بحث رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة، اللواء الركن يوسف الحنيطي، الأحد، في عمّان مع وزير الدفاع في النظام السوري، رئيس أركان الجيش السوري، علي أيوب، التنسيق الأمني والأوضاع في الجنوب السوري.
ووفق بيان مقتضب نشره الموقع الرسمي للقوات المسلحة الأردنية، فقد تم خلال اللقاء بحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها "تنسيق الجهود لضمان أمن الحدود المشتركة بين البلدين، والأوضاع في الجنوب السوري، ومكافحة الإرهاب، والجهود المشتركة لمواجهة عمليات التهريب عبر الحدود وخاصة تهريب المخدرات".
وبحسب البيان، جاء اللقاء "في إطار الحرص المشترك على زيادة التنسيق في مجال أمن الحدود بما يخدم مصالح البلدين"، مشيرا إلى "استمرار التنسيق والتشاور المستقبلي إزاء مجمل القضايا المشتركة".
ويسعى الأردن إلى تجاوز تأثيرات الأزمة السورية عليه، عبر كبار الحلفاء الدوليين، وتحديداً الولايات المتحدة وروسيا والتنسيق المباشر مع النظام السوري، للخروج من الأزمة الاقتصادية والهواجس الأمنية التي يمرّ بها، خصوصاً مع اشتعال المواجهة في محافظة درعا، جنوبي سورية، قرب الحدود الشمالية للمملكة.
وبحث الملك الأردني عبد الله الثاني، نهاية أغسطس/آب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الشأن السوري، خاصة التطورات في الجنوب (درعا)، حيث أكد الجانبان على أهمية العمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بما يضمن وحدة أراضي سورية وسيادتها والعودة الآمنة للاجئين
وتتخذ العلاقات بين الأردن والنظام السوري مسار العودة السريعة، خلال الأونة الأخيرة، في ظلّ واقع يظهر أن الأردن الرسمي والقطاع التجاري والصناعي يستعجل عودتها، وهو ما بدا مع إعلان إعادة التشغيل الكامل لمركز جابر الأردني (نصيب من الجهة السورية) الحدودي.
وخلال الأسبوع الماضي، شارك وزير النفط والثروة المعدنية في النظام السوري بسام طعمة في اجتماع رباعي في عمان حول "خط الغاز العربي"، ضم وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي ووزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، ووزير الطاقة والمياه اللبناني ريمون غجر.
ومن المفترض أن ينقل الغاز عبر ما يُعرف بـ"الخط العربي"، من الحدود الأردنية جنوباً إلى وسط سورية ومنها إلى محطة لقياس الكمية قرب الحدود اللبنانية السورية ثم إلى لبنان.
ويتضح حجم الرغبة في عودة العلاقات الرسمية بين الطرفين، وسط بروز عدد من المؤثرات على العلاقة الأردنية السورية منذ بدء الثورة عام 2011 حتى الآن وتحديد مسارها، وفقاً للمتغيرات في الداخل السوري، ومواقف الدول الإقليمية والدولية. وفي الوقت نفسه لا يمكن إغفال الجغرافيا، بسبب ارتباط الأردن بحدود طولها 375 كيلومتراً مع سورية، فضلاً عن التعقيدات الأمنية التي سادت طيلة العقد الماضي. ويعتبر الأردن وفق ما يكرر مسؤولوه أنه تحمّل جزءاً كبيراً من أعباء ما حدث بسورية عبر تدفق اللاجئين، وأن المجتمع الدولي لم يقدّم فعلياً الدعم الكافي.
ومهّد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع قناة "سي أن أن" في يوليو/تموز الماضي، لعودة العلاقات بقوله: "إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لديه شرعية والنظام موجود ليبقى"، موضحاً أن "هناك استمرارية لبشار الأسد في الحكم، والنظام ما زال قائماً ولذلك علينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا: هل نبحث عن تغيير النظام أم تغيير السلوك؟".