استمع إلى الملخص
- حذرت واشنطن من تصعيد روسي محتمل، مشيرة إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها البالستي الجديد ضد أوكرانيا، معتبرة أن استخدامه محاولة للترهيب بسبب محدودية عدد الصواريخ.
- رفض الرئيس الأوكراني زيلينسكي اقتراح وقف إطلاق النار خلال عيد الميلاد، مما يعكس تعقيد الوضع السياسي والعسكري وسط قلق دولي من تصاعد النزاع.
اتهمت روسيا اليوم الأربعاء، أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك من خلال "إجراءات مناسبة". وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "استُخدِمَت ستة صواريخ أتاكمس بالستية أميركية الصنع. أسقط الطاقم القتالي لنظام بانتسير للدفاع الجوي صاروخين، بينما حُرِف مسار الأخرى باستخدام تجهيزات الحرب الإلكترونية".
وتعهدت روسيا اليوم الأربعاء بالرد على هجوم أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "هذا الهجوم بالأسلحة الغربية البعيدة المدى لن يمر دون رد، وستُتخذ الإجراءات المناسبة". ويأتي هذا في وقت تحذر فيه واشنطن من تصعيد روسي، إذ قال مسؤول أميركي، اليوم الأربعاء، إن تقييماً استخباراتياً أميركياً خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها البالستي متوسط المدى الجديد المدمر ضد أوكرانيا مجدداً في "الأيام القادمة"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن استخدام الصاروخ التجريبي، أوريشنيك، محاولة للترهيب أكثر من كونه عاملاً لتغيير قواعد اللعبة في ساحة المعركة في أوكرانيا، وفقاً لما ذكره مسؤول أميركي، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، حيث لا يتسنى له التطرق إلى هذه المعلومات الحساسة. وقال المسؤول إن روسيا لا تملك سوى عدد قليل من هذه الصواريخ وإنها تحمل رأساً حربياً أصغر من الصواريخ الأخرى التي تطلقها روسيا بانتظام على أوكرانيا.
وكانت روسيا قد أطلقت في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت صاروخاً بالستياً متوسط المدى فرط صوتي على مدينة دنيبرو الأوكرانية، رداً على سماح الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف بضرب عمق الأراضي الروسية بأسلحة غربية متقدمة، في تصعيد إضافي للحرب المستمرة منذ 33 شهراً.
زيلينسكي "يرفض" اقتراحاً لوقف إطلاق النار
إلى ذلك، كشف رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "رفض" اقتراحاً لوقف إطلاق النار مع روسيا خلال فترة عيد الميلاد. وكتب أوربان على منصة إكس: "في نهاية فترة رئاسة المجر للاتحاد الأوروبي، بذلنا جهوداً جديدة من أجل إحلال السلام. اقترحنا وقفاً لإطلاق النار خلال عيد الميلاد وتبادلاً واسع النطاق للسجناء"، مضيفاً أنّ "من المحزن" أنّ زيلينسكي "رفض واستبعد بشكل واضح" المقترحات.
من جانبها، نفت كييف أن تكون قد "ناقشت" مع رئيس الوزراء المجري وقفاً لإطلاق النار مع روسيا خلال عيد الميلاد، فضلاً عن تبادل للأسرى، رافضة تصريحات أوربان الذي قال إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "رفض" هذه الفكرة. وكتب المستشار الرئاسي دميتور ليتفين في رسالة إلى وسائل الإعلام: "كما هي العادة، الطرف المجري لم يتحادث مع أوكرانيا. وكما هي العادة، لم تبلّغ المجر (أوكرانيا) بهذا التبادل مع روسيا".
وتدخل الحرب الروسية على أوكرانيا مرحلة جديدة، من أهم ميزاتها أنها تكسر جليد الرتابة التي هيمنت عليها قرابة عام، حيث استمرت عمليات الكر والفر، من دون أن يحرز أحد الطرفين تقدماً ميدانياً مهماً يؤدي إلى هزيمة الطرف الآخر ويجبره على الاعتراف بها وتقبّل شروطها التي توقف إطلاق النار. لكن التصعيد الذي استجد في الآونة الأخيرة رفع منسوب القلق الدولي من تحوّل النزاع إلى مواجهة أوسع نطاقاً تجعل أوكرانيا ساحة مفتوحة لحرب تتوسع تدريجياً، حتى تضم أطرافاً مختلفة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وهو ما يفسر التحركات والتحذيرات من تداعيات كارثية على الأمن العالمي.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)