استمع إلى الملخص
- روسيا بدأت بسحب قواتها من عدة مواقع في سورية، مع الحفاظ على قاعدتي طرطوس وحميميم، وسط مفاوضات وضمانات مؤقتة للإبقاء عليهما.
- المعارضة السورية تسيطر على مدينتي اللاذقية وطرطوس، لكنها لم تستهدف القواعد الروسية، بينما تسعى الإدارة السورية الجديدة لبناء علاقات متوازنة مع روسيا.
قالت موسكو إنه لم يتم اتخاذ قرارات نهائية بعد بشأن مصير القواعد العسكرية الروسية في سورية وإنها على اتصال بالمسؤولين في البلاد. وكان "العربي الجديد" قد حصل على معلومات من مصادر مقرّبة من إدارة العمليات العسكرية في سورية تؤكد أن روسيا ستسحب جميع قواتها العسكرية من البلاد في غضون شهر.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، في تصريحات صحافية، إنه لم يتم البت في مصير قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية في الساحل السوري بعد، مشيراً إلى وجود اتصالات مع السلطات السورية الجديدة. وأضاف أنه "حتى الآن، لا قرارات نهائية بهذا الخصوص، ونجري اتصالات مع ممثلي تلك القوى المسيطرة على الوضع في البلاد. سيتم تحديد كل ذلك في إطار الحوار". ولم يؤكد بيسكوف أو ينفي ما تم تداوله عن توجه موسكو لاعتبار ليبيا وجهة بديلة عن سورية لإنشاء قواعد في البحر الأبيض المتوسط. وأعلنت موسكو، أمس الأحد، عن إجلاء بعض دبلوماسييها من دمشق، إلى جانب دبلوماسيين من كوريا الشمالية وبيلاروسيا، على متن رحلة جوية خاصة من قاعدة حميميم الجوية في ريف محافظة اللاذقية.
وكانت وكالة تاس قد نقلت، يوم الجمعة الماضي، عن مصدر مطلع قوله إن روسيا تجري مفاوضات مع السلطات السورية الجديدة، وحصلت على ما قال إنها "ضمانات مؤقتة" للإبقاء على قاعدتي طرطوس وحميميم. ورغم أن فصائل المعارضة المسلحة أحكمت السيطرة الكاملة على مدينتي اللاذقية وطرطوس الواقعتين في الساحل السوري، لكنها لم تتعرض للقاعدتين الجوية والبحرية الروسيتين بأي شكل.
وكانت القوات الروسية قد سحبت، يوم الجمعة الماضي، سبع نقاط مراقبة من ريف محافظة القنيطرة ومن حدود منطقة الجولان السوري المحتل، جنوبي سورية، عبر رتلين عسكريين إلى قاعدة حميميم الجوية، بالتزامن مع سحب رتل من مطار "التيفور" العسكري بريف حمص الشرقي، وسحب جزء من المعدات العسكرية في مطار القامشلي بريف محافظة الحسكة الشمالي الشرقي إلى القاعدة نفسها، وذلك تحضيراً لنقلها إلى روسيا.
وبدأت روسيا عملية إعادة تموضع لقواتها التي كانت تنتشر في أكثر من مكان ضمن الجغرافيا السورية، في خطوة قد تشير إلى أنها لا تنوي مغادرة البلاد سريعاً، وأنها متمسكة بقاعدتين لها في شرق المتوسط، رغم سقوط نظام الأسد الذي وقّع معها اتفاقيات تتيح لها البقاء فيهما لعقود. وكان أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، قد قال في تصريحات صحافية، السبت الماضي، إن "الفصائل المنضوية في الإدارة حاولت الابتعاد عن استفزاز الروس وإعطاءهم فرصة لإعادة تقييم العلاقة معها". وأضاف: "كان بإمكاننا ضرب القواعد الروسية في سورية، لكننا فضلنا بناء علاقات جيدة. حاولنا موازنة الأمور مع روسيا وأرسلنا رسائل لها، وأعطينا فرصة من أجل بناء علاقة جديدة".