رئيس هيئة الانتخابات التونسية يدافع عن نتائج الاستفتاء ويتوعّد بمقاضاة مروّجي اتهامات التزوير

02 اغسطس 2022
فاروق بوعسكر: نتائج الاستفتاء صحيحة ونسبة المشاركة عالية (Getty)
+ الخط -

 

أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فاروق بوعسكر، اليوم الثلاثاء، أن نسبة المشاركة في الاستفتاء كانت 30.5 بالمائة من الناخبين، وأن العدد المعلن عنه 2830094 ذهب فعلاً إلى صناديق الاقتراع، مشدداً على أنه يتحدى كل من يقول عكس ذلك.

وأُسدل الستار على عملية الاستفتاء التي شهدتها تونس، يوم الاثنين 25 يوليو/تموز الماضي، للتصويت على مشروع الدستور الذي قدّمه الرئيس التونسي قيس سعيّد، ويحاول من خلاله تدعيم سلطاته وصلاحياته، وانتهت بنتيجة ضعيفة، في ظل حركة مقاطعة واسعة من الطيف السياسي.

وقال بوعسكر في مؤتمر صحافي للهيئة اليوم إن شركات سبر الآراء قدمت تقريباً الأرقام نفسها حتى قبل الإعلان عن النتائج، وهو ما يؤكد صحتها.

ولفت إلى أن تونس دولة قانون ومؤسسات، قطعت مرحلة التزوير بعد الثورة، ومن يعترض عليه أن يتوجه إلى القضاء، المخول الوحيد للتثبت من النتائج.

وأشار إلى أن الهيئة ستتقدم بقضايا ضد كل من تعرّض لأعضائها بهتك الأعراض واتهمها بتزوير نتائج الاستفتاء، "وعلى كل من قام بذلك أن يتحمل مسؤوليته أمام القضاء".

واعتبر رئيس الهيئة أن "التشكيك وصل إلى مستويات غير مقبولة بالمرة"، مشيراً إلى أن هيئة الانتخابات "تحترم حرية التعبير، لكن أن يتحول الأمر إلى سب وشتم واتهام بالتزوير فغير مقبول وسنتوجه إلى القضاء".

وقال بوعسكر إن الهيئة تلقت ثلاثة طعون حول إخلالات رافقت حملة الاستفتاء على مشروع الدستور، الأول من حزب آفاق تونس، والثاني من حزب الشعب يريد، والثالث من منظمة "أنا يقظ"، مشيراً إلى أن هذه الطعون لم تتعلق بنتائج التصويت.

ودافع بوعسكر عن نسبة المشاركة معتبراً أنها تضاهي نسبة التصويت في الانتخابات التشريعية 2019 وتفوق المشاركة في الانتخابات البلدية في 2018، وقارن بينها وبين بعض الاستفتاءات الجزئية التي أقيمت في بعض الدول الأجنبية، معتبراً أن نسبة المشاركة في تونس "منطقية وعالية"، خصوصاً أن الاستفتاء جرى في فصل الصيف في ظل ارتفاع الحرارة وأثناء العطلة الصيفية، وبرغم ذلك فقد كانت المشاركة مهمة.

من جانبها، قالت شيماء عيسى، عضو جبهة الخلاص المعارضة، إن "هيئة الانتخابات انحازت إلى مشروع الرئيس سعيد الذي يكرس الحكم الفردي بنقدها للأطراف المشككة في نتائج الاستفتاء في وقت هي من قدمت أرقام متضاربة ومغلوطة تثير الشكوك حول نزاهة العملية الانتخابية برمتها".

وأضافت عيسى، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هيئة الانتخابات التي يقودها فاروق بوعسكر تحولت إلى إحدى أدوات نظام الرئيس سعيد وعملت على التلاعب بأرقام المشاركة في الاستفتاء من أجل بلوغ نسبة المشاركة التي أعلن عنها رسميا".

واعتبرت عيسى أن "هذه الهيئة غير مستقلة بالمرة وتعمل تحت وصاية سلطة النظام ما قد يجعلها لاحقا محل مساءلة قضائية".