- محمود عباس طالب الولايات المتحدة بالتدخل لمنع إسرائيل من مهاجمة رفح، مشيراً إلى توقعات ببدء الاجتياح ونزوح الفلسطينيين من القطاع.
- النقاشات بين البيت الأبيض وإسرائيل تناولت المخاوف الأميركية والهدف المشترك بهزيمة حماس، وسط جهود دبلوماسية بالتعاون مع قطر ومصر لوقف القتال وإطلاق سراح أسرى إسرائيليين.
أكد كيربي أن إسرائيل وافقت على بحث مخاوف ورؤى واشنطن بشأن رفح
كيربي: إسرائيل بدأت بالوفاء بالتزاماتها بشأن دخول المساعدات
أجرت واشنطن محادثات سابقة مع تل أبيب بشأن مخاوفها من عملية رفح
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، اليوم الأحد، إن إسرائيل وافقت على بحث مخاوف ورؤى واشنطن قبل اجتياح رفح في أقصى جنوب قطاع غزة. وأضاف خلال حديثه مع شبكة (إيه.بي.سي) أن إسرائيل بدأت في الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها للرئيس جو بايدن بشأن السماح بدخول المساعدات إلى شمال غزة. وتتزامن هذه التصريحات مع تنامي التفاؤل بالتوصل إلى صفقة، حيث تتجه الأنظار إلى رد حركة حماس على مقترح إسرائيلي جديد يوم غد الاثنين، في وقت نقل فيه موقع والاه الإسرائيلي عن مسؤول أميركي قوله إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأحد.
ويأتي هذا بعد أن قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في مؤتمر بالعاصمة السعودية الرياض، إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من مهاجمة مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. وأضاف عباس خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي أنه يتوقع أن تبدأ إسرائيل اجتياح رفح في غضون أيام، وهو ما سيدفع معظم الفلسطينيين إلى النزوح من القطاع. وتابع: "نناشد أميركا، الولايات المتحدة الأميركية، بالإيعاز أو الطلب من إسرائيل أن تتوقف عن عملية رفح (...) لأن أميركا هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تمنع إسرائيل من ارتكاب هذه الجريمة".
وفي 19 إبريل/نيسان الجاري، قال البيت الأبيض إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ناقشوا المخاوف الأميركية بشأن مسارات العمل المختلفة في رفح، لافتاً إلى أن إسرائيل وافقت على أخذ المخاوف الأميركية في الاعتبار ومناقشتها بشكل أكبر. وأشار البيت الأبيض، في بيان، إلى أن المسؤولين سيجتمعون مجدداً قريباً، لافتاً إلى أن الجانبين "اتفقا على الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس في رفح". وتابع قائلاً إن الاجتماع ضمّ المجموعة الاستشارية الاستراتيجية الأميركية الإسرائيلية، وعقده مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
وكان موقع أكسيوس الأميركي قد قال إن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل عقدتا اجتماعاً عن بُعد للتباحث في عملية عسكرية يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في رفح جنوبي قطاع غزة، وعارضتها واشنطن ودول غربية داعمة لتل أبيب بسبب كلفتها البشرية. ونقل الموقع الأميركي عن مسؤولين أميركيين نفيهم بشكل قاطع ما جرى تداوله في الفترة الأخيرة عن منح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لإسرائيل لاجتياح رفح مقابل عدم ردّها على الهجوم الإيراني الأخير.
وناقش البيت الأبيض على مدار عدة أيام فكرة دعوة وفد إسرائيلي لإجراء محادثات حول اجتياح رفح. وفي هذا الإطار، قال مسؤولون أميركيون إن "الحديث يدور عن محاولة لإجراء محادثات موضوعية وناجعة أكثر مع إسرائيل في هذه القضية، وليس فقط التراشق عبر وسائل الإعلام". ومع هذا، أعلن نتنياهو أنه شدد أمام الرئيس الأميركي أكثر من مرة عزمه على تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس في رفح، وأشار إلى أنه لا توجد طريقة أخرى للقيام بذلك إلا من خلال عملية عسكرية برية.
وتعمل الولايات المتحدة مع قطر ومصر على التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يوقف القتال بين إسرائيل وحماس، ويطلق سراح أكثر من 100 أسير إسرائيلي ما زالوا محتجزين في غزة، لكن الوسطاء يكافحون منذ أسابيع لتضييق الفجوات الواسعة بين الجانبين. ولم تتخذ إدارة بايدن حتى الآن أية خطوات من شأنها ردع إسرائيل عن شن حرب برية على رفح. وقالت الشبكة إن الولايات المتحدة لم تضع أي شروط على الدعم العسكري لإسرائيل، على الرغم من أن مسؤولي إدارة بايدن فكروا في حجب بيع بعض الأسلحة أو تأخيره.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".