رئيس لجنة تصفية صفوف "طالبان" لـ"العربي الجديد": طردنا 4350 مسلحاً من الحركة

24 فبراير 2022
حكيمي: استخباراتنا تراقب تحركات المطرودين من الحركة (العربي الجديد)
+ الخط -

إثر سيطرة "طالبان" على العاصمة الأفغانية كابول في أغسطس/آب الماضي، ازدادت الشكاوى من الحركة، خصوصاً أن العفو العام الذي أعلنته بحق كل من عمل في الحكومة السابقة، لم يمنع استمرار عمليات المداهمة والأسر والقتل.

ودفعت تلك الشكاوى إلى تشكيل كيان جديد تحت اسم لجنة تصفية صفوف "طالبان" بقيادة القيادي في الحركة المولوي لطيف الله حكيمي، الذي يشغل منصب المفتش العام في وزارة الدفاع في حكومة "طالبان"، بالإضافة إلى كونه رئيس لجنة مراقبة شؤون المطارات الأفغانية. وأشار حكيمي، في مقابلة مع "العربي الجديد"، إلى أنه في إطار آلية عمل اللجنة، تم طرد 4350 مسلحاً من الحركة، لأسباب مختلفة.

*متى تم تشكيل لجنة تصفية صفوف "طالبان، وما هي الدوافع الأساسية التي كانت خلف هذا الأمر؟

ــ كما تعلمون أن حركة "طالبان"، منذ نشأتها بيد المؤسس الملا عمر مجاهد في العام 1994 كانت مشغولة بالحرب، خاصة خلال العقدين الماضيين، حيث كان الاهتمام ينصبّ على إخراج المحتل من البلاد.

تم تشكيل لجان في كل ولاية لإعادة النظر بأوضاع جميع مسلحي طالبان

لكن إلى جانب ذلك، فقد كانت هناك برامج تربوية، ولجنة خاصة تعمل على تربية المسلحين من الناحية الاجتماعية والأخلاقية. إلا أن الأمور لم تكن منظمة كما يجب، بحكم استمرار الحرب.

وعندما سيطرت "طالبان" على كابول في 15 أغسطس الماضي، بدأت الحركة تفكر بترتيب صفها الداخلي، إلى جانب تسيير أمور البلاد. وأدى ارتفاع وتيرة الشكاوى المقدمة من قبل المواطنين، إلى مخاوف من خلق فجوة بين الشعب وقيادة "طالبان"، خصوصاً أن هذا الأمر أظهر أن بعض مسلحي الحركة يخالفون إعلان زعيمها الملا هبة الله أخوند زادة العفو العام، وسياسة الحركة، التي اتبعتها منذ اليوم الأول (للسيطرة على البلد)، بالتعامل بالحسنى مع جميع أبناء الشعب.

بالتالي قررت حكومة "طالبان" في 25 سبتمبر/أيلول الماضي تشكيل لجنة خاصة لتصفية ومراجعة صفوف الحركة، ووكلتني برئاستها، إلى جانب مسؤولياتي الأخرى. ولدي نائبان من وزارة الداخلية والاستخبارات، بالإضافة إلى عدد من القادة الأمنيين في الحركة. وبدأنا العمل، في 27 سبتمبر الماضي، بشكل متزامن في العاصمة وجميع الولايات الأفغانية.

*ما هي آليتكم في عملية تنقية الصفوف؟

ــ بعد تشكيل اللجنة قمنا، بناء على تكليف الحكومة، بوضع آلية من 23 مادة، لكن مجلس الوزراء قرر، بعد التباحث بشأنها، جعلها ملخصة في 12 مادة.

