غادر رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، اليوم الاثنين، عدن متوجها إلى العاصمة الإماراتية، في زيارة "غير رسمية"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ". وأوضحت الوكالة أن الزيارة ستستغرق عدة أيام، وتشمل أيضا المملكة العربية السعودية.
وقالت الوكالة إنه من المتوقع أن يجري العليمي، على هامش زيارته، "لقاءات مع المسؤولين الإماراتيين حول سبل تعزيز العلاقات والدفع بها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات، كما قد يبحث الإجراءات المطلوبة لاستكمال تخصيص الوديعة الإماراتية السعودية للبنك المركزي اليمني، والتدخلات المشتركة في القطاعات الخدمية والإنمائية، وسبل التنسيق بين الجانبين لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وخصوصاً جهود تأمين طرق الملاحة الدولية التي تضطلع فيها الإمارات بدور رائد في المنطقة"
وتعد هذه ثاني زيارة لرئيس المجلس الرئاسي إلى أبوظبي خلال أربعة أشهر هي كل عمر المجلس إذ كانت الأولى مطلع مايو/ أيار الماضي.
وقال مصدر مطلع على أجندة الزيارة لـ"العربي الجديد" إن هذه الزيارة تأتي بهدف تسوية الخلافات التي تضرب المجلس الرئاسي، لا سيما بعد أحداث شبوة الأخيرة، والمواجهات بين القوات المدعومة من الإمارات والقوات الحكومية بالمحافظة.
وأشار إلى أنه "ورد في خبر الوكالة أن الزيارة غير رسمية، ما يعني أن العليمي لن يلتقي كبار مسؤولي الدولة، ولكن ضباط معنيون بالملف اليمني على الأرجح".
من جهته، قال الكاتب والباحث السياسي اليمني الدكتور علي الذهب لـ"العربي الجديد" إن "الزيارة تتعلق بأحداث شبوة الأخيرة والتطورات التي قد تمتد إلى محافظة حضرموت شمالاً والمهرة شرقاً، بخصوص الحضور العسكري التابع للمنطقة العسكرية الأولى".
وتصاعدت دعوات الأطراف الموالية للإمارات عقب سيطرتها على شبوة، للمطالبة بطرد قوات المنطقة الأولى من وادي حضرموت، وإحلال قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بالانفصال مكانها، بحجة أنها "قوات احتلال"، كونها تنتمي لمختلف مناطق البلاد وليست من المحافظات الجنوبية فقط.
وأضاف الذهب "أعتقد أن ما يثار بشأن تغيير محافظ شبوة عوض الوزير (الموالي للإمارات) وبعض القيادات العسكرية والأمنية سيكون محل نقاش ومداولات بين المجلس الرئاسي وقطبي التحالف، وأعتقد أيضاً أنه ستمارس ضغوط من قبل التحالف تجاه المجلس للإبقاء على المحافظ عوض الوزير لأنه يمثل الضمانة الأكبر للمحافظة على التحول الذي حققه في المحافظة".
يُذكر أن حزب الإصلاح الإسلامي والشريك في الحكومة، طالب عقب مواجهات شبوة وتدخل الطيران الأربعاء الماضي، بتغيير المحافظ العولقي الذي حمّله مسؤولية ما وصفه بـ"الفتنة" واتهمه بالتحشيد من خارج المحافظة لقتال الجيش والأمن بالمدينة، ملوحاً بتعليق مشاركته في مؤسسات الدولة في حال عدم معالجة أحداث شبوة.
وقال الكاتب الذهب "في كل الأحوال هذه الزيارة لن تثمر كثيرا فيما يخدم القضية اليمنية بقدر ما تخدم الأطراف الدولية والإقليمية، لأن استقرار هذه المناطق وخضوعها تحت وكلاء للأطراف الإقليمية من شأنه ضمان مصالح دول ومصالح الأطراف الأخرى المرتبطة بها، خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تتأثر مصالحها فيما يخص تدفق النفط والغاز من محافظتي شبوة ومأرب إلى بحر العرب".
ويتشكل المجلس الرئاسي، الذي أعلن عنه في السابع من إبريل/ نيسان الماضي لتولي الحكم خلفا للرئيس السابق عبدربه منصور هادي، من مختلف المكونات المتباينة والمناوئة للحوثيين.
وفي الآونة الأخيرة، اشتدت الخلافات بين أعضاء المجلس على خلفية ما يعتبره البعض استحواذ طرف متمثل في المجلس الانتقالي على قراراته، وغياب التوافق بين مكوناته المختلفة، والتي برزت بوضوح في التعيينات الأخيرة في الجيش والأمن والقضاء.
وغادر جميع أعضاء المجلس عدن، وتغيبوا عن الاجتماعات، باستثناء رئيس المجلس وعيدروس الزبيدي، اللذين عقدا أخيراً اجتماعات ولقاءات منفردين.
وتصاعدت أصوات يمنية تتساءل عن مصير التوافق المنصوص عليه في اتفاقية نقل السلطة ومشروعية القرارات المتخذة، في ظل غياب جل الأعضاء، فيما توقف مراقبون عند عقد الزبيدي في الأيام الأخيرة لقاءات تحت علم الانفصال، وقد نشرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أخبارها للمرة الأولى.
كما أعلن محافظ سقطرى، التابع للانتقالي والمعيّن من مجلس الرئاسة، رأفت الثقلي، يوم الأحد، أن "الوحدة انتهت وللأبد"، في ظل مظاهر احتفال صاخبة من قبل الانفصاليين على وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الخطوات.
وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح قد غادر عدن إلى المخا أواخر مايو/أيار الماضي، عقب اعتداء قوات تابعة للانفصالين عليه في مقره بقصر معاشيق، ليلة عيد الوحدة اليمنية "22 مايو" وإنزال علم الوحدة، ومن المخا شارك في عدد من الاجتماعات عبر الفيديو، بالإضافة إلى عضو المجلس أيضا سلطان العرادة، الذي غادر عدن بعد وقت قصير من وصوله إليها أواخر إبريل/ نيسان، واستقر في مأرب، قبل أن تعزو أنباء ذلك لاحتجاجهما على طريقة إدارة المجلس وسيطرة أطراف على القرار فيه.
والأسبوع الماضي، ومع اشتداد الصراع بين أعضاء المجلس، غادر عثمان مجلي إلى تركيا في زيارة لأهله المقيمين هناك، وفق المصدر المطلع الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، فيما غادر عضو المجلس الآخر عبدالله العليمي إلى الأردن في رحلة علاجية يوم الخميس الماضي، غداة سيطرة حلفاء الإمارات على محافظة شبوة التي ينتمي إليها.
مع العلم أن مصدراً مقرباً منه كان قد قال قبل أيام لوكالة "رويترز" إن العليمي قدم استقالته لرئيس المجلس، عقب أحداث شبوة، لكن جرى إقناعه بالعدول عنها.
وقبل يومين غادر أبو زرعة عبدالرحمن المحرمي عدن أيضا واتجه إلى دولة الإمارات، فيما يتنقل عضو المجلس عوض البحسني منذ الإعلان عن المجلس بين حضرموت والعاصمة السعودية، بعد زيارة عدن لأداء القسم أواخر إبريل/نيسان.