- خلال فترتها، تعرضت القوات الروسية لخسائر بشرية بسبب قصف أذربيجاني وحوادث أخرى، مما أثار تساؤلات حول مصيرها بعد العملية العسكرية الأذربيجانية وانسحاب أكثر من 100 ألف أرمني.
- تدهورت العلاقات بين أذربيجان وفرنسا، مع اتهامات باكو لباريس بتسليح أرمينيا وتشجيع النزعة العسكرية، بينما تسعى فرنسا لدعم تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا رغم التوترات.
أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، بدء انسحاب وحدات قوات حفظ السلام الروسية من أراضي إقليم ناغورنو كاراباخ في أذربيجان والذي أحكمت باكو السيطرة عليه بعد عملية عسكرية خاطفة في سبتمبر/أيلول الماضي.
وجاء تأكيد الكرملين بعيد تداول وسائل إعلام أذربيجانية وأرمينيا أنباء حول مباشرة قوات حفظ السلام الروسية بمغادرة مواقعها على مراحل. وكانت القوات الروسية تتمركز على امتداد خط التماس في كاراباخ وممر لاشين الرابط بأرمينيا، وفقا للبيان الثلاثي لباكو ويريفان وموسكو بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
ونص الاتفاق حينها على إرسال 1960 عسكريا مزودا بالأسلحة النارية و90 عربة مدرعة و380 وحدة من السيارات والمعدات الخاصة إلى هناك، على أن يستمر وجود قوات حفظ السلام حتى عام 2025.
إلا أن أذربيجان أجرت في سبتمبر/أيلول 2023 عملية عسكرية في كاراباخ أسفرت عن دمج الإقليم ضمن البلاد. وإثر ذلك، غادر الجمهورية السابقة أكثر من 100 ألف من الأرمن.
وبعد ذلك، طرحت تساؤلات حول مصير قوات حفظ السلام الروسية التي بدأت في الخريف الماضي بإزالة مواقع المراقبة المؤقتة على امتداد خط التماس السابق.
وتكبدت قوات حفظ السلام الروسية خسائر أثناء وجودها في كاراباخ، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 20 سبتمبر/أيلول الماضي، أي بعد يوم على بدء أعمال القتال، عن سقوط قتلى بين أفراد حفظ السلام جراء تعرض سياراتهم لقصف أذربيجاني. وأعرب الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في اتصال هاتفي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن أسفه لما جرى، وقدم له اعتذارا.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، لقي فرد حفظ سلام مصرعه وأصيب آخران بجروح جراء انحراف عربة مدرعة روسية عن طريق جبلي.
أذربيجان تندد بـ"ضغوط" و"تهديدات" فرنسية
من جهة أخرى، نددت أذربيجان الأربعاء بـ"ضغوط" وتهديدات" تمارسها فرنسا على حد قولها، بعد يوم على استدعاء باريس سفيرتها لدى باكو "للتشاور" في ظل تدهور العلاقات الثنائية، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وأعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية في بيان أن "الجانب الأذربيجاني أكد مرارا لفرنسا أن لغة التهديد والضغوط لن تفضي إلى نتيجة، ويعلن مرة جديدة أنه سيتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحه القومية".
وتابع البيان أن "الخطوات التي يتخذها بلدنا وتصريحاته الرسمية تجاه فرنسا لم تكن سوى رد على نشاطات هذا البلد المدمرة" منددا بـ"حملة افتراءات".
وقالت الوزارة: "من الواضح أن أعمال فرنسا التي تسلح أرمينيا بكثافة وتشجع النزعة العسكرية في المنطقة، لا تخدم السلام".
واستدعت فرنسا سفيرها في باكو للتشاور بسبب ادعاءات بأن تصرفات أذربيجان تضر بالعلاقات بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إن باريس اتخذت هذه الخطوة بسبب "إجراءات أذربيجان الأحادية التي تضر بالعلاقات بين البلدين"، دون تفاصيل أكثر.
وذكر البيان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحث الموضوع مع سفير بلاده في باكو، وأنه يشعر بالحزن إزاء تصرفات أذربيجان، وأنه يتوقع من الأخيرة توضيح نيتها. وأشار البيان إلى أن الرئيس الفرنسي يدعم تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.
وتشهد العلاقات بين فرنسا وأذربيجان تدهورا منذ أشهر، واتّهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف باريس بدعم أرمينيا في النزاع الإقليمي بين يريفان وباكو حول منطقة كاراباخ.
وفي أوائل إبريل/نيسان، عبرت باريس عن أسفها لتمديد باكو التوقيف الاحتياطي لمواطن فرنسي متّهم بالتجسّس. وأكدت السلطات الفرنسية في مناسبات عدة رفضها "القاطع" لهذا الاتهام.
وبعد ثلاثة أسابيع على توقيفه، أعلنت باكو طرد اثنين من الدبلوماسيين الفرنسيين، قبل أن تعلن فرنسا في اليوم التالي عن إجراء مماثل.