المرشح لانتخابات البرلمان البريطاني سامح حبيب يكشف لـ"العربي الجديد" عن تطلعاته

27 يونيو 2024
سامح حبيب: سأعمل على تحفيز المشاركة السياسية بكافة أشكالها (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- سامح حبيب، الناشط السياسي والمرشح الفلسطيني البريطاني، يهدف لتمثيل القضية الفلسطينية في البرلمان البريطاني، معتمدًا على خلفيته في الإعلام وجذوره الفلسطينية لمعالجة قضايا مثل غزة والتعددية الثقافية.
- يركز في حملته الانتخابية على إعادة تشكيل السياسة البريطانية، مؤكدًا على أهمية السياسة الخارجية، خدمات الصحة الوطنية، معارضة خصخصة القطاعات العامة، وتحسين أوضاع الهجرة وتكاليف السكن.
- يواجه تحديات مثل العنصرية المؤسسية ومعارضة التعددية، ويخطط لمبادرات تعزز الاندماج والتفاهم الثقافي، مثل تحسين مخطط الوقاية وتطوير فعاليات ثقافية لتعريف المجتمع البريطاني بالثقافات العربية.

قبيل انتخابات مجلس العموم البريطاني التي تجرى الأسبوع القادم يوم 4 يوليو/ تموز، أجرى "العربي الجديد" مقابلة مع الناشط السياسي والمرشّح الفلسطيني البريطاني لانتخابات مجلس العموم سامح حبيب، الذي بدأ مشواره في الإعلام ويمثل مزيجاً فريداً من التراث الفلسطيني والخبرة البريطانية، ويسعى لتمثيل القضية الفلسطينية وإيصال صوتها إلى قبة البرلمان البريطاني.

ما الذي دفعك للترشح للانتخابات البريطانية؟ وما هي وجهات النظر الفريدة التي تطرحها على الطاولة بصفتك مرشحا فلسطينيا بريطانيا؟

قضية فلسطين جزء من اهتماماتي، وأيضاً خدمة القضايا العربية عامة من داخل البرلمان البريطاني، بالإضافة إلى معالجة القضايا المحلية كوني مواطناً بريطانياً مندمجاً في الحياة السياسية هنا. قضية غزة مهمة في الوقت الحالي، ولكنها قد لا تكون كذلك بعد سنوات. هذه الأهمية الحالية نابعة من سببين رئيسيين: أولاً، خروج جيريمي كوربين من الحزب (حزب العمال) وتوجّه الجناح اليميني بزعامة كير ستارمر ضد الجناح اليساري. هذا الصراع الداخلي للحزب، جعل غزة تحظى بدعم كبير، حيث استخدم اليسار بقيادة كوربين حرب غزة كأداة سياسية. ونحن جزء من هذا الحراك، مع بقاء فلسطين قضية أساسية في المرحلة الراهنة.

ما هي القضايا الرئيسية التي تركز عليها في حملتك؟ وكيف تخطط لمعالجتها؟

القضية الأساسية في حملتي هي تغيير كيفية عمل السياسة البريطانية، خاصة في ما يتعلق بتبعيتها العمياء للسياسة الخارجية الأميركية، وبالتحديد مواقفها المنحازة في ما يخص فلسطين. أما بالنسبة للقضايا المحلية، فتتصدّر خدمات الصحة الوطنية أولوياتي، وأؤكد أنني ضد خصخصة القطاعات العامة مثل البريد الملكي والمياه، وبالتحديد معالجة مشكلة المياه الملوثة التي تفتقر إلى الإشراف الحكومي الكافي.

سامح حبيب: أعتقد أن المجتمع البريطاني يحتاج إلى المهاجرين، وأرى في ألمانيا نموذجاً يُحتذى

سأعمل على إيجاد حلول لمسألة تكاليف السكن التي يعاني منها البريطانيون، من خلال تغيير المعايير الخاطئة التي تتبعها بعض البلديات المحلية. كذلك، يعد موضوع الهجرة أحد أولوياتي، بشرط أن تكون الهجرة مدروسة. أعتقد أن المجتمع البريطاني يحتاج إلى المهاجرين، وأرى في ألمانيا نموذجاً يُحتذى، حيث استوعبت أعداداً كبيرة من المهاجرين السوريين لإحياء المجتمع الألماني الذي يعاني من الشيخوخة، وهو ما تعاني منه أيضاً المجتمعات الأوروبية الأخرى، بما في ذلك بريطانيا.

ما هي التحديات التي تواجهها في حياتك السياسية، وعلى وجه الخصوص في الانتخابات الحالية؟ وكيف تتعامل معها؟

هناك بعض الأفراد من التيار اليميني، سواء من حزب المحافظين أو حزب الإصلاح، الذين يرفضون التعددية أو مشاركة أي شخص من أصول آسيوية أو عربية. ورغم أننا مندمجون في المجتمع، لا يزال هناك نوع من العنصرية المؤسسية في بريطانيا. نرى ذلك في مناسبات عديدة، أحدثها تصريح ستارمر الأخير حول البنغلادشيين وترحيل المهاجرين منهم، رغم ألا علاقة لهم بالمهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون البلاد عبر القنال الإنكليزي. ولمعالجة هذه التحديات، أركز على تعزيز الوعي بأهمية التعددية الثقافية والتنوع، والتأكيد على أن مشاركتي في الانتخابات تهدف إلى خدمة المجتمع ككل بغض النظر عن الأصول العرقية أو الخلفيات الثقافية.

