روسيا تستكمل إجراءات الانسحاب من معاهدة القوات التقليدية في أوروبا.. والناتو يرد بخطوة مماثلة

07 نوفمبر 2023
عرض عسكري لوحدات من الجيش الروسي في سانت بطرسبرغ (أولغا مالتسيفا/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت وزارة الخارجية الروسية، ليل الاثنين-الثلاثاء، عن استكمال روسيا إجراءات الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا المتعطلة فعلياً منذ عام 2007. 

وقالت الوزارة في بيان: "عند منتصف ليلة 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، انتهى الإجراء المنصوص عليه في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا لانسحاب روسيا من هذه المعاهدة. وبذلك تكون الوثيقة القانونية الدولية التي علقت بلادنا العمل بها في عام 2007، قد ذهبت إلى التاريخ بشكل نهائي بالنسبة إلينا".  

وأضافت الوزارة أنه نظراً لما اعتبرته مسؤولية دول حلف شمالي الأطلسي (ناتو) عن إشعال النزاع في أوكرانيا وانضمام فنلندا إلى حلف الناتو، فإنه "حتى الحفاظ الإجرائي على معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا، لم يعد مقبولاً من وجهة نظر الحفاظ على المصالح الأمنية الأساسية الروسية".  

الناتو يرد بخطوة مماثلة ويعلن تعليقاً رسمياً للاتفاقية

في المقابل، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" رسمياً، اليوم الثلاثاء، تعليق الاتفاقية أيضاً، رداً على انسحاب روسيا منها.

وقال الحلف إنّ أعضاءه الذين وقعوا على (معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا) يقومون الآن بتجميد عضويتهم فيها.

وقال الحلف، في بيان، إنّ دوله الموقعة على المعاهدة "تعتزم تعليق العمل بها طالما كان ذلك ضروريا وفقا لحقوقها بموجب القانون الدولي. هذا قرار يحظى بدعم كامل من جميع حلفاء الناتو".

وشدد الناتو على أنّ أعضاءه "ما زالوا ملتزمين بالحد من المخاطر العسكرية، ومنع المفاهيم الخاطئة، والصراعات".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقّع في 29 مايو/أيار الماضي على قانون إلغاء معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا التي كانت تفرض قيوداً على عدد قطع الأسلحة والمعدات.  

ومع ذلك، استبعد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف حينها احتمال نشوب أي تداعيات مباشرة، مرجعاً ذلك إلى أن الآلية كانت متعطلة بالفعل، وليصبح الوضع مطابقاً لما هو قائم في الواقع. وأقر بيسكوف بـ"الفراغ الكبير" في مجال الرقابة على الأسلحة "الذي يجب ملؤه بتشريعات قانونية دولية بصورة عاجلة".  

هذا، وتم التوقيع على معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا في باريس في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1990 بين 16 بلداً عضواً في حلف الناتو، بما فيها بلجيكا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها من جانب، والدول الأعضاء في منظمة معاهدة وارسو (بلغاريا والمجر وبولندا ورومانيا والاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا) من جانب آخر. وعلقت روسيا مشاركتها فيها عام 2007 بذريعة تخاذل دول الناتو عن الوفاء بأحكام الوثيقة.

تقارير دولية
التحديثات الحية

ويأتي الانسحاب الروسي النهائي من معاهدة القوات التقليدية في أوروبا بعد أيام عدة من توقيع بوتين على قانون سحب التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وسط استمرار حلقات مسلسل انسحاب موسكو وواشنطن من المعاهدات الدولية المكبلة لأيديهم في مجال الرقابة على الأسلحة والحد من انتشارها. 

المساهمون