زيتون لـ"العربي الجديد": مبادرة اتحاد الشغل الحل الأمثل للأزمة في تونس

27 يونيو 2021
نجح زيتون في إقناع سعيد والغنوشي بعقد لقاء (الرئاسة التونسية/فسبوك)
+ الخط -

أكد الوزير التونسي الأسبق، لطفي زيتون، أن الجهود التي قادها خلال الأيام الماضية واللقاءات التي عقدها مع كل من الرئيس قيس سعيد، ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، وأمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، وقيادات حزبية أخرى، لم تكن وساطة بالمفهوم التقليدي، ولم تحمل أي برنامج سياسي، وإنما كانت بهدف التخفيف من حالة الاحتقان في البلاد.

وأوضح زيتون لـ"العربي الجديد" أنه عرض فكرة اللقاء على الطرفين، سعيد والغنوشي، ولم يمانعا، مؤكداً أنه وجد رغبة لديهما وبدايات استعداد للحوار وتلطيف الأجواء.

وأكد زيتون أن "جهوده لا تمثل بديلاً عن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل التي ستجمع الفرقاء وتبقى الحل الأمثل لإنهاء الأزمة في البلاد".

وحول ما إذا كان متفائلاً بنتائج جهوده وما لمسه لدى الطرفين، قال زيتون "يجب ألا نفقد الأمل أبداً، فهذا وطننا ومفروض علينا التعايش فيه، ولذلك معيار الوطنية الأساسي هو تجنب كل ما من شأنه أن يفرق ويضعف الاجتماع السياسي، والسياسي الذي مهمته الأساسية تحسين حياة الناس لا خيار له إلا أن يكون متفائلاً وباذلاً للجهد، والذي يستعصي اليوم ستقنعه الأيام وتوالي الأزمات بضرورة الاقتراب من الوسط ونبذ الخلافات والانقسامات". 

وأوضح زيتون أن "الخطوة القادمة يُفترض أن تكون انطلاق الحوار الوطني الذي بادر به الاتحاد العام التونسي للشغل، المنظمة ذات المكانة السياسية المتميزة والتجربة في جمع الفرقاء ورأب الصدع، وقد سبق ونجح في ذلك إلى جانب بقية المنظمات الوطنية في أوضاع أصعب من هذا سنة 2013".

ونجح زيتون في إقناع الرئيس سعيد ورئيس البرلمان راشد الغنوشي بعقد لقاء وإنهاء ما يشبه القطيعة بين الطرفين على مدى الأشهر الماضية، ما أدخل البلاد في أزمة سياسية حقيقية، والتقى الرجلان، الخميس، بمناسبة احتفال الجيش التونسي بذكرى تأسيسه، ووصف الغنوشي الاجتماع بالمطول والإيجابي.

وأوضح في اجتماع لحزبه، الجمعة، أن اللقاء "كسر الجليد وفتح المجال أمام وفاقات"، مذكراً "بالوفاقات السابقة مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وأن تونس أحوج ما تكون إلى سياسات التوافق والبحث عن المشترك".

وأكد بيان لمكتب الغنوشي الأحد "ارتياحه لأجواء التهدئة التي بدأت تسود في المشهد السياسي، وضرورة انخراط الجميع فيها، وحرصه على التوصل الى حل شامل للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، في كنف الحوار البناء مع رئيس الجمهورية ومع كل القوى الوطنية".

وندد بيان المكتب بـ"كل المحاولات لتحريف كلام الأستاذ راشد الغنوشي أو تحميله ما لا يحتمل، فقد جاء في سياق تثمين الحوار وسياسة الأيادي الممدودة، على اعتبار أن الشحن والشحن المضاد، لا يؤديان إلا إلى التوتر والتصعيد".

ويخشى مراقبون من عدم نجاح هذه المبادرة، التي قد يشكل فشلها ترديا جديدا للعلاقات بين المسؤوليْن والمؤسستيْن، الرئاسة والبرلمان، بما يعمق الأزمة السياسية في البلاد، ولذلك تعوّل جهات عديدة على الاجتماع القادم بين الرجلين لبحث توافقات وتفاهمات المرحلة القادمة ولو على الحد الأدنى، خصوصاً وأن البلاد تمر بأزمة صحية واقتصادية خانقة.

المساهمون