زيلينسكي غداة لقائه ترامب وماكرون في باريس: نريد سلاماً مستداماً

08 ديسمبر 2024
ترامب وزيلينسكي وماكرون أمام قصر الإليزيه في باريس، 7 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي على أهمية ضمانات أمنية من الناتو وإمدادات أسلحة غربية لتحقيق "سلام مستدام"، وسط صعوبات الجيش الأوكراني وتراجع الدعم الغربي.
- تتهم روسيا أوكرانيا برفض التفاوض، مطالبة بالتخلي عن مناطق ووقف مساعي الانضمام للناتو، بينما أعلن زيلينسكي عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الأوكراني.
- أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 988 مليون دولار لأوكرانيا، في ظل تقدم القوات الروسية وسيطرتها على بلدتين إضافيتين.

شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، على أنه يريد "سلاما مستداما" لبلاده، غداة لقائه في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" والشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ولطالما عارض زيلينسكي قطعيا تقديم أي تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّه ليّن في الأشهر الأخيرة موقفه على خلفية صعوبات يواجهها جيشه على خط الجبهة ومخاوف من تراجع الدعم الغربي. وطرح زيلينسكي فكرة تخلّي أوكرانيا موقتا عن استعادة أراض تسيطر عليها روسيا، نحو 20% من مساحة بلاده، مقابل ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي وإمداد كييف بأسلحة غربية.

وقال زيلينسكي غداة اللقاء الثلاثي الذي عقد في باريس: "ننشد سلاما عادلا ومستداما، سلاما لا يتمكن الروس من تدميره بعد بضعة أعوام، على غرار ما فعلوا مرارا في السابق". وأوضح: "عندما نتحدث عن سلام فعال مع روسيا، يجب علينا أولا التحدث عن ضمانات"، وحضّ حلفاءه على "ضمان موثوقية السلام وعدم غض النظر عن احتلال" الأراضي الأوكرانية.

من جهته، اتّهم الكرملين الأحد الرئيس الأوكراني بـ"رفض التفاوض" مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لافتا إلى أن زيلينسكي حظر بموجب مرسوم صدر في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 أي تواصل مع الرئيس الروسي. ودعا الكرملين الرئيس الأوكراني إلى الأخذ في الاعتبار "الوقائع على الأرض" حيث تحقّق القوات الروسية تقدّما على الجبهة منذ مطلع العام على الرغم من تقدّم أوكراني داخل الأراضي الروسية في الصيف.

43 ألف جندي أوكراني قتلوا

تريد روسيا أن تتخلى أوكرانيا عن أربع مناطق تحتلها جزئيا في شرق البلاد وجنوبها، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014، ووقف مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. لكن هذه الشروط ترفضها كييف.

وأعلن زيلينسكي أن 43 ألف جندي أوكراني قُتلوا في الحرب مع روسيا المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، وأن حوالى 370 ألفا جرحوا منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022. ومنذ فبراير 2024، هذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها زيلينسكي حصيلة للخسائر الأوكرانية.

أما روسيا فهي لا تعلن عن خسائرها. وتقدّر منصة ميديازونا الإعلامية المستقلة وكذلك "بي بي سي" بقناتها الروسية الخسائر البشرية لروسيا بأكثر من 82 ألفا، وذلك استنادا إلى معلومات منشورة على غرار البيانات الرسمية وصفحات إعلان الوفيات وايضا تلك التي تعلن على شبكات التواصل الاجتماعي ورصد المقابر. لكن الأرقام الحقيقية في ما يتّصل بالخسائر الأوكرانية والروسية على السواء يمكن أن تكون أكبر بكثير، إذ إن ما ينشر على هذا الصعيد لا يأخذ في الاعتبار المفقودين، وفق خبراء.

وقال زيلينسكي: "هذه هي حقيقة هذه الحرب. لا يمكن أن تنتهي بمجرد ورقة وبعض التوقيعات". وأشار ترامب الأحد إلى أن أوكرانيا خسرت 400 ألف جندي "على نحو عبثي" و"عددا أكبر بكثير من المدنيين" في حين "أصيب أو قتل قرابة 600 ألف جندي روسي، في حرب لم يكن ينبغي أن تبدأ مطلقا ومن المحتمل أن تستمر إلى الأبد".

ترامب: يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار

وجاء في منشور للرئيس المنتخب على منصته تروث سوشال: "يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار والشروع في مفاوضات. لقد فقدت الكثير من الأرواح عبثا، ودُمرت الكثير من الأسر، وإذا استمر الوضع فقد يتحول إلى شيء أكبر، وأسوأ بكثير". وأكد ترامب الذي سيتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، عبر منشوره أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "يريد عقد صفقة" لإنهاء الحرب.

واكتسى الاجتماع مع ترامب في باريس أهمية كبرى بالنسبة لزيلينسكي الذي يخشى أن تفك الولايات المتحدة ارتباطها بعد نحو ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي المدمر. ولطالما انتقد ترامب بشدة في الأشهر الأخيرة المساعدات الأميركية لأوكرانيا والمقدرة بمليارات الدولارات. وأكد قطب الأعمال الذي نجح في العودة إلى البيت الأبيض، مرات عدة نيته عدم مواصلة سياسة تقديم الدعم الهائل لكييف التي انتهجها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وفي حين تسابق واشنطن الوقت لتقديم دعم لكييف قبل تولي ترامب منصبه، أعلنت الولايات المتحدة، أمس السبت، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 988 مليون دولار.

ميدانيا، وفي مؤشر يدل على ما تواجهه القوات الأوكرانية من صعوبات، أعلنت روسيا في نهاية الأسبوع سيطرتها على بلدتين إضافيتين واقتراب قواتها من ثلاث مدن ذات أهمية كبرى هي كوراخوفي وبوكروفسك وكوبيانسك.

(فرانس برس)