رئيس وزراء باكستان يتهم ماكرون بـ"مهاجمة الإسلام"

25 أكتوبر 2020
خان: تصريح ماكرون سيبث الانقسام (توماس كوهلر/ Getty)
+ الخط -

اتهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الأحد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"مهاجمة الإسلام"، بعد أن انتقد "الإسلاميين" ودافع عن نشر رسوم كاريكاتورية تصور النبي محمد.

وتأتي تعليقات خان في أعقاب تصريحات أدلى بها ماكرون الأسبوع الماضي، بعد قطع رأس مدرس للغة الفرنسية بالقرب من باريس لعرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد أمام تلامذته في درس عن حرية التعبير.

وقطع رأس الأستاذ الفرنسي شاب روسي شيشاني متطرّف بسبب عرضه على تلاميذه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد خلال درس عن حرية التعبير.

وقال ماكرون إن المدرّس صامويل باتي "قتل لأن الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا ويعرفون أنّهم لن يحصلوا على مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثله".

تأتي تعليقات خان في أعقاب تصريحات أدلى بها ماكرون الأسبوع الماضي، بعد قطع رأس مدرس للغة الفرنسية بالقرب من باريس لعرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد أمام تلامذته في درس عن حرية التعبير

 

وفي سلسلة من التغريدات، قال خان إن تصريح ماكرون سيبث الانقسام.

وكتب خان: "هذا هو الوقت الذي كان يمكن فيه للرئيس ماكرون أن يضفي لمسة علاجية ويحرم المتطرفين من المساحة بدلاً من خلق مزيد من الاستقطاب والتهميش الذي يؤدي حتماً إلى التطرف".

وتابع: "من المؤسف أنه اختار تشجيع الإسلاموفوبيا من خلال مهاجمة الإسلام بدلاً من الإرهابيين الذين يمارسون العنف، سواء كانوا مسلمين أو متشددين بيضاً أو من حاملي الأيديولوجية النازية".

وكان ماكرون أثار جدلاً واسعاً في وقت سابق من هذا الشهر عندما قال إنّ الإسلام "ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم".

وأصبح مدرس اللغة الفرنسية هدفاً لحملة كراهية عبر الإنترنت بسبب اختياره مواد الدرس، وهي الصور التي أدت إلى هجوم من قبل متشددين على مكاتب ناشرها الأصلي مجلة شارلي إيبدو الساخرة في يناير/ كانون الثاني 2015.

وقال خان "من خلال مهاجمة الإسلام، ومن الواضح أنه من دون أي فهم له، هاجم الرئيس ماكرون وأضر بمشاعر ملايين المسلمين في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم".

وفي خطاب أمام الأمم المتحدة الشهر الماضي، انتقد خان شارلي إيبدو لإعادة نشر الرسوم، قائلاً إن "الاستفزازات المتعمدة" يجب "حظرها عالمياً".

بدوره، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن الإسلام والرئيس التركي، إذ قال: "ذاك الشخص الذي على رأس فرنسا فقد صوابه في الآونة الأخيرة، فهو ينشغل بأردوغان ليلًا ونهارًا". وتابع مخاطبًا ماكرون: "انظر إلى نفسك أولًا، والمكان الذي تسير إليه".

 

وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي يعاني من مرض، وعليه الخضوع لاختبار طبي.

وفي سياق آخر، أعرب الرئيس التركي عن رفضه تهديدات الولايات المتحدة بشأن استخدام بلاده منظومة "إس-400" الدفاعية الروسية، متحدياً واشنطن بالقول "أنتم لا تعرفون مع من تتعاملون".

وفي كلمة بمؤتمر لحزب العدالة والتنمية بولاية ملاطية، قال أردوغان مستنكراً التهديدات: "لسنا دولة قبلية، بل تركيا".

 

تنديد فرنسي

إلى ذلك، ندّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بما سمّاه "رغبة (تركية) في تأجيج الكراهية" ضد فرنسا ورئيسها، مشيراً إلى أن السفير الفرنسي لدى أنقرة سيعود إلى باريس "للتشاور" اعتباراً من الأحد.

وانتقد وزير الخارجية على متن طائرة كانت تقلّه إلى مالي "سلوكاً غير مقبول من جانب دولة حليفة".

وقال لودريان في بيان: "في غياب أي تنديد رسمي أو تضامن من جانب السلطات التركية بعد الاعتداء الإرهابي في كونفلان سانت-أونورين، باتت تُضاف منذ بضعة أيام دعاية كراهية وافتراء ضد فرنسا"، وفق "فرانس برس".

وأشارت فرنسا إلى انعدام التضامن من جانب بعض الدول الأخرى، بعد قتل صامويل باتي. 

وندّد لودريان أيضاً بـ"إهانات مباشرة ضد الرئيس (إيمانويل ماكرون) تم التعبير عنها في أعلى مستويات الدولة التركية". وأضاف أن "السفير الفرنسي لدى تركيا (إيرفي ماغرو) استُدعي ويعود إلى باريس اعتباراً من الأحد 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 للتشاور".

وأعلنت الرئاسة الفرنسية السبت استدعاء سفيرها لدى أنقرة.