سفير أميركي سابق يرجح تعاون بايدن وأوروبا للتغلب على سنوات ترامب "الكارثية"

19 نوفمبر 2020
غاردنر أمل التغلب على سنوات ترامب "الكارثية" بشأن العلاقات عبر الأطلسي (Getty)
+ الخط -

رأى السفير الأميركي السابق لدى الاتحاد الأوروبي أنطوني غاردنر، في مقابلة مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، اليوم الخميس، أنّ الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن سوف يعمل عن كثب مع أوروبا، ناصحاً بأن يتم التركيز على ما هو ممكن من أجل التغلب على سنوات دونالد ترامب "الكارثية" بشأن العلاقات عبر الأطلسي.

يأتي ذلك مع "تضاؤل التأثير العالمي للأوروبيين والأميركيين بفعل قوة الصين، وهو من الملفات التي ستكون موضع نقاش اليوم عبر الفيديو كونفرانس بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي" بحسب السفير.

واعتبر غاردنر، الذي نشر أخيراً كتاباً تحدث فيه عن أهمية الشراكة التي لا غنى عنها بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أنه "الآن ومع وصول بايدن هناك فرصة، وخلال فترة قصيرة، لإظهار أن القواعد والاتفاقات الدولية يمكن تطبيقها وأن الشراكات جيدة. وعلينا إقناع الناس على جانبي الأطلسي بذلك، وإذا فشلنا سيعود الشعبويون أقوى".

وعبّر السفير السابق عن أمله في أن "يوقف فوز بايدن الانتصار العالمي للديماغوجيين والشعبويين، وحيث يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يفعل ما في وسعه للدفاع عن قيمه الأساسية وحمايتها".

من جهة ثانية، دعا غاردنر جميع قادة الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في كيفية تعزيز الأجندة المشتركة مع الولايات المتحدة وتقديم الأفكار الإبداعية وإلى "أن تتناول النقاشات ما هو ممكن أولاً، وفي بعض القضايا مثل السياسة التجارية التي لا يمكن الاتفاق عليها على الفور، يمكن التعامل معها لاحقاً".

وأكد أن أميركا "ستصر على أن يستثمر الأوروبيون أكثر للدفاع عن أنفسهم بشكل أفضل"، مشيراً إلى أنّ "النفقات لا تتعلق فقط بالمبلغ الذي يتم إنفاقه، ولكن أيضاً هناك نفقات على الرواتب ومدفوعات المعاشات التقاعدية".

وذكّر غاردنر بأنه "وقبل عهد ترامب كانت هناك قناعة لدى جميع الحكومات في الولايات المتحدة، وبغض النظر ما إذا كان الرئيس ديمقراطياً أو جمهورياً، أن الشراكة مع الأوروبيين راسخة ولا غنى عنها".

وبخصوص سحب آلاف الجنود الأميركيين من ألمانيا، أعرب السفير عن اعتقاده بأنّ القرار "تم اتخاذه لأسباب سياسية، وقد تم انتقاده في الكونغرس باعتباره غير مجد لأن روسيا فقط تستفيد منه، ولا يبدو أن الجيش الأميركي مقتنع به أيضاً، لذلك من المرجح أن ترى إدارة بايدن الأمر بشكل مختلف".

وأشار إلى أنه كان على دراية بأنّ جميع رؤساء الدول أو الحكومات في أوروبا يتوقعون انتصار بايدن، مع بعض الاستثناءات القليلة، متحدثاً عن أنّ الجميع "مقتنع بأن السنوات الأربع الماضية كانت صعبة بين الجانبين الأميركي والأوروبي"، معتبراً أنّ أوروبا لديها الكثير لتقدمه لأنه "لدينا تحديات مماثلة، مثل كيف نحمي وسائل ديمقراطيتنا أو جودة وسائل الإعلام، إلى تشكيل الاقتصاد الرقمي والتعاون في القضايا الأمنية".

وأبرز السفير الذي عرف بايدن منذ كان عضواً في مجلس الشيوخ، أن "هناك الآن عملاً مضنياً وخططاً لما يجب أن يفعله بايدن في اليوم الأول، وماذا سيصار إلى تقديمه في المئة يوم الأولى، إلى السنة الأولى من عهده، لاسيما أن الرئيس المستقبلي يتمتع بخبرة واسعة في الشؤون الخارجية"، مرجحاً أن يعطي الأخير أكثر من 80% من وقته للسياسة الداخلية.

وفي السياق، قال الدبلوماسي المخضرم إنه "سيكون من المهم للولايات المتحدة أن ترسل شخصية لديها خبرة واسعة إلى برلين لإصلاح العلاقة معها"، مشدداً أيضاً على أهمية "حضور سفراء ممتازين وخبراء إلى الدول المهمة، وخصوصاً للاتحاد الأوروبي في بروكسل".

المساهمون