وصف وزير الاتصال الجزائري السابق، عبد العزيز رحابي، اليوم الأحد، تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، عن مقطع من النشيد الوطني الجزائري، يتضمن ذكر فرنسا، بأنه "صادم وغير مناسب بقدر ما هو غير مقبول".
وأضاف رحابي في منشور له على تويتر أن "كاثرين كولونا تتمنى أن تكون لها أفضل العلاقات مع الجزائر، وفي نفس الوقت تشكك في قرار الجزائر السيادي بتوسيع استخدام نشيدها الوطني في ظل الظروف والشروط التي تختارها الحكومة الجزائرية".
1/3 تصريح الصادم وزيرة خارجية #فرنسا بشأن نشيدنا الوطني غير مناسب بقدر ما هو غير مقبول
— Abdelaziz Rahabi (@AbdelazizRahabi) June 18, 2023
كاثرين كولونا تتمنى أن تكون لها أفضل العلاقات مع #الجزائر وفي نفس الوقت تشكك في قرار الجزائر السيادي بتوسيع استخدام '' نشيدها الوطني في ظل الظروف والشروط التي تختارها الحكومة الجزائرية
كلام رحابي جاء رداً على تصريحات أدلت بها كولونا في مقابلة مع قناة فرنسية، مساء أول أمس الجمعة، قالت فيها إن النشيد الجزائري "تجاوزه الزمن، لا أريد التعليق على نشيد أجنبي، لكن هذا النشيد (الجزائري) كُتب عام 1956 في سياق وظرف الاستعمار والحرب، ويتضمن كلمات قوية تعني فرنسا"، معتبرة أن القرار الجزائري الأخير المتعلق باستخدام ترنيمة المقطع الثوري الموجه ضد فرنسا "يأتي في الوقت الذي قرر فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العمل مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون على إعطاء دفع جديد للعلاقات بين البلدين" في إشارة إلى زيارة ماكرون إلى الجزائر نهاية أغسطس/آب الماضي.
وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الجزائري، عبد الوهاب يعقوبي، والنائب عن الجالية الجزائرية في فرنسا، لـ"العربي الجديد" إن "النشيد الوطني الجزائري رمز تاريخي للأمة الجزائرية وهو مسألة سيادية للجزائر، لا يحق سياسياً لأي جهة التعليق على المسائل السيادية للجزائر"، مشيراً إلى أنه "يتعين على الجانب الفرنسي احترام القرار الجزائري، هناك ماض مؤلم بين البلدين ويعبر النشيد عن جزء منه، وهذا الألم ما زال مستمراً حتى الآن".
من جهتها، اعترضت "حركة البناء الوطني"، المشاركة في الائتلاف الحكومي، بشدة على تصريحات كولونا، مضيفة في بيان اليوم الأحد أن "تصريحات المسؤولة الفرنسية عن الشؤون الدبلوماسية في حكومة الرئيس الفرنسي ماكرون، استفزازية وغير مقبولة وهي تشكل خرقا صارخا للأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها".
وأضافت: "كما أنها تنتهك بشدة وبشكل صريح مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، معتبراً أن "مثل هكذا تصريحات من مسؤول فرنسي، في هذا المستوى من التمثيل للقرار الرسمي الخارجي، تتناقض في مضامينها مع الإرادة السياسية للمسؤول الأول بقصر الإليزيه لتعزيز علاقة فرنسا مع الجزائر، والتفاف مؤسف ومخيب على الإرادة لتجاوز الخلافات الراهنة والمضي في بناء علاقة جديدة".
ونبهت الحركة إلى أن "هذه النبرة الاستعلائية المردودة، وما تحمله مضامينها من محاولة المساس بسيادة القرار الوطني... تأتي في توقيت زمني يتّسم بالتوتر المقصود تدفع به الحملة العدائية المضللة التي تقودها بعض النخب والكيانات السياسية الفرنسية على الجزائر".
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أصدر، قبل أسبوعين، مرسوماً رئاسياً يثبت المقاطع الخمسة للنشيد الوطني بما فيها المقطع الثوري الذي يتوعد فيه الثوار الجزائريون فرنسا بالحساب، وكان هذا المقطع حُيّد من لائحة النشيد ومن الكتاب المدرسي عام 2007.
ويقول المقطع محل الجدل: "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب. وطويناه كما يطوى الكتاب. يا فرنسا إن ذا يوم الحساب، فاستعدي وخذي منا الجواب. إن في ثورتنا فصل الخطاب، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر".
ويحدد المرسوم الرئاسي الظروف والمناسبات التي يتم فيها التأدية الكاملة أو الترنيمة الجزئية للنشيد، الذي كتبه الشاعر الجزائري الراحل مفدي زكريا في السجن عام 1956، ولحنه الموسيقار المصري محمد فوزي.
وتمر العلاقات الجزائرية الفرنسية بفترة حرجة تتسم ببرودة لافتة، تجلت بتأخير زيارة كان مقرراً أن يقوم بها تبون إلى باريس بداية شهر مايو/أيار الماضي دون تحديد موعد جديد للزيارة.