زعيمة الحزب الجيد التركي نادمة على تحالفها مع "الشعب الجمهوري"

24 يونيو 2023
ينتظر أن تؤدي كلمة أكشنر وتصريحاتها القوية إلى ردود فعل لاحقة من الأحزاب المعارضة (Getty)
+ الخط -

أعربت زعيمة الحزب الجيد في تركيا ميرال أكشنر، اليوم السبت، عن أن أكبر ندم شعرت به في حياتها هو طلبها من حزب الشعب الجمهوري العلماني الكمالي 15 نائبا برلمانيا في السابق، ليتحول إلى دين لم تتمكن من سداده حتى الآن.

كلام أكشنر يأتي في أول تقييم مباشر لها عن خسارة تحالف الشعب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت الشهر الماضي، وجاء ضمن المؤتمر العام الثالث للحزب الجيد، الذي بدأ فعالياته بكلمة أكشنر في العاصمة أنقرة.

وأفادت أكشنر في كلمتها، التي حملت تصريحات نارية، بأن المؤتمر هو "مكان المحاسبة، وأنها هي مستعدة للمحاسبة وعلى الجميع أن يكونوا كذلك"، موجهة انتقادات لاذعة لأعضاء حزبها الذين وجهوا لها انتقادات في الفترة السابقة.

وقالت أكشنر، في ما يتعلق بطلبها نواباً من حزب الشعب الجمهوري: "طلبنا كحزب من الشعب الجمهوري 15 نائبا لخوض الانتخابات (في 2018)، إنها أكبر حالة ندم في حياتي، نحاسب عليها، كان يجب أن نحارب بقوة يدنا وخوض الانتخابات، لم نحارب".

وأضافت: "طلبنا 15 نائبا، ونشكر السيد كمال كلجدار أوغلو (زعيم حزب الشعب الجمهوري) مرة أخرى، ولكن منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، لا زلنا ندفع دية النواب هؤلاء، أشعر بانعدام الحيلة والانحطاط لأني أحب الكفاح، ولكن لم أفعل، وتسبب لنا هؤلاء النواب بأن نكون تابعين في السياسة".

وكان الحزب الجيد المؤسس في العام 2017 بحاجة لتأسيس كتلة برلمانية لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية في العام 2018، وتمكن من تأسيس الكتلة عبر استقالة 15 نائبا من "الشعب الجمهوري" وانضمامهم إلى الحزب الجيد، ما ساهم بدخول الحزب الانتخابات.

أكشنر تعلن الانسحاب من الطاولة السداسية المعارضة

زعيمة الحزب الجيد تحدثت عن التحالف مع حزب الشعب الجمهوري ضمن تصريحاتها القوية، قائلة: "تحدثت مع كلجدار أوغلو لخوض الانتخابات المحلية كحزبين (في 2019)، وحققنا نجاحا فيها، وأكثر من أزعجني وأحزنني القول إن الفوز في إسطنبول كان بسبب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي".

وأردفت: "اليوم نتحاسب ونحاسب، بعد ذلك الجميع قال إنه تمكن من تأمين النجاح بخلاف الحزب الجيد، وجاءت الانتخابات الأخيرة، وبالفعل خسرنا الانتخابات الرئاسية، وقد تكون هناك أسباب كثيرة، والأهم هو استخلاص الدروس".

ومضت قائلة: "اتهم الحزب الجيد واتهمت أكشنر بخسارة الانتخابات، ولكن الحزب عمل في 54 نقطة، وكما قلتم سابقا إن حزب الشعوب الديمقراطي هو سبب الفوز بإسطنبول، إذا تفضلوا وأكملوا وأتمنى لكم التوفيق"، في إشارة للانسحاب من التحالف في الانتخابات المحلية المقبلة في العام 2024.

وختمت: "عليكم التعود على هذا، لأن الحزب الجيد أولوياته أن ينتمي لنفسه، لا إعلام لنا، وإعلام المعارضة ليس لنا، كان هدفه تحقيق أعلى نسب المشاهدة، نعم أتحمل المسؤولية، وكما أني مؤثرة في عملية انتخاب رئيس البلاد من عدم انتخابه، فإني أهدف المرة المقبلة للفوز بالانتخابات الرئاسية"، ملمحة إلى مسألة تحميلها سبب فشل كلجدار أوغلو أمام الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، عبر انسحاباها من الطاولة السداسية وعودتها لاحقا لاعتراضها على ترشح كلجدار أوغلو.

وكان أردوغان قد حسم الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية بتحقيقه 52.18% أمام كلجدار أوغلو، فيما تمكن التحالف الجمهوري من الفوز بالانتخابات البرلمانية بحصوله على 323 مقعدا من أصل 600، ما تسبب بانتقادات بين تحالف المعارضة واتهامات متبادلة والذهاب إلى مرحلة المحاسبة والتغييرات.

المؤتمر العام الثالث للحزب الجيد

ومع كلمة أكشنر، انطلقت فعاليات مؤتمر الحزب الجيد في أنقرة بحضور مندوبين من مختلف الولايات التركية لاختيار قيادة وأعضاء اللجنة الإدارية واللجنة التأديبية المركزية، وهو أول مؤتمر ضمن سلسلة مؤتمرات منتظرة للأحزاب التركية في الفترة المقبلة في مرحلة ما بعد الانتخابات.

ويشارك في المؤتمر 1070 مندوبا سينتخبون رئيسا جديدا للحزب، أو تجديد انتخاب أكشنر، ويبدو أنها المرشحة الوحيدة حتى الآن، وسيجرى انتخاب أعضاء الهيئة الإدارية العامة البالغ عددهم 50 عضوا، إضافة إلى 11 عضوا هم لجنة الانضباط المركزية.

ونقلت وسائل إعلام أن هناك تغييرات كبيرة قد تحصل في الهيئة الإدارية العامة، في ظل وجود معارضة داخل الحزب لأكشنر ومساع لإنهاء هيمنتها على الحزب، ومن أجندة المؤتمر الانتخابات المحلية واستراتيجيات الحزب مستقبلا.

وكان الحزب قد حصل في العام 2018 على 9.96% من الأصوات بواقع 43 نائبا، فيما حصل في هذه الانتخابات على 9.69% من الأصوات بواقع 43 نائبا أيضا.

وينتظر أن تؤدي كلمة أكشنر وتصريحاتها القوية إلى ردود فعل لاحقة من الأحزاب المعارضة، ومن المؤكد أنها ستؤدي إلى إعادة ترتيبات في صفوف المعارضة في مرحلة الذهاب إلى الانتخابات المحلية المقبلة.

المساهمون