استمع إلى الملخص
- تعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية للمعارضة، حيث تشكل عقدة وصل بين شمال البلاد وساحلها مع دمشق، وتضم مجتمعاً داعماً للثورة، مما يعزز موقف المعارضة العسكري والسياسي.
- يمتد ريف حمص الشمالي على مساحة كبيرة ويضم مدناً رئيسية مثل الرستن وتلبيسة، ويتميز بتركيبة ديمغرافية متنوعة، مما يجعله خاصرة غير آمنة للنظام.
يشهد ريف حمص الشمالي حراكاً في كل من مناطق الرستن وتلبيسة، وفق ما كشفت مصادر ميدانية في المنطقة لـ"العربي الجديد"، منذ إعلان فصائل المعارضة السورية المنضوية ضمن غرفة العمليات المشتركة معركة "ردع العدوان" اليوم الخميس، السيطرة على حماة. وأفادت المصادر بأن مقاتلي المعارضة استهدفوا أرتالاً عسكرية تابعة للنظام السوري أثناء انسحابها من مدينة حماة باتجاه حمص، مساء الخميس، بالتزامن مع إخلاء مواقع عسكرية في مدينة الرستن. ورد النظام بقصف مدفعي مكثف استهدف مدناً وبلدات في المنطقة، انطلاقاً من مواقعه العسكرية في حاجز ملوك وكلية الهندسة القريبة من الرستن.
خاصرة استراتيجية وميدان للحراك الثوري
الباحث السياسي محمد المصطفى، وهو من أبناء ريف حمص الشمالي، أوضح لـ"العربي الجديد" أهمية المنطقة من عدة جوانب، قائلاً إنه "منذ انطلاق الثورة السورية عام 2012، كان الريف الشمالي حاضناً بارزاً للحراك الثوري، بالتزامن مع انطلاقة الاحتجاجات في محافظة درعا". وأشار إلى أن "تنوع المنطقة الطائفي جعلها ساحة حساسة استخدمها النظام لصالحه، حيث استغل الولاءات الطائفية لتحويل بعض البلدات إلى مراكز عسكرية تقصف المدن الخارجة عن سيطرته"، مؤكداً أن "مجازر مثل مجزرة الحولة عام 2011 كانت جزءاً من سياسة النظام في تأجيج الانقسامات".
وأضاف المصطفى أن "المنطقة تعرضت لقمع شديد، خاصة قبيل اتفاق التسوية عام 2018، الذي انتهى بتهجير آلاف السكان إلى شمال غرب سورية. وتبع ذلك إجراءات انتقامية من قبل النظام، تمثلت في حملات اعتقال وتجنيد إجباري"، لكنه أكد أن "عودة الحراك الثوري في المنطقة اليوم يمثل فرصة استراتيجية للمعارضة، إذ تمكن أن تساهم في تقدمها باتجاه مدينة حمص، التي تشكل عقدة استراتيجية مهمة بين شمال البلاد وساحلها مع العاصمة دمشق".
ويعد ريف حمص الشمالي نقطة استراتيجية للمعارضة السورية، وهو يضم مدناً ومناطق مهمة هي الرستن وتلبيسة والحولة، وهي ذات بعد استراتيجي وفيها مجتمع داعم للثورة، الأمر الذي يساهم في تعزيز الموقف العسكري والسياسي لها.
الريف الشمالي: أهمية عسكرية وجغرافية
من جهته، أوضح الباحث في مركز جسور للدراسات، رشيد حوراني، لـ"العربي الجديد"، أن "الريف الشمالي لحمص كان دائماً يشكل خاصرة غير آمنة للنظام، حتى بعد اتفاقات المصالحة عام 2018". وأشار إلى أن "استمرار المعارضة في نشاطها هناك عرقل سيطرة النظام التامة على المنطقة، وأدى إلى حالة من الاضطراب الأمني المستمر".
ولفت حوراني إلى "الأهمية الاستراتيجية للريف الشمالي، حيث يمر الأوتوستراد الدولي حمص-حلب عبره، مما يجعل السيطرة عليه محورية بالنسبة للنظام والمعارضة على حد سواء". وأكد أن "هذه المنطقة شكّلت عائقاً كبيراً للنظام خلال سيطرة المعارضة عليها قبل 2018، مما دفعه إلى استخدام طرق بديلة للوصول إلى مناطق سيطرته في شمال حلب".
ويمتد ريف حمص الشمالي على مساحة تتراوح بين 300 و350 كيلومتراً مربعاً، متصلاً جغرافياً بمحافظة حماة شمالاً ومنطقة الحولة غرباً. ويضم مدناً رئيسية مثل الرستن وتلبيسة والحولة، إلى جانب عشرات القرى والمزارع. ويقطنه نحو نصف مليون نسمة، وفق دراسة للمؤسسة السورية للدراسات الاستراتيجية، ويمتاز بتركيبة ديمغرافية غنية تجمع بين العرب والتركمان والطوائف المتنوعة من المسلمين والمسيحيين.