جدد زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، اليوم الاثنين، وعوده بإرسال السوريين إلى بلادهم في حال فوزهم بالانتخابات المقبلة وذلك عبر الطبل والزمر.
جاء ذلك في كلمة لزعيم أكبر أحزاب المعارضة خلال فعالية بولاية هاطاي الحدودية مع سورية، والتي تعد من أكثر الولايات استضافة للسوريين، وشاركت في الفعالية زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر وقيادات في المعارضة.
وقال كلجدار أوغلو في كلمته: "سمعت من رئيس بلدية هاطاي لطفي ساواش (تابع للمعارضة) أن الولاية فيها 900 ألف سوري يعتنون بهم، وأن الحرب في سورية أدت إلى كلفة مالية كبيرة للولاية ولهذا أعد رئيس البلدية بأني سأرسل السوريين إخوتنا في فترة تصل إلى عامين على الأكثر عقب تولينا الحكم وذلك بالطبل والزمر".
وأضاف "سيعودون برغبتهم إلى بلادهم سنطلب منهم المغادرة وبالطبع فإنهم سيغادرون حيث تراب آبائهم وأجدادهم، من أجل العمل والإنتاج وسيطلبون توفير العمل والأمن على أموالهم وأرواحهم، ولذلك سنعمل على تهيئة البنية التحتية لهم، وسترون؛ ستعود ولاية هاطاي لأيامها السابقة البراقة بسهلها ونهرها وتاريخها".
تصريح كلجدار أوغلو ليس الأول من نوعه، حيث وعد في حديث، قبل أيام، وكرر حديثه في مقابلات سابقة، بأنه سيعمل على تغيير السياسة الخارجية لتركيا بشكل كامل، ومنها بناء علاقات مع النظامين في مصر وسورية وفتح سفارات معهما.
وتثير تصريحات كلجدار أوغلو مخاوف وقلق السوريين المقيمين في تركيا، بسبب تأثيرات استغلال أحزاب المعارضة للوجود السوري في البلاد وتوظيفه كورقة ضغط سياسية على الحكومة، وربطه بالمتغيرات الاقتصادية السلبية.
ومع ممارسة الخطاب الشعبوي من قبل قيادات المعارضة لوحظ مؤخراً ارتفاع حدة العنصرية تجاه السوريين، من خلال أعمال عنف، وتهجم على السوريين وجرائم قتل، حيث شهدت الأيام السابقة تزايداً في عمليات الاستهداف والتضييق على السوريين.
وتفاعل السوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع تصريحات كلجدار أوغلو اليوم، معربين عن استيائهم منها، حيث هاجم البعض منهم زعيم المعارضة، فيما أكد آخرون رغبتهم بالعودة لبلادهم في حال توفر جو الأمان والعمل، في حين اعتبر آخرون أن ولاية هاطاي انتعشت بفضل الوجود السوري فيها.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تصريح من جهة الحكومة، إلا أن الرئيس رجب طيب أردوغان ومسؤولي حزب العدالة والتنمية يؤكدون على استمرار حماية السوريين والعمل على إعادتهم للمناطق الآمنة مع توفر الأجواء المناسبة.
وتعول كل من الحكومة والمعارضة على تمويل من الاتحاد الأوروبي لدعم المناطق الآمنة في درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام وإدلب، لتشجيع أكثر من مليون سوري على العودة إلى هذه المناطق.
ومن الواضح أن التصريحات الصادرة عن المعارضة التركية ضد السوريين ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل مناخ سياسي يسبق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العام المقبل، فيما تمثل قرارات وتصريحات رئيس بلدية بولو عن المعارضة تانجو أوزجان عن الأجانب والسوريين في البلاد نموذجاً لمساعي المعارضة، فضلاً عن تصريحات لنواب من اليمين المتطرف وعلى رأسهم زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ.