العميد أحمد رحال: تلقيت مئات رسائل التهديد وأنتظر الحماية من تركيا والمعارضة السورية

23 مايو 2021
ذكر رحال أنه لم يتلق أية إجابات من الحكومة التركية أو من المعارضة السورية (تويتر)
+ الخط -

 

أكد العميد المنشق عن النظام السوري أحمد رحال، اليوم الأحد، أنه ما زال يتلقى تهديدات من فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" التابعة لـ"الجيش الوطني"، التي يتزعمها محمد جاسم المعروف بـ"أبو عمشة"، وأنه لم يتلق أية تطمينات من الحكومة التركية أو المعارضة السورية.

وقال رحال في حديث مع "العربي الجديد" إنه تلقى مئات الرسائل من "جماعة أبو عمشة" تشتمه وتهدده بالتصفية الجسدية، مشيرا إلى أنه لم يتلق أية إجابات من الحكومة التركية أو من المعارضة السورية بعد أن طلب منهما حمايته.

وذكر رحال أنه تلقى رسالة من "أبو عمشة" شخصيا يهدده فيها بأن هناك ألف شخص مستعدين لقتله على باب بيته. وأضاف أن "أبو عمشة" تحدث مع أحد أقاربه قائلا: "حتى لو تمكن من الخروج من السجن، فهذه ليست مشكلة. صار حقو 5000 دولار عند المافيات".

كما أعلن عن وصول تهديد إليه قبل 3 أيام بأنه من الممكن أن يحضر لعنده أشخاص بحجة استدعائه للسلطات التركية، وينقلوه إلى داخل سورية. كما شملت التهديدات خطف ابنته الصغيرة وتهديد زوجته. 

وأوضح أن أحدا من الحكومة التركية لم يتواصل معه، رغم أنه أبلغ المعنيين بهذه التهديدات، وكذلك المعارضة السورية بمختلف تشكيلاتها، مشيرا إلى أنه أبلغ رئيس الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري ورئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف يحيى مكتبي، لكنه لم يتلق أي رد منهم. 

وأضاف أن "فصيل أبو عمشة يتبع للجيش الوطني التابع لوزارة الدفاع، والتي تتبع بدورها للحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، وعلى الأخير، وهذه الهيئات يجب أن يكون لها موقف من هذه التهديدات الصادرة عن جهة تتبع لهم".

التهديدات تأتي من مئات الأرقام الهاتفية بواسطة من وصفهم بـ"شبيحة أبو عمشة"

وأوضح العميد المنشق عن النظام السوري أن التهديدات تأتي من مئات الأرقام الهاتفية بواسطة من وصفهم بـ"شبيحة أبو عمشة"، مشيرا إلى أنه خلال الساعات الماضية كانوا يرسلون "عبارات تعبر عن أصلهم من عبارات الشتم والسباب والكلمات البذيئة"، وأرسل لـ"العربي الجديد" نماذج منها، تعتذر "العربي الجديد"، عن نشرها بسبب طبيعة محتواها الهابط.

وأضاف رحال أنه لا يستغرب "من تلك الحثالات ما يرسلون، فكل إناء ينضح بما فيه، لكن أستغرب أن هناك من لا زال يصدق أن هؤلاء الشبيحة يحسبون على الثوار"، معربا عن أسفه على "ثورة أعظم شعب بالتاريخ يتصدرها أوسخ حثالة بالتاريخ"، حسب وصفه.

وقال إن "شبيحة أبو عمشة" باتوا يتهمون الأهالي بالانتماء إلى داعش أو الوحدات الكردية من أجل الاستيلاء على أموالهم ومنازلهم، مستغلين تحكمهم بالسلطات الأمنية والقضائية في آن واحد. وأكد أنه لا يوجد لديه خلاف شخصي مع" أبو عمشة" أو فصيله، لكن أسباب التوتر ناجمة عن إبرازه انتهاكات ذلك فصيل ضمن ما ينشره من انتهاكات ضد المدنيين في سورية عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشدد على أن انتقاداته لتلك الانتهاكات لا تعني أن الجيش الوطني فاسد بالمجمل، وكذلك الأمر بالنسبة للقضاء والأجهزة الأمنية، مضيفاً أنه "للأسف بات الفاسدون هم الفئة المسيطرة حالياً في تلك المؤسسات". واعتبر أن محاكمته تندرج في إطار سياسة تكميم الأفواه التي تحاول فضح أولئك الفاسدين وما يرتكبونه من انتهاكات بحق المدنيين.

 وكانت السلطات التركية اعتقلت منتصف أغسطس/ آب العام الماضي العميد رحال لمدة شهرين ونصف تقريبا لأسباب لم تعلن عنها، فيما يعتقد أنها ترجع إلى نتيجة تقارير أمنية رفعت ضده من قبل قياديين في فصائل الجيش الوطني الذي تدعمه تركيا، وخاصة ما يتعلق بحديثه المتكرر على القنوات الفضائية عن فساد تلك الفصائل وقادتها، وهو ما دعا القياديين للشكوى عليه للسلطات التركية.

كما طالبت أمس السبت "فرقة السلطان سليمان شاه" المعروفة باسم "العمشات" نسبة إلى قائدها أبو عمشه، تركيا بتسليم العميد رحال، إلى محكمة إعزاز، بسبب التشهير بقائد الفصيل وانتقاده" لـ "الجيش الوطني". وفي بيان لها، طلبت الفرقة من تركيا تسليم العميد رحال للقضاء العسكري التابع لـ"الجيش الوطني"، وذلك بناء على حكم غيابي عن المحكمة العسكرية التابعة للفصائل.

وبحسب البيان، فقد صدر في وقت سابق حكم غيابي بالسجن لمدة 3 سنوات بحق العميد رحال، وذلك "لتطاوله وتحقيره لمؤسسة الجيش الوطني، وتشويه صورة فرقة سليمان شاه وأبو عمشة، وظهوره على القنوات المعادية للثورة السورية".

والعميد الركن أحمد رحال ضابط سابق في القوات البحرية السورية، ومدرس في الأكاديمية العليا للعلوم العسكرية السورية، انشق عن نظام بشار الأسد في أكتوبر/ تشرين الأول 2012، وانخرط في العمل العسكري عند انشقاقه، ثم ما لبث أن تحول إلى العمل الإعلامي، نتيجة تهميش دور الضباط المنشقين واستبعاد معظمهم عن العمل العسكري المباشر، ليصبح أحد أبرز المحللين العسكريين السوريين.

 

المساهمون