"رويترز": أميركا تنصح إسرائيل بعدم اجتياح غزة لإتمام مفاوضات الأسرى

24 أكتوبر 2023
بايدن خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل (Getty)
+ الخط -

قالت مصادر إنّ الولايات المتحدة نصحت إسرائيل بالإحجام عن أي هجوم بري على قطاع غزة، بينما تسعى واشنطن لإطلاق سراح المزيد من الأسرى لدى حركة حماس، وتتأهب لاحتمال اتساع رقعة الصراع في المنطقة.

وأضافت المصادر أنّ الإدارة الأميركية تُبقي قطر، التي تقوم بجهود وساطة مع "حماس"، على علم بتلك المحادثات مع إسرائيل.

لكن مصدرين مطلعين قالا إنّ البيت الأبيض ووزارتي الدفاع (البنتاغون) والخارجية يكثفون حالياً مناشداتهم للإسرائيليين بتوخي الحذر.

يأتي ذلك فيما يفاقم الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة الأزمة الإنسانية بالقطاع، حيث أودى القصف الإسرائيلي المتواصل بحياة ما يزيد على 5000 فلسطيني حتى الآن.

وقالت المصادر إنّ إحدى الأولويات الأميركية تتمثل في إتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات بشأن إطلاق سراح الذين أسرتهم "حماس" خلال هجومها، وخصوصاً بعد الإفراج غير المتوقع عن أسيرتين أميركيتين يوم الجمعة.

وأعلنت "حماس" أنها أطلقت، أمس الاثنين، سراح أسيرتين أخريين. ويُعتقد أنّ الحركة لديها أكثر من 200 أسير.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إنّ الإدارة، التي تدرك أهمية دور الوساطة الذي تقوم به الدوحة مع "حماس"، تواصل إعلام المسؤولين القطريين بنصائحها لإسرائيل حتى يكونوا على اطلاع تام بينما تتسارع المفاوضات لتحرير الأسرى.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات بشأن الأسرى "في الوقت الحالي، لا توجد خريطة طريق واضحة أو تسلسل للخطوات نحو التهدئة الكاملة. الأولوية هي العمل على إخراج الرهائن خطوة بخطوة".

أسئلة صعبة

وقال مسؤول أميركي آخر إنّ الحكومات الأوروبية، التي يُحتجز العديد من مواطنيها أسرى، تقترح أيضاً على إسرائيل الامتناع عن شن هجوم بري لإفساح المجال أمام المفاوضات بشأن إطلاق سراحهم.

وقال البيت الأبيض إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش أزمة الأسرى والأزمات الإنسانية في غزة مع زعماء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا يوم الأحد.

وقال المسؤول الأميركي الأول إنه إلى جانب المفاوضات بشأن الأسرى، فإنّ تقديم المشورة لإسرائيل بوقف غزوها يمكن أن يمنح المزيد من الوقت لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقالت الأمم المتحدة إنّ 54 شاحنة مساعدات تمكنت من دخول غزة من مصر منذ يوم السبت.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إنّ واشنطن تتحدث مع إسرائيل منذ بداية الصراع "للتأكد من نواياها واستراتيجيتها وأهدافها لمعرفة إجاباتها عن أسئلة من نوع الأسئلة الصعبة التي يمكن أن يطرحها أي جيش".

وقال مسؤول دفاعي أميركي إنّ وزير الدفاع لويد أوستن شدد خلال العديد من المكالمات الهاتفية مع نظيره الإسرائيلي على ضرورة الاستعداد للتأثيرات غير المباشرة للهجوم البري، والتي تتضمن مخاطر اتساع نطاق الصراع في المنطقة ومصير الرهائن والأزمة الإنسانية.

ويحث المسؤولون الأميركيون إسرائيل على اتباع قوانين الحرب في حال اجتياحها غزة التي يقطنها 2.3 مليون نسمة.

الدفاع عن الأميركيين

ويشير مسؤولون إسرائيليون علانية على نحو متزايد إلى أن اجتياح غزة ربما يكون وشيكاً، غير أنّ أياً منهم لم يحدد موعده أو ما إذا كان قد تأجل. واستدعت إسرائيل 300 ألف جندي احتياط، وهو رقم قياسي.

وقال نائب السفير الإسرائيلي لدى واشنطن إلياف بنيامين، لراديو الجيش الإسرائيلي: "سنفعل ما يتعين علينا القيام به عندما يتعين علينا فعله"، مهوناً من تأثير الولايات المتحدة على التخطيط لشن هجوم.

وتشير إسرائيل منذ الأحد إلى تحول في الأساليب بإرسال قوات مشاة مدعومة بالدبابات للتوغل في غزة لجمع معلومات، وهو ما أطلق شرارة اشتباكات مع مقاتلي "حماس". كما ركزت ضرباتها الجوية على ما وصفتها بالمناطق التي تجمع فيها "حماس" مقاتليها لنصب كمين لأي اجتياح.

ويسمح نصح إسرائيل بوقف الهجوم البري أيضاً لواشنطن بالاستعداد لأي هجمات انتقامية محتملة على المصالح الأميركية في المنطقة، مع تزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع، وخصوصاً بين إسرائيل وحزب الله.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لشبكة "إن بي سي"، الأحد: "نتوقع أن يكون هناك احتمال للتصعيد... ونتخذ خطوات للتأكد من أننا قادرون على الدفاع بشكل فعال عن مواطنينا والرد بشكل حاسم إذا لزم الأمر".

كما تزايد قلق واشنطن إزاء رغبة بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين، ومنهم وزير الأمن يوآف غالانت، في الدعوة إلى توجيه ضربة استباقية إلى حزب الله.

ويقول مسؤولون أميركيون إن إسرائيل ستواجه صعوبة في خوض حرب على جبهتين في وقت واحد إذا شن حزب الله معركة واسعة النطاق في الشمال. وأرسلت واشنطن حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط ​​لتعزيز وجودها في المنطقة والعمل في المقام الأول كرادع لأعداء إسرائيل الآخرين فيها.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون