سلم زعيم الحزب الأصغر داخل الاتحاد المسيحي، الاجتماعي المسيحي في بارفاريا، ماركوس سودر، خلال مؤتمر صحافي عقده في بافاريا، اليوم الثلاثاء، بقرار المجلس التنفيذي للحزب الأكبر، المسيحي الديمقراطي، الذي قرر ليل أمس، بأغلبية مطلقة ترشيح زعيمه أرمين لاشيت لمنصب مستشار.
وقال سودر: "لقد تم إلقاء النرد، أرمين لاشيت هو مرشح الاتحاد لمنصب مستشار"، مبرزاً أنه سيدعم مرشح الاتحاد المسيحي أرمين لاشيت بكل قوة، مشدداً على أن الاتحاد مجتمعاً يمكن أن ينجح في النهاية.
وبهذه التصريحات، أنهى سودر الزوبعة التي استمرت لعدة أسابيع داخل الاتحاد المسيحي وسط الخشية من حصول تشرذم داخل الاتحاد العريق، وبالتالي خسارة حظوظه الفعلية بالاستمرار في السلطة مع شخصية تخلف المستشارة أنجيلا ميركل.
وعليه، يكون السباق انطلق فعلياً بين ثلاثة مرشحين لمنصب مستشار لألمانيا بعد الانتخابات البرلمانية العامة المقررة الخريف المقبل، وهم يمثلون أقوى ثلاثة أحزاب تمثيلاً في ألمانيا، لاشيت عن الاتحاد المسيحي، ووزير المالية الاتحادي أولاف شولز عن الاشتراكي الديمقراطي، والزعيمة المشاركة لحزب الخضر أنالينا باربوك.
وكان المجلس التنفيذي داخل حزب ميركل المسيحي الديمقراطي، أعلن في وقت متأخر من ليل أمس، وبالأغلبية تأييده لزعيم الحزب أرمين لاشيت مرشحاً لمنصب المستشار، ولقي لاشيت دعم 31 من أعضاء المجلس التنفيذي، فيما أيد زعيم الحزب الأصغر داخل الاتحاد المسيحي ماركوس سودر 9 أعضاء، فيما امتنع 6 أعضاء عن التصويت، وهذا ما منح لاشيت ما نسبته 77.5 بالمائة من الأصوات مقابل 22.5 بالمائة لسودر.
ويأتي هذا التأييد من القيادات الحزبية داخل حزب ميركل مخالفاً لما تمنحه استطلاعات الرأي، حيث يحظى سودر بتأييد قرابة 60 بالمائة من الأصوات مقابل 30% تقريباً للاشيت.
وفي السياق، برز دعم واضح من قبل شباب الاتحاد المسيحي لسودر، وهو ما أعلنه ممثل الولايات في الاتحاد المسيحي تيلمان كوبان أخيراً، وفيه أن المنظمة اتخذت قرارها بأغلبية واضحة لصالح سودر، لافتاً إلى أن منظمة الشباب لن تسمح بخلاف أو انقسام في صفوف الاتحاد المسيحي.
في المقابل، كان من الواضح أن القيادات داخل حزب ميركل، لن تخضع لاستطلاعات الرأي، لكون المسيحي الديمقراطي، حزبا له حضور على مساحة البلاد، ويشارك في أغلبية حكومات الولايات الست عشرة، بينما يقتصر حضور الحزب الأصغر فقط على ولاية بافاريا. هذا الوضع دفع البعض من ساسة الحزب العريق لاعتبار لاشيت المرشح الشرعي للمنصب.
وفي هذا الإطار، قال عضو المجلس التنفيذي للمسيحي الديمقراطي هنينغ أوته، في حديث صحافي، إن القرار كان واضحاً بدعم لاشيت لأن الأمر يتعلق بصنع السياسة، ليس فقط في بافاريا، ولكن في ألمانيا بأسرها، وهذا ما يمثله أرمين لاشيت، حسب قوله.
بدوره، اعتبر زميله رودريش كيزهفتر، في حديث مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني، أن مسالة الترشح داخل الاتحاد المسيحي قد حُسمت، مشيراً إلى أنهم بحاجة إلى برنامج مشترك، كما برزت تعليقات مؤيدة للاشيت، وفيها أن الأقلية يجب أن تنضم إلى قرار الأغلبية.
وكان رئيس وزراء ولاية بافاريا، سودر، قد أعرب، في وقت سابق، عن استعداده لقبول قرار الحزب المسيحي الديمقراطي، وسيعلن انسحابه دون امتعاض في حال أيد المجلس التنفيذي للحزب الأكبر منافسه لاشيت للمنصب.