصلها "تحرير الشام" لقاء ذلك.