تم أخذ ضمانات من المطرودين من "طالبان" بعدم الانضمام إلى حركة مناوئة

إثر ذلك، قمنا بتشكيل لجان محلية في كل ولاية، مكونة من أربعة مسؤولين أمنيين، كي تعيد النظر بأوضاع جميع مسلحي "طالبان"، والتثبت من هويتهم، وماذا كانوا يعملون طيلة السنوات الماضية. وكان رئيس الاستخبارات في كل ولاية يترأس اللجنة، ويقدم تقريراً مفصلاً كل أسبوع إلى اللجنة المركزية، فيما قام مسؤولون في اللجنة المركزية بزيارة الولايات من أجل مراقبة سير العملية.

يمكنني أن ألخص عمل اللجنة بأربع مراحل، هي ترتيب تشكيلتها الداخلية مع وضع الآلية، ثم معرفة المندسين لصفوف الحركة عبر التثبت من هوية مسلحي الحركة، ومن ثم التحقق بشكل كامل من موضوع المندسين، بالاعتماد على الاستخبارات، وأخيراً طرد المندسين ومراقبتهم بشكل دائم، وترتيب أوضاع (باقي) مسلحي الحركة.

*كم كان عدد المسلحين الذين تم طردهم؟

ــ تمكنت لجنة تصفية صفوف "طالبان" من التثبت من خلفيات جميع مسلحي الحركة، ويبلغ عددهم 80 ألفاً، بينما تم طرد 4350 مسلحاً، بعضهم كانوا أعضاء في "طالبان"، ولكن قاموا بشكل متواصل بمخالفة سياسات الحركة، وبعضهم تسلل إلى صفوفها بعد السيطرة على كابول من أجل الوصول إلى مصالحهم الشخصية.

كما تم طرد 150 مسلحاً، لأنهم كانوا أطفالا. وكان من القوانين التي وضعناها ألا يكون عمر المجند في "طالبان" أقل من 18 سنة. وعندما اكتشفنا أن هناك 150 شخصاً أعمارهم أقل من 18، تم إبعادهم عن صفوف الحركة.

*ما كانت آليتكم لمعرفة "المتسللين" لصفوف الحركة؟

ــ كنا نعتمد على ثلاث ركائز، وأساسها التقارير الاستخباراتية للحركة بشكل أساسي، والتي كانت تقدم لنا بشكل متواصل، في حق من يخالف سياسات "طالبان".

سيتم تشكيل لجنة أخرى من أجل مراقبة جميع مسلحي طالبان

كما اعتمدنا بشكل كبير على مشاوراتنا مع القبائل في كل الولايات، خصوصاً أنه من المعروف أن النظام القبلي في أفغانستان قوي جداً، ونحن نحترم هذا النظام. وثالثاً من خلال التثبت من الهويات، ومعرفة خلفيات المسلحين، وأين كانوا طيلة السنوات الماضية، وتحت قيادة أي قائد كانوا يقاتلون.

*ما هي خطتكم لمراقبة المطرودين من صفوف الحركة؟ لا سيما وأن هناك مخاوف من انضمام المستائين من الحركة إلى صف تنظيم "داعش"؟

ــ بالتأكيد نحن منتبهون إلى تلك النقطة الحساسة، لذا أخذنا ضمانات من المطرودين من صف الحركة بعدم الانضمام إلى حركة مناوئة، وهم وعدونا بالعودة إلى الحياة العادية وعدم الانضمام إلى "طالبان" أو أي جماعة مسلحة. كما أن استخباراتنا تراقب تحركات أولئك الأشخاص بشكل متواصل، وهم يدركون ذلك. وبالتالي لا يمكن لهؤلاء الانضمام إلى كيان معارض لـ"طالبان".

*هل أكملت اللجنة عملها، وما هي الخطة المستقبلية؟

ــ نحن أكملنا عملنا، عبر التثبت من هوية جميع المسلحين، وطرد المندسين. والآن سيتم تشكيل لجنة أخرى مكونة من وزارتي الدفاع والداخلية والاستخبارات، من أجل مراقبة جميع مسلحي "طالبان" وكياناتهم المختلفة بشكل متواصل، بهدف ضمهم إلى الجيش أو الشرطة أو الاستخبارات.

المساهمون