سفير أميركا في ليبيا يلتقي حفتر بالقاهرة وعقيلة صالح يصل إلى مصر

11 اغسطس 2021
السفارة الأميركية في ليبيا: ندعم حق الشعب الليبي في اختيار قادته (Getty)
+ الخط -

التقى السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند بقائد مليشيات شرق ليبيا اللواء متقاعد خليفة حفتر، مساء أمس الثلاثاء، في العاصمة المصرية القاهرة، في وقت وصل رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح إلى القاهرة في زيارة تستغرق يومين، للقاء مسؤولين مصريين، بالإضافة إلى السفير الأميركي، وذلك لبحث الأزمة الليبية، في إطار وساطة مصرية بدعم أميركي بين مكونات المشهد الليبي، لإزالة العقبات التي تواجه إجراء الاستحقاقات الانتخابية المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وبحسب مصادر مصرية تحدّثت لـ"العربي الجديد"، فإنه من المقرر أن يلتقي السفير الأميركي لدى ليبيا بوزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل.

وتقول المصادر إن هناك حراكاً مصرياً بناء على مطلب أميركي، لحسم مجموعة من الملفات العالقة، والتي تعطّل عمل حكومة الوحدة الوطنية، وعلى رأسها ملف إقرار الميزانية، بالإضافة إلى إقرار القاعدة الدستورية قبل الذهاب للاستحقاقات الانتخابية، في وقت يتمسك فيه حفتر بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ورجّحت المصادر وصول رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إلى القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، في إطار الجهود المصرية للوساطة بينه وبين حفتر، خاصة بعد التزام الدبيبة باتفاق رعته القاهرة، بتحمل ديون حفتر، ورواتب المقاتلين التابعين له، وهو ما ظهر واضحاً في الباب المخصص لميزانية وزارة الدفاع في الموازنة المقدمة من الحكومة لمجلس النواب، والتي تضمنت تخصيص مليارين ونصف المليار دينار ليبي لصالح مليشيات حفتر.

وكانت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في ليبيا قد قالت إن نورلاند يزور القاهرة للقاء مسؤولين مصريين وحفتر كجزء من الجهود الأميركية لدعم الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية المقررة في ديسمبر/ كانون الأول.

وأكدت السفارة، في عدد من التغريدات على حسابها في "تويتر"، أن السفير نورلاند يواصل التركيز على المطلب الملحّ لدعم التسويات الصعبة اللازمة لإيجاد القاعدة الدستورية والإطار القانوني المطلوب الآن من أجل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول، وذلك على غرار الاتصالات الأخيرة بالشخصيات الليبية الرئيسية، وفق قولها.

وشددت السفارة، في تغريداتها، على أن الولايات المتحدة "تدعم حق الشعب الليبي في اختيار قادته من خلال عملية ديمقراطية حرة ونزيهة، وتدعو الشخصيات الرئيسية الليبية إلى استخدام نفوذها في هذه المرحلة الحاسمة للقيام بما هو أفضل لجميع الليبيين".

يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه عضو المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي، معلقاً على ملف توحيد المؤسسة العسكرية، إنه "لا يمكن ترك الأمر في فوضى أو تسيب أمني من أية تشكيلات مسلحة أو إجراءات لا تخضع للسلطة المدنية، سلطة المجلس الرئاسي كقائد أعلى"، وفق تعبيره.

وأوضح اللافي، في تصريحات صحافية، "نتحمل المسؤولية الآن أمام شعبنا، وأول مسؤولياتنا هو إبعاد خطر الحرب عن بلادنا، وهو ما يتطلب أن تكون كافة القوى العسكرية موحّدة تحت مظلة قيادة مدنية".

وتابع اللافي أن طريق بناء السلام في ليبيا "يبدأ من احترام ما اتفق عليه الليبيون ورعته الأمم المتحدة واعتمده مجلس النواب، وهو مخرجات ملتقى الحوار السياسي، والذي اتفق على السلطة التنفيذية وصلاحياتها لهذه المرحلة التمهيدية".

‏‎وطالب عضو المجلس البعثة الأممية والدول الراعية لاتفاق برلين، وما تبعه من توافقات محلية، بأن "تمارس دورها الإيجابي والحقيقي لدعم تنفيذ خريطة الطريق وتوحيد المؤسسات ومواجهة معرقلي العملية السياسية بدون تردد"، وفق تعبيره.

كذلك طالب اللافي أيضاً ملتقى الحوار السياسي بالقيام بدوره في "دعم تنفيذ خريطة الطريق وعدم ترك المجال لأهواء فردية تتجاوز هذه التوافقات الوطنية"، حسب تعبيره.

وأكد جدية المجلس الرئاسي وعزمه على إنجاح ملفي المصالحة الوطنية وتوحيد الجيش تمهيداً لإجراء الانتخابات في موعدها. وأردف: "ستظل أيدينا ممدودة لشركاء الوطن، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا في حماية شعبنا وبلادنا من مخاطر الحرب والفوضى".

المساهمون