من المنتظر أن يصل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى العراق، غداً الأحد، على رأس وفد حكومي، بالتزامن مع الحديث عن وجود جهود عراقية للتقريب بين الرياض وطهران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، السبت، إنّ ظريف سيزور العراق وقطر الأحد، وسيجري محادثات مع كبار المسؤولين في البلدين، لافتاً إلى أن الزيارتين "تأتيان في إطار تطوير العلاقات، ومتابعة المباحثات الإقليمية".
وأكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، حسن شويرد، أنّ زيارة وزير الخارجية الإيراني للعراق "مهمة بالنسبة لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران"، موضحاً، في حديث لـ "العربي الجديد" أنّ حدوث ذلك "يمثل إنجازاً حقيقياً للعراق أولاً، وللمنطقة ثانياً".
وأشار إلى أنّ بغداد "قادرة على لعب دور مهم وريادي لتخفيف الأزمات في المنطقة"، مبيناً أنّ مخرجات الحوار بين السعودية وإيران يمكن أن تصب في مصلحة الاستقرار. وتابع أنّ "الحوار بين طهران والرياض سيكون من القضايا المحورية والمهمة التي على الحكومة العراقية الدفع باتجاهها".
وأكد شويرد وجود عدد من المسائل الأخرى السياسية والأمنية والاقتصادية التي يمكن أن تتم مناقشتها خلال زيارة ظريف للعراق، مشيراً إلى وجود عدد من الملفات التي تهم العراق وإيران وتتعلق بالحدود واستيراد الغاز والكهرباء.
وأشارت مصادر دبلوماسية عراقية إلى وجود عدد من الملفات المشتركة بين العراق وإيران، والتي يمكن مناقشتها خلال زيارة ظريف لبغداد، موضحة، لـ "العربي الجديد"، أنّ أول هذه الملفات "الحرص على التهدئة وتخفيف التوترات في المنطقة، وأمن الحدود بين البلدين، ودعم القوات العراقية في جهودها لملاحقة بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، بالإضافة إلى عدد من الملفات الأخرى المتعلقة بالتجارة والطاقة".
وقال السفير الإيراني في العراق، إيراج مسجدي، مساء السبت، إنّ زيارة ظريف لبغداد تندرج في إطار توجه إيران لتنمية العلاقات مع الدول المجاورة بما فيها العراق، موضحاً، في تغريدة على موقع "تويتر"، أنّ هذه الزيارة "ستكون بمثابة فرصة لتعزيز العلاقات بين الشعبين والحكومتين".
ان تنمیة وتعزیز العلاقات مع الدول الجارة ومن ضمنها جمهوریة العراق کانا ولا يزالان من ضمن اولویات الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. وفي مستقبل قریب زیارة معالي السید ظریف الموقر، وزیر الشؤون الخارجية الایراني لبغداد ستکون بمثابة فرصة جدیدة لتعزیز العلاقات بین الشعبین والحکومتین.
— ایرج مسجدی Irajmasjidi (@IMasjidi) April 24, 2021
ولفت تقرير لمعهد "بروكينغز" الأميركي، السبت، إلى أنّ جهود العراق للوساطة بين السعودية وإيران قد تساعد في تخفيف التوترات بين الخصمين البارزين، في وقت تحتاج هذه الجهود إلى دعم هادئ من الولايات المتحدة.
وقبل أيام، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنّ مسؤولين سعوديين وإيرانيين كباراً أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات، وذلك بعد خمس سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية، وفقاً لمسؤولين اطلعوا على المناقشات.
وبحسب المسؤولين، الذين لم تكشف "فايننشال تايمز" عن هويتهم، فقد جرت المفاوضات بوساطة العراق خلال الشهر الحالي، وهي الأولى بين البلدين منذ عام 2016.