رسالة من أمير الكويت للسيسي... محاولات مستمرة لإعلان المصالحة في القمة الخليجية

02 يناير 2021
وزير الخارجية الكويتي خلال لقائه الرئيس المصري اليوم (فيسبوك)
+ الخط -

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح، وذلك بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري وسفير دولة الكويت في القاهرة.

ونقل الوزير الكويتي للسيسي رسالة من أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، تضمنت "استعراض آخر التطورات المتعلقة بالمساعي والجهود الكويتية لتحقيق وحدة الصف العربي عبر التوصل إلى المصالحة".

وقال مصدر دبلوماسي مصري مطلع، لـ"العربي الجديد"، إن الرسالة الرسمية تأتي في سياق محاولات كويتية لإنجاز تقدم في ضم مصر إلى جهود المصالحة الرباعية مع قطر، ودفع السيسي لحضور القمة الخليجية المقررة بعد يومين في الرياض، تمهيدا للإعلان عن بنود تفصيلية في المصالحة.

الرسالة الرسمية تأتي في سياق محاولات كويتية لإنجاز تقدم في ضم مصر إلى جهود المصالحة الرباعية مع قطر

وأورد بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن السيسي أعرب عن "خالص التقدير والدعم للجهود الكويتية الصادقة والنابعة من النوايا الطيبة على مدار السنوات الماضية لتحقيق المصالحة المنشودة، بدايةً من المساعي المخلصة للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والتي واصلها الشيخ نواف الأحمد الصباح، وكذلك الدور المقدر للمملكة العربية السعودية بالإنابة عن المجموعة الرباعية"، مؤكداً "ثوابت السياسة المصرية لتحقيق التعاون والبناء ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، إلى جانب أهمية الالتزام بالنوايا الصادقة لتحقيق المصلحة المشتركة، وكذلك التكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي".

وأضاف البيان أنه "تم التوافق في ختام اللقاء على تكثيف التشاور والتنسيق المشترك بين مصر والكويت في هذا السياق خلال الفترة المقبلة، سعياً نحو التصدي لكل ما يهدد أمن واستقرار الدول والشعوب العربية، والحفاظ على الأمن القومي العربي".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وسبق أن قالت الخارجية المصرية إن "إنجاز مصالحة حقيقية بين دول الرباعي العربي وقطر يتطلب صدق النوايا، لتعود للعلاقات العربية خصوصيتها، وتزكي التضامن والحفاظ على المصالح المشتركة ومراعاة مبادئ الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتصدي لكل ما يُهدد أمن واستقرار الدول والشعوب العربية ويحافظ على الأمن القومي العربي".

وأضافت، في بيان ظهر الأربعاء الماضي حول مسألة قرب التوصل إلى مصالحة بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين مع قطر، أن "مصر دائماً ما تسعى لدعم الجهود الصادقة المبذولة للحفاظ على وحدة الصف العربي والتوصل إلى المصالحة، وبما يُعيد اللُحمة داخل البيت العربي ويُتيح المجال للتعاون البنّاء وحفظ مصالح كافة الأطراف".

وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول المنصرم، وبعد أربعة أيام من الصمت على التصريحات السعودية والقطرية والكويتية عن تقدم المفاوضات، قالت الخارجية المصرية إنها تأمل في أن تسفر "المساعي المشكورة من دولة الكويت" عن حل شامل يعالج أسباب هذه الأزمة كافة، ويضمن الالتزام بدقة وجدية بما سيتم الاتفاق عليه"، وأشادت "باستمرار الجهود المبذولة من أمير الكويت ودولة الكويت لرأب الصدع العربي وتسوية الأزمة الناشبة منذ عدة سنوات بين قطر ودول الرباعي العربي، وذلك في إطار الدور المعهود للكويت وحرصها الدائم على الاستقرار في المنطقة العربية، وذكرت أنه "انطلاقًا من مسئولياتها ووضعها فإنها تضع دائما في الصدارة الحفاظ على التضامن والاستقرار والأمن العربي".

وقبل هذا البيان بأيام معدودة، تلقى السيسي اتصالا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالتزامن مع اتصالات واسعة شاركت فيها واشنطن لدفع عملية المصالحة لإنهاء الأزمة الخليجية، واستطلاع مدى إمكانية مشاركة مصر في المصالحة مع قطر.

وقبل ذلك، احتلت الأزمة ومفاوضاتها صدارة نقاشات وزيري الخارجية المصري والسعودي ومساعديهما في الرياض مطلع الشهر، لكن ذلك الاجتماع لم يسفر عن تطابق وجهات النظر بين القاهرة والرياض، رغم التأكيد المعتاد على قوة العلاقات الثنائية ووحدة المواقف إزاء القضايا الإقليمية.

وأعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريحات صحافية الأسبوع الماضي، عدم وجود أي معوقات على المستوى السياسي أمام حل الأزمة الخليجية، وأن مناقشات المصالحة الأخيرة كانت مع السعودية فقط، لكن المملكة كانت تمثل بقية أطراف الأزمة.