كشفت مصادر سياسية كردية في مدينة أربيل، مركز إقليم كردستان العراق، اليوم السبت، عن توجه "الحزب الديمقراطي" الحاكم في الإقليم لتضمين ملف مدينة سنجار التي يسيطر عليها مسلحو حزب "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة وفصائل مسلحة تابعة لـ"الحشد الشعبي"، ضمن ورقة التفاوض مع القوى السياسية في بغداد على تشكيل الحكومة المقبلة.
ويجري ذلك في وقت بدأت فيه شخصيات ممثلة عن الحزبين الرئيسين في الإقليم (الحزب الديمقراطي، والاتحاد الوطني الكردستاني) حوارات غير رسمية حيال الحكومة الاتحادية المقبلة، وتوزيع المناصب التي جرى العرف السياسي في العراق على أنها من حصة القوى السياسية الكردية، بحسب ما أكدته مصادر في السليمانية وأربيل لـ"العربي الجديد".
وتحدث مسؤول بارز في الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بمدينة أربيل، عن اتفاق حيال تضمين ملف مدينة سنجار (115 كيلومتراً) غرب الموصل، بالورقة التفاوضية للقوى الكردية مع الأحزاب والكتل الفائزة ببغداد حيال تشكيل الحكومة.
وبحسب المسؤول ذاته، فإن تنفيذ اتفاقية سنجار الموقعة بين حكومة الكاظمي وأربيل في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، والتي تقضي بإخراج جميع المليشيات المسلحة من المدينة وإعادة أهلها والبدء بإعمارها، هو ما تطالب به القوى الكردية أن يكون ضمن برنامج أي حكومة مقبلة لقاء التصويت لها في البرلمان، مؤكداً أن الوفد التفاوضي عن الحزب "الديمقراطي الكردستاني" مكتمل، وحدّد مطالبه من بغداد، بغضّ النظر عن موقف باقي القوى الكردية أو مطالبهم، لكن ملف سنجار سيكون بنداً رئيسياً في ورقة التفاوض.
وفاز الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بجميع مقاعد مدينة سنجار البالغة 3، بفارق كبير عن مرشحين آخرين مدعومين من مسلحي حزب "العمال الكردستاني"، لم يحقق أي منهم الحدّ المطلوب من الأصوات للفوز بالانتخابات التي أجريت في العاشر من الشهر الحالي.
في السياق ذاته، قال القيادي في الحزب "الديمقراطي الكردستاني" شيروان الدوبرداني، إن عدداً من القضايا المهمة سيطرح خلال مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة ببغداد، من بينها حلّ ملف المناطق المتنازع على إدارتها بين بغداد وأربيل، ومتابعة تنفيذ اتفاق سنجار، موضحاً خلال مقابلة متلفزة، أن العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل يجب أن تكون قائمة على أساس التوازن والشراكة.
وفي وقت سابق، أوضح بيان رسمي عن حكومة أربيل أن ملف مدينة سنجار كان حاضراً في لقاء جمع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني بالسفير البريطاني في العراق مارك برايسون ريتشاردسون في أربيل.
وقالت حكومة الإقليم في بيان صدر أمس الجمعة، إن الجانبين بحثا الأوضاع في العراق بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، وسبل تطوير العلاقات بين كردستان وبريطانيا، فضلاً عن مناقشة ملفات أخرى مهمة للطرفين.
وشدد البارزاني خلال اللقاء على أهمية اتفاق سنجار المبرم بين بغداد وأربيل، وضرورة تطبيع الأوضاع في المدينة، معرباً عن أمله في أن "تسهم نتائج الانتخابات في استقرار الوضع العراقي، وحل القضايا الجوهرية العالقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية".
ولم تتمكن السلطات العراقية من إخراج مقاتلي حزب "العمال الكردستاني"، المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا، من مدينة سنجار العراق، على الرغم من مرور أكثر من عام على اتفاق سنجار.
ويقضي الاتفاق الذي وقعته الحكومة الاتحادية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان في أربيل، في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2020، بتطبيع الأوضاع في مدينة سنجار المتنازع عليها بين إقليمي بغداد وأربيل، وإخراج عناصر حزب "العمال الكردستاني" وفصائل "الحشد الشعبي" منها، لأجل تأمين عودة جماعية للنازحين.