روسيا تفشل في العودة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة

10 أكتوبر 2023
بلغاريا وألبانيا نالتا في نهاية المطاف المقعدين (Getty)
+ الخط -

فشلت روسيا، الثلاثاء، في استعادة مقعدها في مجلس حقوق الإنسان الأممي الذي استبعدت منه بعد غزوها لأوكرانيا، بعد حصولها على 83 صوتاً فقط من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة.

جددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، للفترة 2024-2026، عضوية 15 من أصل 47 دولة في هذا المجلس الذي يقع مقره في جنيف.

وتقسم الدول حسب الأقاليم، وكل مجموعة إقليمية تختار في العادة مسبقاً مرشحيها الذين توافق عليهم الجمعية العامة دون صعوبة.

لكن هذا العام، كان هناك مجموعتان لهما عدد من المرشحين أكبر من عدد المقاعد: أميركا اللاتينية (البرازيل وكوبا وجمهورية الدومينيكان والبيرو، مرشحة لثلاثة مقاعد) وأوروبا الشرقية (ألبانيا وبلغاريا وروسيا لمقعدين).

وكانت كل الأنظار تتجه نحو الترشيح الروسي بعد أيام قليلة من الغارة الروسية على قرية غروزا الأوكرانية التي راح ضحيتها 52 شخصاً.

وجرى التصويت في ظل قلق غربي بسبب سرية الاقتراع وتراجع الاهتمام بقضية أوكرانيا.

لكن بلغاريا وألبانيا نالتا في نهاية المطاف المقعدين بحصولهما على غالبية 160 و123 صوتاً على التوالي.

وحصلت روسيا على 83 صوتاً.

وعلّق المسؤول في منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية لويس شاربونو، بقوله: "لقد أرسلت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إشارة قوية إلى السلطات الروسية: إنّ الحكومة المسؤولة عن عدد لا يحصى من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ليس لها مكان في مجلس حقوق الإنسان".

وكان مدافعون عن حقوق الإنسان ودبلوماسيون غربيون قد حذروا في الأيام الأخيرة من إعادة انتخاب روسيا.

وقال سفير ألبانيا لدى الأمم المتحدة، فريد خوجة، الاثنين، خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن القصف على هذه القرية، إنّ الجمعية العامة "أمامها خيار مهم لتثبت أنها غير مستعدّة للخلط بين من يُشعل النار ومن يُطفئها".

وأضاف: "أولئك الذين يهاجمون جيرانهم، الذين يقتلون الأبرياء، الذين يدمّرون عمداً البنى التحتية المدنية والموانئ وصوامع الحبوب، الذين يقومون بترحيل الأطفال ويفتخرون بذلك، الذين يستخدمون التعذيب والعنف الجنسي كسلاح، الذين يغتصبون بشكل صارخ القوانين الدولية لحقوق الإنسان، لا مكان لهم في مجلس حقوق الإنسان".

الصين وكوبا

من جهته، قال نائب السفير الأميركي روبرت وود إنّ "إعادة انتخاب روسيا في هذه الهيئة، بينما تواصل ارتكاب جرائم حرب وغيرها من الفظائع، ستكون وصمة عار مروّعة من شأنها أن تقوّض مصداقية" الأمم المتحدة.

وكان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، قد صرّح قبل أيام بأنه "لا يوجد نموذج للديمقراطية أو دولة مارقة، كما يقول البعض أحياناً". وأضاف: "لا يمكن لأيّ دولة عضو أن تدّعي أنها محصّنة ضد انتهاكات حقوق الإنسان".

في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، انتُخِبَت روسيا لعضوية مجلس حقوق الإنسان لمدة ثلاث سنوات بغالبية 158 صوتاً -وفازت أوكرانيا بالمقعد الآخر بغالبية 166 صوتاً- لكن الجمعية العامة صوتت لـ"تعليق" عضوية روسيا في إبريل/ نيسان 2022 (93 صوتاً لصالح التعليق، و24 ضده وامتناع 58).

وكانت الغالبية المعارضة لروسيا أقل من تلك التي صوتت على القرارات التي تدافع عن سلامة أراضي أوكرانيا (حوالى 140 صوتاً). غير أنّ مسألة مجلس حقوق الإنسان أكثر تعقيداً، إذ إنّ بعض الدول التي تملك سجلاً مثيراً للجدل في هذا الشأن تخشى أن تلاقي المصير نفسه.

وبخلاف روسيا، دعا حقوقيون إلى عدم التصويت للصين، وسلطوا الضوء بشكل خاص على انتهاكات حقوق أقلية الأويغور.

لكن الصين جزء من مجموعة آسيا التي قدمت أربعة مرشحين لأربعة مقاعد، وأعيد انتخابها بغالية 154 صوتاً.

أما الأعضاء الآخرون في المجلس المنتخبون أو المعاد انتخابهم للفترة 2024-2026، فهم: بوروندي، وساحل العاج، وغانا، وملاوي، وإندونيسيا، واليابان، والكويت، وفرنسا، وهولندا، والبرازيل، وكوبا، وجمهورية الدومينيكان.

(فرانس برس)

المساهمون