هل يمكنك مشاركة أي مبادرات أو برامج محددة تخطط لتنفيذها لتعزيز التفاهم الثقافي والشمولية؟

بالتأكيد، هناك عدة مبادرات أعمل على تنفيذها، منها تحسين "مخطط الوقاية" الذي يهدف إلى مكافحة الإرهاب في البلاد. للأسف، هذا المخطط يركز بشكل غير عادل على قضية فلسطين، حيث يمكن أن يُوصم أي شخص يتحدث عن تحرير فلسطين، حتى لو كان طفلاً في المدرسة الابتدائية، بأنه يحمل علامات الإرهاب. هذا يؤدي إلى مشاكل كبيرة في الاندماج في المجتمع. لذلك، من الضروري تعديل هذا المخطط ليكون أكثر عدلاً ولا يستهدف مجموعات معينة بشكل غير متناسب.

سامح حبيب: لدي العديد من المبادرات لتعزيز الاندماج وتطوير التبادل الثقافي بين الدول العربية وبريطانيا

بالإضافة إلى ذلك، لدي العديد من المبادرات لتعزيز الاندماج وتطوير التبادل الثقافي بين الدول العربية وبريطانيا. نحن بحاجة إلى المزيد من الفعاليات الثقافية التي تعرّف المجتمع البريطاني على ثقافاتنا، مثل الكرنفالات أو الأسابيع الثقافية التي تبرز الثقافات اللبنانية، والفلسطينية، والسورية، وغيرها.

كيف تتعامل مع المواقف التي قد تتعارض فيها معتقداتك الشخصية مع سياسات الحزب الأوسع أو آراء ناخبيك؟

كل حزب لديه ما يُعرف بـ"الويب"، مما يعني الالتزام بسياسات الحزب بشكل عام. أنا مستعد للالتزام بهذه السياسات طالما لا تتعارض مع القانون. في النهاية، نحن نعيش في مجتمع متعدد الأعراق والجنسيات والأديان، ويجب احترام هذا المبدأ، حتى لو تعارض مع معتقداتي الشخصية. أنا لا أمثّل شخصي ولا ديني... بل أمثّل جميع السكان في المنطقة التي أترشّح فيها، والتي تضم عشرات الإثنيات واللغات.

في حال نجاحك في الانتخابات، ما هي أهدافك وتطلعاتك على المدى الطويل داخل المشهد السياسي في المملكة المتحدة؟ وما هو الإرث الذي تأمل أن تتركه؟

بشكل أساسي تشجيع أبناء العرب على الانخراط في الحياة السياسية، بالنظر إلى التأخر الحالي في هذا المجال. سأعمل على تحفيز المشاركة السياسية بكافة أشكالها، سواء من خلال الانتخابات المحلية أو البرلمانية، بهدف تمثيل متنوع وشامل للمجتمعات المحلية. ولعلّ وعسى أن تحفّز مشاركتي، سواء نجحت أو فشلت، على خوض غمار السياسة في هذه البلاد، وأن أترك إرثا يستقطب العرب وأبناء الأقليات للمشاركة بشكل أفضل وأوسع.

سيرة

سامح حبيب: يترشح للانتخابات النيابية البريطانية عن دائرة شمال إيلينغ، وُلد في غزة وترعرع مع بداية الانتفاضة الأولى، حيث شهد منذ نعومة أظافره، وقبل انسحاب إسرائيل من غزة قبيل اتفاقية أوسلو عام 1994، اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي واستخدامه الغاز المسيل للدموع واستشهاد صديقه في المدرسة الذي لم يتجاوز الثامنة من العمر آنذاك. كل ذلك ترسّخ في ذاكرته وربط جزءاً من شخصيته بعالم السياسة.

درس سامح حبيب الأدب الإنكليزي في فلسطين، وعمل مراسلاً مع التلفزيون الأيرلندي وكان كاتباً وصحافياً. غطّى الحرب على غزة في العام 2009، ليكون من بين أوائل الصحافيين الذين عملوا في ما يُعرف باسم "صحافة المواطن" (الصحافة التي يديرها أشخاص ليسوا صحافيين محترفين).

أطلق سامح حبيب، وهو في مقتبل العمر، مدونة مشهورة "غزة اليوم" استمرّت من عام 2006 ولغاية عام 2009، ورأت فيها الوكالة الأميركية للأخبار (PBS) واحدة من أهم مصادر "صحافة المواطن". أسّس حبيب أيضاً "التلغراف الفلسطيني"، أول صحيفة إلكترونية في عام 2008، مقرها قطاع غزة، فلسطين، وهو في العشرينيات من العمر. تألف طاقم العمل من متطوعين فلسطينيين ودوليين وصحافيين محترفين و"صحافيين مواطنين"، واكتسبت الصحيفة شعبية، وكتبت عنها أبرز الصحف مثل "ذا غارديان" و"لوموند" و"لوفيغارو" وغيرها الكثير من المواقع كانت تستخدمها باعتبارها مصدرا.

أشرف على هذه الصحيفة الإلكترونية شخصيات بريطانية سياسية، مثل جيريمي كوربين وجورج غالاوي والبارونة جيني تونج، التي اضطرت إلى الانسحاب بسبب ضغط اللوبي الصهيوني الهائل آنذاك، ومُنعت الصحيفة بشكل نهائي في عام 2014.

منذ عام 2011 ولغاية عام 2018، عمل سامح حبيب مع مركز العودة الفلسطيني، ليشكّل أول لوبي فلسطيني في بريطانيا. تمثّلت مهمته في العمل على تغيير قناعات النواب في البرلمان البريطاني وتبديل مواقفهم من مساندين لإسرائيل إلى داعمين لفلسطين، أو على الأقل محايدين. وبالفعل، نجح في تحقيق ذلك إلى حدّ ما. وفي الوقت ذاته، كان أحد العاملين في مجلس حقوق الإنسان في جنيف مع المجتمعات المدنية.

المساهمون